هناك جدل کبير يدور حول الدور الإيراني في المنطقة وما قد تداعى ويتداعى عنه، ولا غرو من أن الاتجاه العام في المنطقة يميل إلى عدم استساغة وتقبل هذا الدور، خصوصا بعدما تخطى وتجاوز الكثير من الخطوط والاعتبارات وسعى إلى فرض حالة جديدة غير مسبوقة للدور الإيراني، بحيث لا نجد لها مثيلا إلا في القرون الغابرة أيام الطموحات الإمبراطورية لها، والذي يدعو أکثر للاقتناع بهكذا طرح، هو إن هناك عددا غير قليل من التصريحات والمواقف من جانب قادة ومسؤولين إيرانيين تتفاخر بوصول النفوذ الإيراني لمناطق تطل على البحرين الأبيض المتوسط والأحمر، مؤکدين بأن إيران قد نجحت في تحقيق الحلم الفارسي الذي فشلت الإمبراطورية الفارسية في تحقيقه على مر التأريخ.
إيران وبعد الثورة، لم تكن کما تصورها وتوقعها الشارعان العربي والاسلامي، بل إنها ظهرت بصورة أخرى مغايرة تماما لتلك الصورة المثالية التي سعت للإيحاء بها في تصريحات ومواقف قادتها، ولعل أکثر شيء غرابة بدر من إيران ما بعد الشاه، هو دورها الملفت على صعيد القضية الفلسطينية، إذ إنها وبعد کل التصريحات الطنانة والمواقف الاستثنائية وبعد أن تم فتح سفارة لفلسطين في طهران، فإن الذي تمخض عن کل تلك التصريحات والمواقف هو شق وحدة الصف الفلسطيني، وهو الأمر الذي عجزت عن تحقيقه إسرائيل.
الدور الإيراني السلبي بعد عهد الشاه لم يقف عند عتبة شق وحدة الصف الفلسطيني وإنما تعداه لبلدان المنطقة عندما نقل قضية شق وحدة الصف والكلمة إلى ما بين الشعب الواحد أولا کما فعل ويفعل في العراق واليمن ولبنان وسورية، أو کما فعل بشق وحدة الصف العربي عندما أوجد شرخا بين بلدان خاضعة لنفوذه وبلدان أخرى في المنطقة، هذا الدور الذي بدأ الشارعان العربي والاسلامي يحذران منه بل يرفضانه ويجدان فيه خطورة تهدد الأمن القومي لبلدان المنطقة ولاسيما الأمن الاجتماعي، وإن ما جرى في مناطق من محافظة ديالى والقريبة من الحدود الإيرانية ومناطق أخرى في تكريت والموصل عندما تم إخلاؤها من سكانها الأصليين وإحلال آخرين تم استقدامهم من مناطق أخرى قد أعطت أکثر من انطباع بشأن نوايا غير عادية مبيتة.
إيران اليوم التي جعلت من دورها ونفوذها في المنطقة ورقة تلعبها وتناور بها على طاولة المفاوضات مع الدول الغربية، مثلما جعلت من دول المنطقة جسرا للعبور بمشروعها لإقامة إمبراطورية دينية متطرفة ذات بعد طائفي، ليس هناك من شك بأن عهد حكم الشاه کان أفضل بكثير من هذا العهد الذي يعطي شعوب المنطقة «من طرف اللسان حلاوة ويروغ عنهم کما يروغ الثعلب»، لكن وفي کل الأحوال، فإن دول وشعوب المنطقة لا تريد ولا تتقبل إيران بهذا الشكل وإنما تريدها إيران مسالمة تتعايش سلميا مع شعوب المنطقة وتحترم سيادة واستقلال الدول الأخرى ولا تتدخل في شؤونها ولا تسعى لامتلاك أسلحة دمار شامل لتهدد بها دول المنطقة، تماما کما أکدت وتؤکد زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي، لأن إيران بشكلها ونهجها الحالي لا تتقبلها بلدان المنطقة بل حتى شعوبها أيضا، وإن المستقبل سيؤکد هذه الحقيقة دونما أي شك.
* كاتبة جزائرية
إيران وبعد الثورة، لم تكن کما تصورها وتوقعها الشارعان العربي والاسلامي، بل إنها ظهرت بصورة أخرى مغايرة تماما لتلك الصورة المثالية التي سعت للإيحاء بها في تصريحات ومواقف قادتها، ولعل أکثر شيء غرابة بدر من إيران ما بعد الشاه، هو دورها الملفت على صعيد القضية الفلسطينية، إذ إنها وبعد کل التصريحات الطنانة والمواقف الاستثنائية وبعد أن تم فتح سفارة لفلسطين في طهران، فإن الذي تمخض عن کل تلك التصريحات والمواقف هو شق وحدة الصف الفلسطيني، وهو الأمر الذي عجزت عن تحقيقه إسرائيل.
الدور الإيراني السلبي بعد عهد الشاه لم يقف عند عتبة شق وحدة الصف الفلسطيني وإنما تعداه لبلدان المنطقة عندما نقل قضية شق وحدة الصف والكلمة إلى ما بين الشعب الواحد أولا کما فعل ويفعل في العراق واليمن ولبنان وسورية، أو کما فعل بشق وحدة الصف العربي عندما أوجد شرخا بين بلدان خاضعة لنفوذه وبلدان أخرى في المنطقة، هذا الدور الذي بدأ الشارعان العربي والاسلامي يحذران منه بل يرفضانه ويجدان فيه خطورة تهدد الأمن القومي لبلدان المنطقة ولاسيما الأمن الاجتماعي، وإن ما جرى في مناطق من محافظة ديالى والقريبة من الحدود الإيرانية ومناطق أخرى في تكريت والموصل عندما تم إخلاؤها من سكانها الأصليين وإحلال آخرين تم استقدامهم من مناطق أخرى قد أعطت أکثر من انطباع بشأن نوايا غير عادية مبيتة.
إيران اليوم التي جعلت من دورها ونفوذها في المنطقة ورقة تلعبها وتناور بها على طاولة المفاوضات مع الدول الغربية، مثلما جعلت من دول المنطقة جسرا للعبور بمشروعها لإقامة إمبراطورية دينية متطرفة ذات بعد طائفي، ليس هناك من شك بأن عهد حكم الشاه کان أفضل بكثير من هذا العهد الذي يعطي شعوب المنطقة «من طرف اللسان حلاوة ويروغ عنهم کما يروغ الثعلب»، لكن وفي کل الأحوال، فإن دول وشعوب المنطقة لا تريد ولا تتقبل إيران بهذا الشكل وإنما تريدها إيران مسالمة تتعايش سلميا مع شعوب المنطقة وتحترم سيادة واستقلال الدول الأخرى ولا تتدخل في شؤونها ولا تسعى لامتلاك أسلحة دمار شامل لتهدد بها دول المنطقة، تماما کما أکدت وتؤکد زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي، لأن إيران بشكلها ونهجها الحالي لا تتقبلها بلدان المنطقة بل حتى شعوبها أيضا، وإن المستقبل سيؤکد هذه الحقيقة دونما أي شك.
* كاتبة جزائرية