قامت قطر مشكورة بالتأكيد على صدقية جميع ما ذكر في خطاب الشيخ تميم، والذي قيل حينها إن موقع وكالة الأنباء القطرية «قنا» تم اختراقه، ثم زعمت السلطات القطرية أنها ستجري تحقيقا حول الاختراق، وصولا إلى ما أعلنته الأسبوع الماضي من أن السلطات التركية قبضت على خمسة أشخاص لهم علاقة بالاختراق.
وبالطبع وجود شخص مفترض أنه مطلوب من الدوحة في تركيا، هو أمر مثير للسخرية، كالقول بأن مطلوبا لدى حزب الله موجود في دمشق أو طهران.
ولكن بعد مرور حوالى أربعة أشهر من الأزمة، أصبح جليا أن الشيخ تميم لم يكتب بالفعل هذا الخطاب، وأنا هنا لا أعني المستوى التحريري للكتابة والذي يديره في الأزمة عزمي بشارة، وبمشاركة كبيرة من وضاح خنفر خصوصا في الإعلام القطري الخارج من لندن وإسطنبول، لكني أقصد أن الشيخ تميم لم يكتب بالفعل هذا الخطاب على مستوى الأفكار والمحتوى.
وبالتالي فقطر وليست وكالة أنبائها مخترقة بالفعل، مخترقة من قبل «الحمدين» وعودتهما لإدارة الحكم بشكل مباشر، وبدأ هذا بالفعل مع تولي الرئيس دونالد ترمب سدة الحكم في الولايات المتحدة، ورؤيتها للتغير على الأرض في عدة مواقع من الربيع العربي والذي كان رهان الحمدين عليه كبيرا.
من راهنت عليهم قطر في مصر وليبيا وتونس وسورية، جميعهم سقطوا أو خسروا سياسيا بدرجات متفاوتة، وبالتالي فخطاب الشيخ تميم كان خريطة مستقبل قطر بعد فشل الربيع، وأتى هذا الخطاب بعد القمة الأمريكية الإسلامية في الرياض، ووضوح الرؤية حول التصدي للإرهاب، وحول إيران الراعي الأول للإرهاب في المنطقة، ونذكر أن الشيخ تميم غاب عن افتتاح المركز العالمي لمكافحة التطرف «اعتدال».
النظام القطري اختار حينها الانحياز لإيران، وهو انحياز قديم قدم انقلاب الشيخ حمد على والده، وتأثر قليلا خلال الأعوام الأولى للثورة السورية، وبالتالي هو انحياز سابق لمقاطعة الدول الأربع، وليس نتيجة للمقاطعة كما يروج مريدو قطر، وسارعت حينها الجزيرة لتغطية ممتدة لفوز الرئيس روحاني بولاية ثانية، ثم تهنئة من الشيخ تميم له رغم أن قطر حينها من المفترض أنها خفضت التمثيل الدبلوماسي.
العيش والملح بين تركيا وقطر، يجعل السياسة التركية مرآة للسياسة الخارجية القطرية، فنهج تركيا قبل وخلال فترة الانقلاب، والمتمثل بالاعتذار لروسيا وتوثيق العلاقات بها، بعد أن عصرت روسيا الاقتصاد التركي، ثم التقارب التركي الإسرائيلي، بعد ست سنوات من الغضب من مقتل البحارة الأتراك الذين حاولوا كسر حصار غزة، عادت العلاقات التركية الإسرائيلية رغم أن غزة على ما أظن لم يتغير حالها.
التشكك من قبول الإدارة الأمريكية بقيام كيان كردي، زاد من التقارب التركي الإيراني، وهو تقارب اقتضاه التقارب الروسي التركي قبل ذلك، فأصبح الثلاثة هم أعضاء مؤتمرات آستانة، حتى تضمن روسيا أن يكون اللاعبون على الأرض تحت مظلتها.
وزير الخارجية القطري اختار موسكو كأول العواصم التي يزورها منذ بداية الأزمة بداية يونيو الماضي، وذكرت حينها أن موسكو غير باقي العواصم الغربية، بمعنى أنها لن تكتفي ببيعك السلاح، بل ستجبرك على شراء السلاح وبيع ما تبقى من المعارضة السورية، تماما كما جرى بين تركيا وروسيا من بيع لحلب، وتدميرها قبل حسم الانتخابات الأمريكية.
خلال الأزمة بين الدول الأربع وقطر، تبين أن النظام القطري إضافة لدعمه القلاقل في دول الربيع العربي، فقد قام بما فيه إضرار لأمن الدول الأربع ودعم الإرهاب فيها، والأدلة والتسجيلات تخرج تواليا من البحرين والإمارات والسعودية ومصر، لتكشف كيف يفكر ويخطط نظام الحمدين لتدمير المنطقة، لولا تصدي دول عدة على رأسها السعودية لهذا المشروع، ووعي الشعوب العربية التي لم يعد ينطلي عليها تدليس الإعلام القطري.
علي السليطي سفير قطر في طهران، حين سلم أوراق اعتماده للوزير محمد جواد ظريف، كان يرتدي ثوبا رماديا، بينما من حسنات الأزمة القطرية، أن قطر تجاوزت المرحلة الرمادية، ليكون هذا التقارب العلني مع إيران تدشينا لـ«التحالف الدولي لدعم الإرهاب» بتمويل قطري.
وبالطبع وجود شخص مفترض أنه مطلوب من الدوحة في تركيا، هو أمر مثير للسخرية، كالقول بأن مطلوبا لدى حزب الله موجود في دمشق أو طهران.
ولكن بعد مرور حوالى أربعة أشهر من الأزمة، أصبح جليا أن الشيخ تميم لم يكتب بالفعل هذا الخطاب، وأنا هنا لا أعني المستوى التحريري للكتابة والذي يديره في الأزمة عزمي بشارة، وبمشاركة كبيرة من وضاح خنفر خصوصا في الإعلام القطري الخارج من لندن وإسطنبول، لكني أقصد أن الشيخ تميم لم يكتب بالفعل هذا الخطاب على مستوى الأفكار والمحتوى.
وبالتالي فقطر وليست وكالة أنبائها مخترقة بالفعل، مخترقة من قبل «الحمدين» وعودتهما لإدارة الحكم بشكل مباشر، وبدأ هذا بالفعل مع تولي الرئيس دونالد ترمب سدة الحكم في الولايات المتحدة، ورؤيتها للتغير على الأرض في عدة مواقع من الربيع العربي والذي كان رهان الحمدين عليه كبيرا.
من راهنت عليهم قطر في مصر وليبيا وتونس وسورية، جميعهم سقطوا أو خسروا سياسيا بدرجات متفاوتة، وبالتالي فخطاب الشيخ تميم كان خريطة مستقبل قطر بعد فشل الربيع، وأتى هذا الخطاب بعد القمة الأمريكية الإسلامية في الرياض، ووضوح الرؤية حول التصدي للإرهاب، وحول إيران الراعي الأول للإرهاب في المنطقة، ونذكر أن الشيخ تميم غاب عن افتتاح المركز العالمي لمكافحة التطرف «اعتدال».
النظام القطري اختار حينها الانحياز لإيران، وهو انحياز قديم قدم انقلاب الشيخ حمد على والده، وتأثر قليلا خلال الأعوام الأولى للثورة السورية، وبالتالي هو انحياز سابق لمقاطعة الدول الأربع، وليس نتيجة للمقاطعة كما يروج مريدو قطر، وسارعت حينها الجزيرة لتغطية ممتدة لفوز الرئيس روحاني بولاية ثانية، ثم تهنئة من الشيخ تميم له رغم أن قطر حينها من المفترض أنها خفضت التمثيل الدبلوماسي.
العيش والملح بين تركيا وقطر، يجعل السياسة التركية مرآة للسياسة الخارجية القطرية، فنهج تركيا قبل وخلال فترة الانقلاب، والمتمثل بالاعتذار لروسيا وتوثيق العلاقات بها، بعد أن عصرت روسيا الاقتصاد التركي، ثم التقارب التركي الإسرائيلي، بعد ست سنوات من الغضب من مقتل البحارة الأتراك الذين حاولوا كسر حصار غزة، عادت العلاقات التركية الإسرائيلية رغم أن غزة على ما أظن لم يتغير حالها.
التشكك من قبول الإدارة الأمريكية بقيام كيان كردي، زاد من التقارب التركي الإيراني، وهو تقارب اقتضاه التقارب الروسي التركي قبل ذلك، فأصبح الثلاثة هم أعضاء مؤتمرات آستانة، حتى تضمن روسيا أن يكون اللاعبون على الأرض تحت مظلتها.
وزير الخارجية القطري اختار موسكو كأول العواصم التي يزورها منذ بداية الأزمة بداية يونيو الماضي، وذكرت حينها أن موسكو غير باقي العواصم الغربية، بمعنى أنها لن تكتفي ببيعك السلاح، بل ستجبرك على شراء السلاح وبيع ما تبقى من المعارضة السورية، تماما كما جرى بين تركيا وروسيا من بيع لحلب، وتدميرها قبل حسم الانتخابات الأمريكية.
خلال الأزمة بين الدول الأربع وقطر، تبين أن النظام القطري إضافة لدعمه القلاقل في دول الربيع العربي، فقد قام بما فيه إضرار لأمن الدول الأربع ودعم الإرهاب فيها، والأدلة والتسجيلات تخرج تواليا من البحرين والإمارات والسعودية ومصر، لتكشف كيف يفكر ويخطط نظام الحمدين لتدمير المنطقة، لولا تصدي دول عدة على رأسها السعودية لهذا المشروع، ووعي الشعوب العربية التي لم يعد ينطلي عليها تدليس الإعلام القطري.
علي السليطي سفير قطر في طهران، حين سلم أوراق اعتماده للوزير محمد جواد ظريف، كان يرتدي ثوبا رماديا، بينما من حسنات الأزمة القطرية، أن قطر تجاوزت المرحلة الرمادية، ليكون هذا التقارب العلني مع إيران تدشينا لـ«التحالف الدولي لدعم الإرهاب» بتمويل قطري.