-A +A
خالد السليمان
تجمع وسائل التواصل الاجتماعي جميع المتناقضات ليس بين الناس وحسب بل وحتى عند الشخص ذاته، فهناك من يعيب على الآخرين إدلاءهم بآرائهم في الخلاف الخليجي القطري لمجرد أنهم لم يوافقوا هواه في تعرية السياسة القطرية، بينما هو لم يبق شأنا حول الكرة الأرضية لم يدس أنفه فيه !

الأمر نفسه حصل في أحداث مصر وتركيا وسوريا والعراق وليبيا واليمن، فالموقف من حرية التعبير وحق إبداء الرأي يحدده «الهوى» وليس مبدأ الحرية، واللافت أن بعضهم ينصحك بالانشغال بالشأن العام ومشكلات المجتمع وترك السياسة في الخلاف مع سلطة قطر لولاة الأمر وهو الذي لم يفعل ذلك عندما تعلق الأمر بموقف ولاة أمره من التحولات السياسية بمصر والعلاقة بحركة حماس على سبيل المثال، وأنا هنا لا أعيب عليه أن يكون له رأي مختلف، لكنني أعيب عليه مصادرة حق الآخرين في التوافق مع سياسة حكومة بلادهم، خاصة عندما يتعلق الأمر بسيادة وأمن واستقرار الوطن !


البعض يريد منح حصانة ضد النقد لأنظمة حكم وسياسات دول وقنوات تلفزيونية وشخصيات حزبية وإعلامية في الوقت الذي يمنح نفسه كامل حرية نقد خصومهم، ومن شاركه «هواه» اعتبره أخلاقيا في طرحه ومن خالفه عده متطفلا على شؤون الآخرين في أبسط الأحوال ومرتزقا في أشدها !

المشكلة أن هؤلاء لا يكتفون بتحديد الأخيار والأشرار في ساحتي الحدث والرأي، بل ويرسمون حدود حرية التعبير وينصبون أنفسهم أوصياء على الحقيقة !