صباح مبارك وكل عام وأنتم في خير.
تعود إليكم أفياء هذا الصباح محملة بالشوق، فهي مهما نأت وطال بها الغياب، تظل حبالها معلقة بالوطن وأهله.
أتذكر بيتا لحافظ إبراهيم يخاطب فيه منزلا قديما سكنه في مطلع شبابه: (كم مر بي فيك عيش لست أذكره،، ومر بي فيك عيش لست أنساه).
شعرت أن هذا البيت يمثلني في حالي مع الوطن عند الغياب عنه، فحين تغترب عن الوطن، تبزغ ذكرياتك فيه إلى السطح، منها ما يستحق أن يذكر، ومنها ما لا يستحق، تذكر أيام السعادة وأيام المرارة، وأيام الجمال وأيام القبح، وتظل ذكرى تلك الأيام، بما كان فيها تروي أغصان الشوق والحنين.
يزعم جون كيتس، الشاعر الرومانسي البريطاني أن (لا سعادة في الوطن)، ربما على غرار قول (لا يصدّق نبي في قومه) و(العود في أرضه نوع من الحطب) أو غيرها من الأقوال التي تنفي وجود التقدير للإنسان في المكان الذي ينتمي إليه، ومن ثم يغيب الشعور بالسعادة، لكن الحقيقة غير ذلك تماما، فحين تفارق وطنك وأهلك وأصدقاءك فإنك تفتقد سعادتك معهم وبهم.
شتان بين قول كيتس وقول حافظ إبراهيم السابق، فبيت حافظ إبراهيم حين تسمعه تحسه يلامس نفسك لما هو عليه من الصدق، فالشاعر لم يتجاوز الواقع في وصف حياته التي عاشها في البيت القديم، فهو يقر أنه عاش فيه من الأيام حلوا ومرا ومحايدا لا حلاوة ولا مرارة، وأن أيامه فيه كانت أياما بعضها عادية لا تستحق أن يتذكرها، وبعضها غير عادية بما لا يمكن له نسيانها.
وهذه طبيعة حياة كل الناس، سواء كانت مختزلة في بيت، أو مدينة، أو وطن، هم يعيشون حياة فيها ما لا يستحق أن يتذكر، وفيها ما لا يسعهم نسيانه.
لكن، يبقى السؤال المضطرب، هل الوطن يفتقدك حين تفارقه؟ هل يشتاق لعودتك كما تشتاق أنت لترابه ؟
يبدو أن أحمد شوقي طاف بذهنه ما طاف بذهني، فأخذ يعاتب البلدان لأنها لا تحزن لفراق سكانها ولا تشتاق لعودة من يغادرها: (ألا ليت البلاد لها قلوب،، كما للناس، تنفطر إلتياعا). إلا أن البلاد جماد ليس لها ما للبشر من العواطف، لذا هي لا تكترث بغياب وجوه كانت تضيء سماءها، ولا بنأي أحبة تتفطر قلوبهم شوقا إليها.
تعود إليكم أفياء هذا الصباح محملة بالشوق، فهي مهما نأت وطال بها الغياب، تظل حبالها معلقة بالوطن وأهله.
أتذكر بيتا لحافظ إبراهيم يخاطب فيه منزلا قديما سكنه في مطلع شبابه: (كم مر بي فيك عيش لست أذكره،، ومر بي فيك عيش لست أنساه).
شعرت أن هذا البيت يمثلني في حالي مع الوطن عند الغياب عنه، فحين تغترب عن الوطن، تبزغ ذكرياتك فيه إلى السطح، منها ما يستحق أن يذكر، ومنها ما لا يستحق، تذكر أيام السعادة وأيام المرارة، وأيام الجمال وأيام القبح، وتظل ذكرى تلك الأيام، بما كان فيها تروي أغصان الشوق والحنين.
يزعم جون كيتس، الشاعر الرومانسي البريطاني أن (لا سعادة في الوطن)، ربما على غرار قول (لا يصدّق نبي في قومه) و(العود في أرضه نوع من الحطب) أو غيرها من الأقوال التي تنفي وجود التقدير للإنسان في المكان الذي ينتمي إليه، ومن ثم يغيب الشعور بالسعادة، لكن الحقيقة غير ذلك تماما، فحين تفارق وطنك وأهلك وأصدقاءك فإنك تفتقد سعادتك معهم وبهم.
شتان بين قول كيتس وقول حافظ إبراهيم السابق، فبيت حافظ إبراهيم حين تسمعه تحسه يلامس نفسك لما هو عليه من الصدق، فالشاعر لم يتجاوز الواقع في وصف حياته التي عاشها في البيت القديم، فهو يقر أنه عاش فيه من الأيام حلوا ومرا ومحايدا لا حلاوة ولا مرارة، وأن أيامه فيه كانت أياما بعضها عادية لا تستحق أن يتذكرها، وبعضها غير عادية بما لا يمكن له نسيانها.
وهذه طبيعة حياة كل الناس، سواء كانت مختزلة في بيت، أو مدينة، أو وطن، هم يعيشون حياة فيها ما لا يستحق أن يتذكر، وفيها ما لا يسعهم نسيانه.
لكن، يبقى السؤال المضطرب، هل الوطن يفتقدك حين تفارقه؟ هل يشتاق لعودتك كما تشتاق أنت لترابه ؟
يبدو أن أحمد شوقي طاف بذهنه ما طاف بذهني، فأخذ يعاتب البلدان لأنها لا تحزن لفراق سكانها ولا تشتاق لعودة من يغادرها: (ألا ليت البلاد لها قلوب،، كما للناس، تنفطر إلتياعا). إلا أن البلاد جماد ليس لها ما للبشر من العواطف، لذا هي لا تكترث بغياب وجوه كانت تضيء سماءها، ولا بنأي أحبة تتفطر قلوبهم شوقا إليها.