كان من نتائج هذا التصارع العالمي في وعلى المنطقة أن أصبحت المنطقة العربية أكثر مناطق العالم اضطرابا وعدم استقرار. إذ تتصف هذه المنطقة بالاضطراب والتخبط وعدم الاستقرار المزمن، بسبب «عوامل» تكاد تكون معروفة للعامة، قبل الخاصة. فسبب ما تعيشه المنطقة من ضعف وتخلف واضطراب وتشرذم، يرد -عادة وكما نردد دائما- إلى العاملين الرئيسين: العامل الذاتي (الداخلي) وأبرز عناصره ومكوناته السلبية هي: سوء تفسير الدين الإسلامي الحنيف من قبل البعض (الإسلاموية) المذهبية المتطرفة، الطائفية الإقصائية، الاستبداد السياسي...إلخ. أما العامل الخارجي، فيتركز في: عداء الحركة الصهيونية، والمد الإمبريالي لهذه الأمة، وسعيهما لتقويض العروبة والإسلام، بدءا من عقر دارهما. وقد لعبت إسرائيل - وما زالت - دورا كبيرا مدمرا فيما وصلت المنطقة إليه. ولكن الاستبداد السياسي العربي كانت له مساهمة كبرى في تنفيذ المخطط الصهيوني وغيره، إضافة إلى صراع القوى العالمية العظمى والكبرى السياسي على إمكانات هذه المنطقة الهامة ومقدراتها المختلفة.
وهناك ولا شك، «تداخل» وثيق بين العاملين الداخلي والخارجي. ولولا الوضع الداخلي العربي الرديء، لما تمكن العامل الخارجي من تحقيق أغلب مآربه السلبية في الأرض العربية. فالعامل الخارجي نجح تماما في «تسخير» الوضع الداخلي (بأغلب معطياته) لخدمة أغراض القوى الخارجية، وتحقيق أهدافها - الواحد تلو الآخر- بسهولة قياسية. بل إن معظم الأهداف الخارجية الضارة تتحقق على يد عرب...! وما زالت هذه الآلية المدمرة هي السائدة مع الأسف.
المنطقة كما هو معروف، ذات موقع إستراتيجي فريد، لأنها تربط بين قارات العالم القديم الثلاث، آسيا، أفريقيا، أوروبا. كما أن بها موارد بشرية وطبيعية هائلة، إضافة إلى كونها تحتوي على أكبر مصادر الطاقة في العالم. حتى أصبح من الصعب، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، على أي قوة دولية، كبرى أو عظمى، أن تكون كذلك ما لم يكن لها نفوذ يذكر بهذا الجزء من العالم.
***
تبسيطا، نقول: إن بالمنطقة الآن تكتلين كبيرين متنافسين... الأول هو التكتل الغربي بزعامة الولايات المتحدة. أما التكتل الثاني المضاد والمنافس فهو يتكون من القوى المناوئة حاليا للغرب، وفي مقدمتها روسيا والصين، ومن يسير في فلكيهما. ولكل من هذين التكتلين حلفاء من المنطقة نفسها، كما هو معروف. وكل من هذين التكتلين يعمل لما يحقق ما يعتقد أنه مصالحه. وغالبا ما يكون سعي هذين التكتلين في اتجاه سلبي ومضاد بالنسبة لمصالح الشعوب العليا العربية والإسلامية الحقيقية. ومعظم ما يجري بالمنطقة من تعاون وصراعات إنما سببه الرئيسي هو حراك هذين التكتلين، في هذا الاتجاه أو ذاك. الشعوب هي الطرف الثالث... وهي المعنى الأصلي بما يجرى بمنطقتها، ولكن معظم شعوب المنطقة هي الحاضر – الغائب الأكبر فيها، حتى الآن.
لا يعمل أي تكتل على إقامة استقرار قائم على أسس صحيحة وصلبة، عمادها الحرية والعدالة والمساواة والشورى والتكافل الاجتماعي... كي تعيش الأمة حرة كريمة مستقلة، في أرضها، وتتمتع بحقوقها المشروعة، وبإمكاناتها الطبيعية والبشرية، بما يحقق لها الأمن والاستقرار والتقدم والازدهار، ويجعلها أمة تحظى بمكانة مقبولة بين أمم الأرض المعاصرة. فهذا غير وارد من قبل الاغيار، أطراف هذين التكتلين، ومن يسير في ركابهما. كل طرف بهذين التكتلين يسعى لتحقيق هدف أناني يخصه هو، ولا يعنى غيره كثيرا.
ليس في نوايا التكتلين - كما يبدو - خيرا لهذه الأمة، بل إن كل منهما يعمل على استغلال إمكانات المنطقة لصالحه، عبر إضعاف دولها، وإذلالها. وأفضل وسائل إضعافها (في حساباتهم) هي: دفعها للتخبط الفكري والعقائدي، وتقسيمها وشرذمتها، وخلق كيانات ودويلات متنافسة ومهترئة ومتهالكة منها، وعلى أسس طائفية ومذهبية ومصلحية خاصة.
***
يهدف المشروع الاستعماري – الصهيوني لإقامة دولة إسرائيل الكبرى، سواء عبر التوسع الجغرافي، أو عبر التفوق العسكري والتقني، وتقسيم المقسمين أصلا. وبحيث يتم التحكم التام في هذه المنطقة والهيمنة على مقدراتها، وإلغاء هويتها، وتشويه عقيدتها. الأمر الذي سيعني ضرب العروبة والإسلام الصحيح، وسيادة الفكر الصهيوني المفسد. وهناك من يعمل، بكل ما أوتي من جهد، على مساعدة إسرائيل لبلوغ هذه الغاية البشعة، على حساب دينه وأمته، وبلاده... مقابل دعم صهيوني مؤقت وموقوت، لا يلبث أن يتحول إلى نبذ واستعباد لمن كان بالأمس «حليفا».
أما التكتل الشرقي، فليس لديه مشروع مماثل في تفاصيله وخطوطه العامة، ولكن أهدافه تجاه المنطقة لا تخرج عن: السعي للهيمنة، وتسخير مقدرات المنطقة لخدمة مصالحها أولا. لم تترسخ أقدام التكتل الشرقي المضاد بالمنطقة بعد. وبالتالي، لم تتضح بعد تفاصيل سياساته نحو المنطقة... ومع ذلك، فلهذا التكتل أهداف مشابهة لأهداف التكتل الغربي، ووسائل متشابهة، وإن كانت غير متطابقة، مع وسائل التكتل الآخر. وتبقى «الكلمة» لشعوب المنطقة... فهي التي يجب أن تقرر – بعد إرادة الله – ماهية مستقبلها... مستقبل أبنائها، وأحفادها. ولهذا الحديث بقية.
وهناك ولا شك، «تداخل» وثيق بين العاملين الداخلي والخارجي. ولولا الوضع الداخلي العربي الرديء، لما تمكن العامل الخارجي من تحقيق أغلب مآربه السلبية في الأرض العربية. فالعامل الخارجي نجح تماما في «تسخير» الوضع الداخلي (بأغلب معطياته) لخدمة أغراض القوى الخارجية، وتحقيق أهدافها - الواحد تلو الآخر- بسهولة قياسية. بل إن معظم الأهداف الخارجية الضارة تتحقق على يد عرب...! وما زالت هذه الآلية المدمرة هي السائدة مع الأسف.
المنطقة كما هو معروف، ذات موقع إستراتيجي فريد، لأنها تربط بين قارات العالم القديم الثلاث، آسيا، أفريقيا، أوروبا. كما أن بها موارد بشرية وطبيعية هائلة، إضافة إلى كونها تحتوي على أكبر مصادر الطاقة في العالم. حتى أصبح من الصعب، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، على أي قوة دولية، كبرى أو عظمى، أن تكون كذلك ما لم يكن لها نفوذ يذكر بهذا الجزء من العالم.
***
تبسيطا، نقول: إن بالمنطقة الآن تكتلين كبيرين متنافسين... الأول هو التكتل الغربي بزعامة الولايات المتحدة. أما التكتل الثاني المضاد والمنافس فهو يتكون من القوى المناوئة حاليا للغرب، وفي مقدمتها روسيا والصين، ومن يسير في فلكيهما. ولكل من هذين التكتلين حلفاء من المنطقة نفسها، كما هو معروف. وكل من هذين التكتلين يعمل لما يحقق ما يعتقد أنه مصالحه. وغالبا ما يكون سعي هذين التكتلين في اتجاه سلبي ومضاد بالنسبة لمصالح الشعوب العليا العربية والإسلامية الحقيقية. ومعظم ما يجري بالمنطقة من تعاون وصراعات إنما سببه الرئيسي هو حراك هذين التكتلين، في هذا الاتجاه أو ذاك. الشعوب هي الطرف الثالث... وهي المعنى الأصلي بما يجرى بمنطقتها، ولكن معظم شعوب المنطقة هي الحاضر – الغائب الأكبر فيها، حتى الآن.
لا يعمل أي تكتل على إقامة استقرار قائم على أسس صحيحة وصلبة، عمادها الحرية والعدالة والمساواة والشورى والتكافل الاجتماعي... كي تعيش الأمة حرة كريمة مستقلة، في أرضها، وتتمتع بحقوقها المشروعة، وبإمكاناتها الطبيعية والبشرية، بما يحقق لها الأمن والاستقرار والتقدم والازدهار، ويجعلها أمة تحظى بمكانة مقبولة بين أمم الأرض المعاصرة. فهذا غير وارد من قبل الاغيار، أطراف هذين التكتلين، ومن يسير في ركابهما. كل طرف بهذين التكتلين يسعى لتحقيق هدف أناني يخصه هو، ولا يعنى غيره كثيرا.
ليس في نوايا التكتلين - كما يبدو - خيرا لهذه الأمة، بل إن كل منهما يعمل على استغلال إمكانات المنطقة لصالحه، عبر إضعاف دولها، وإذلالها. وأفضل وسائل إضعافها (في حساباتهم) هي: دفعها للتخبط الفكري والعقائدي، وتقسيمها وشرذمتها، وخلق كيانات ودويلات متنافسة ومهترئة ومتهالكة منها، وعلى أسس طائفية ومذهبية ومصلحية خاصة.
***
يهدف المشروع الاستعماري – الصهيوني لإقامة دولة إسرائيل الكبرى، سواء عبر التوسع الجغرافي، أو عبر التفوق العسكري والتقني، وتقسيم المقسمين أصلا. وبحيث يتم التحكم التام في هذه المنطقة والهيمنة على مقدراتها، وإلغاء هويتها، وتشويه عقيدتها. الأمر الذي سيعني ضرب العروبة والإسلام الصحيح، وسيادة الفكر الصهيوني المفسد. وهناك من يعمل، بكل ما أوتي من جهد، على مساعدة إسرائيل لبلوغ هذه الغاية البشعة، على حساب دينه وأمته، وبلاده... مقابل دعم صهيوني مؤقت وموقوت، لا يلبث أن يتحول إلى نبذ واستعباد لمن كان بالأمس «حليفا».
أما التكتل الشرقي، فليس لديه مشروع مماثل في تفاصيله وخطوطه العامة، ولكن أهدافه تجاه المنطقة لا تخرج عن: السعي للهيمنة، وتسخير مقدرات المنطقة لخدمة مصالحها أولا. لم تترسخ أقدام التكتل الشرقي المضاد بالمنطقة بعد. وبالتالي، لم تتضح بعد تفاصيل سياساته نحو المنطقة... ومع ذلك، فلهذا التكتل أهداف مشابهة لأهداف التكتل الغربي، ووسائل متشابهة، وإن كانت غير متطابقة، مع وسائل التكتل الآخر. وتبقى «الكلمة» لشعوب المنطقة... فهي التي يجب أن تقرر – بعد إرادة الله – ماهية مستقبلها... مستقبل أبنائها، وأحفادها. ولهذا الحديث بقية.