عشنا بعيدا عن احتدام الأجواء السياسية ذات الخبايا والجيوب التي لا نعرفها إلا من خلال سيرة شخصية أو أفراد مروا بالتجارب الحزبية أو من تعرف على الخلايا النشطة الباحثة دوما عن إسقاط الحكم.. هذه الأجواء كانت عامرة في الجمهوريات العربية، وتم نقلها إلى أذهاننا عبر الأفلام والمسلسلات الدرامية..
وبسبب هذا السكون السياسي كان يقال إن الحياة المحلية غير قادرة أن تتفرع لكي تعطينا مجالا روائيا خصبا بحجة أن الواقع الساكن لا ينتج أدبا، وأمام هذا الحكم الأدبي كنت أرى أن لكل مكان أجواءه التي يستطيع الروائي تحويل الأمكنة الساكنة إلى فضاء كتابي متحرك... واستمرت الحياة الوادعة (في ظاهرها) وإن كان ثمة حراك في العمق إلا أنه ظل في القاع ولا يظهر للعامة حتى إذا تطايرت الكلمات عرفنا ما الذي حدث (معرفة منقوصة)..
نعم، عشنا في واقع ساكن فما كان يحدث تمضى عليه السنوات الطوال من غير أن ينعكس ذلك الحدث السياسي على الأدب المحلي، ومع انفتاح الفضاء (تحديدا منذ التسعينات الميلادية) كُتِب تاريخ جديد حملت رايته الرواية، فبعد أن كانت تتحرك في أحداث ماضوية إذا بها تكشف عن المستور ليعلم العامة بما حدث أو يحدث خلف الأبواب الموصدة، وأظهرت بعض الأعمال الروائية واقعا كتابيا كانت أحداثه تدور في الخفاء، وكلما دار الفلك ظلت الأحداث السياسية ساكنة سكون المقابر..
كانت الرواية المثقب الذي اجترح خاصرة المجتمع فتدفقت الأحداث، تحدثت الرواية عن الخلايا الاشتراكية وعن القوميين العرب وعن مناصري جمال عبدالناصر وعن حركية بعض الجماعات ذات الأهداف السياسية، وكانت الإشارة للإخوان المسلمين واضحة، فهم جماعة تقاطعت مع رجال الدعوة المعنيين بنشر المبادئ الإسلامية ذات المجال السلمي والمعنيين بتنفيذ فكرة ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، إلا أن الإخوان وأجندتهم السياسية أرادت تحريك الأرضية وتحمية النفوس الغاضبة عن كل مستحدث، فقامت الجماعة باجتذاب شباب متحمسين ودفعت بهم إلى الدعوة الحركية ذات الأهداف السياسية، ولأن الإخوان المسلمين تنظيم دولي مؤسس على السمع والطاعة كان كل الأعضاء يلتزمون بأي أمر يصدر لهم ولأنهم يبحثون عن الفرصة المناسبة للانقضاض على السلطة فقد ظلوا في بيات شتوي دهرا، وقد دأب الإخوان على السير في طرق متشعبة تفضي إلى التمكين والسيطرة على المجتمع مع التغلغل في كل مفاصل الدولة والإمساك بزمام الأمور، هذه السياسة مكنت عشرات الإخوان من أن يكونوا خطرا ساكنا على البلد حتى إذا تحركت الحركات الإسلامية الحركية كان للإخوان النصيب الوافر من التواجد..
ظل حال الإخوان على ما هو عليه حتى إذا تم نزع ورقة التوت ظهرت المساوئ لبعض قياديي الإخوان المتناثرين في كل مكان، وكل حركة تكشف هذا التنظيم ترى وتشاهد شخصيات لم يكن يدور بخلدك أن هذا المواطن (إخواني)...
ومع آخر حملة قامت بها وزارة الداخلية في عملية استباقية رأينا أناساً لم يكن يدور بخلدنا أنهم من أصحاب الإخوان.
والآن هل بالإمكان للجهات ذات العلاقة مواصلة كشف جماعة الإخوان الذين تمكنوا من اللعب بالبيضة والحجر... ولأني لم أستوعب لعبة الإخوان في بداية هذا العشق اكتشفت أن الجميع مد (الذرعة) من أجل تقسيم المنطقة.... هل يستطيعون الدخول مرة أخرى؟
وبسبب هذا السكون السياسي كان يقال إن الحياة المحلية غير قادرة أن تتفرع لكي تعطينا مجالا روائيا خصبا بحجة أن الواقع الساكن لا ينتج أدبا، وأمام هذا الحكم الأدبي كنت أرى أن لكل مكان أجواءه التي يستطيع الروائي تحويل الأمكنة الساكنة إلى فضاء كتابي متحرك... واستمرت الحياة الوادعة (في ظاهرها) وإن كان ثمة حراك في العمق إلا أنه ظل في القاع ولا يظهر للعامة حتى إذا تطايرت الكلمات عرفنا ما الذي حدث (معرفة منقوصة)..
نعم، عشنا في واقع ساكن فما كان يحدث تمضى عليه السنوات الطوال من غير أن ينعكس ذلك الحدث السياسي على الأدب المحلي، ومع انفتاح الفضاء (تحديدا منذ التسعينات الميلادية) كُتِب تاريخ جديد حملت رايته الرواية، فبعد أن كانت تتحرك في أحداث ماضوية إذا بها تكشف عن المستور ليعلم العامة بما حدث أو يحدث خلف الأبواب الموصدة، وأظهرت بعض الأعمال الروائية واقعا كتابيا كانت أحداثه تدور في الخفاء، وكلما دار الفلك ظلت الأحداث السياسية ساكنة سكون المقابر..
كانت الرواية المثقب الذي اجترح خاصرة المجتمع فتدفقت الأحداث، تحدثت الرواية عن الخلايا الاشتراكية وعن القوميين العرب وعن مناصري جمال عبدالناصر وعن حركية بعض الجماعات ذات الأهداف السياسية، وكانت الإشارة للإخوان المسلمين واضحة، فهم جماعة تقاطعت مع رجال الدعوة المعنيين بنشر المبادئ الإسلامية ذات المجال السلمي والمعنيين بتنفيذ فكرة ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، إلا أن الإخوان وأجندتهم السياسية أرادت تحريك الأرضية وتحمية النفوس الغاضبة عن كل مستحدث، فقامت الجماعة باجتذاب شباب متحمسين ودفعت بهم إلى الدعوة الحركية ذات الأهداف السياسية، ولأن الإخوان المسلمين تنظيم دولي مؤسس على السمع والطاعة كان كل الأعضاء يلتزمون بأي أمر يصدر لهم ولأنهم يبحثون عن الفرصة المناسبة للانقضاض على السلطة فقد ظلوا في بيات شتوي دهرا، وقد دأب الإخوان على السير في طرق متشعبة تفضي إلى التمكين والسيطرة على المجتمع مع التغلغل في كل مفاصل الدولة والإمساك بزمام الأمور، هذه السياسة مكنت عشرات الإخوان من أن يكونوا خطرا ساكنا على البلد حتى إذا تحركت الحركات الإسلامية الحركية كان للإخوان النصيب الوافر من التواجد..
ظل حال الإخوان على ما هو عليه حتى إذا تم نزع ورقة التوت ظهرت المساوئ لبعض قياديي الإخوان المتناثرين في كل مكان، وكل حركة تكشف هذا التنظيم ترى وتشاهد شخصيات لم يكن يدور بخلدك أن هذا المواطن (إخواني)...
ومع آخر حملة قامت بها وزارة الداخلية في عملية استباقية رأينا أناساً لم يكن يدور بخلدنا أنهم من أصحاب الإخوان.
والآن هل بالإمكان للجهات ذات العلاقة مواصلة كشف جماعة الإخوان الذين تمكنوا من اللعب بالبيضة والحجر... ولأني لم أستوعب لعبة الإخوان في بداية هذا العشق اكتشفت أن الجميع مد (الذرعة) من أجل تقسيم المنطقة.... هل يستطيعون الدخول مرة أخرى؟