لا دخان من غير نار، فمهما حاولت وزارة الشؤون الاجتماعية نفي أو تبسيط ما يحدث في دور الرعاية التابعة لها بمختلف مسمياتها، فإن الواقع يقول إن هناك مآسي تحدث خلف أسوار تلك المباني التي تضم أكثر البشر ضعفا وانكسارا بغض النظر عن أسباب وملابسات وجودهم في تلك الدور.
كنت أقرأ بعض المعلومات عن دور رعاية الفتيات استعدادا للمشاركة في برنامج (معالي المواطن) مع الإعلامي علي العلياني بقناة mbc مساء الثلاثاء الماضي، وأصدقكم القول أنني شعرت بألم شديد من بعض القصص التي روتها فتيات الدور. هناك خلل كبير في أماكن عدة، خلل في منظومة الأسرة التي تحمل الفتاة وحدها مسؤولية الخطأ ثم تتنصل منها، وخلل في مجتمع ظالم وقاسٍ يحكم بالإعدام المعنوي ويرفض توبة المخطئ، وخلل في دور رعاية تحتاج إلى تأهيل كل ما فيها ومن فيها، غياب أنظمة المتابعة والرقابة والمحاسبة، وكذلك التشريعات والقوانين التي تحفظ للفتاة حقوقها وكرامتها أثناء وجودها في الدار وبعد خروجها. كل هذه الأسباب وغيرها تجعل دور الرعاية جحيما لا يطاق، جعل بعض الفتيات يقدمن على محاولة الانتحار ويفضلن الموت على حياة كلها عذاب.
القصص التي روتها بعض الفتيات في البرنامج تمثل إدانة صارخة لإنسانيتنا، وتؤكد أن وزارة الشؤون الاجتماعية تتعامل مع نزيلات الدور كمجرمات لا يليق بهن غير العقاب وسحق ما تبقى في دواخلهن من الكرامة البشرية، أما القصص التي روتها بعض الصحف من داخل الدور في أوقات سابقة فإنها تصيب القارئ بالغثيان والتقزز والقرف من بعض البشر الذين نُزعت منهم الرحمة.
ليست معجزة أن تتدارك وزارة الشؤون الاجتماعية هذه الأوضاع البائسة. محاولة إنكار بعض المسؤولين لما يحدث لا تفيد بشيء سوى تعقيد المشكلة والدفع بها إلى مزيد من السوء تتحمله فتيات تهشمت أرواحهن. والحلول لن تكون صعبة إذا كانت هناك نية مخلصة لتحسين الأوضاع. ليس كل من هب ودب يصلح أن يعمل في دور الرعاية، لأن التعامل مع قضايا نزيلاتها يحتاج إلى متخصصين ومتخصصات يستطيعون التعامل بمهنية وعلم وخبرة ودراية، أما الذي يحدث الآن فأبسط ما يوصف به هو ابتعاده كثيرا عن أي معايير مهنية أو حتى إنسانية. ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.
كنت أقرأ بعض المعلومات عن دور رعاية الفتيات استعدادا للمشاركة في برنامج (معالي المواطن) مع الإعلامي علي العلياني بقناة mbc مساء الثلاثاء الماضي، وأصدقكم القول أنني شعرت بألم شديد من بعض القصص التي روتها فتيات الدور. هناك خلل كبير في أماكن عدة، خلل في منظومة الأسرة التي تحمل الفتاة وحدها مسؤولية الخطأ ثم تتنصل منها، وخلل في مجتمع ظالم وقاسٍ يحكم بالإعدام المعنوي ويرفض توبة المخطئ، وخلل في دور رعاية تحتاج إلى تأهيل كل ما فيها ومن فيها، غياب أنظمة المتابعة والرقابة والمحاسبة، وكذلك التشريعات والقوانين التي تحفظ للفتاة حقوقها وكرامتها أثناء وجودها في الدار وبعد خروجها. كل هذه الأسباب وغيرها تجعل دور الرعاية جحيما لا يطاق، جعل بعض الفتيات يقدمن على محاولة الانتحار ويفضلن الموت على حياة كلها عذاب.
القصص التي روتها بعض الفتيات في البرنامج تمثل إدانة صارخة لإنسانيتنا، وتؤكد أن وزارة الشؤون الاجتماعية تتعامل مع نزيلات الدور كمجرمات لا يليق بهن غير العقاب وسحق ما تبقى في دواخلهن من الكرامة البشرية، أما القصص التي روتها بعض الصحف من داخل الدور في أوقات سابقة فإنها تصيب القارئ بالغثيان والتقزز والقرف من بعض البشر الذين نُزعت منهم الرحمة.
ليست معجزة أن تتدارك وزارة الشؤون الاجتماعية هذه الأوضاع البائسة. محاولة إنكار بعض المسؤولين لما يحدث لا تفيد بشيء سوى تعقيد المشكلة والدفع بها إلى مزيد من السوء تتحمله فتيات تهشمت أرواحهن. والحلول لن تكون صعبة إذا كانت هناك نية مخلصة لتحسين الأوضاع. ليس كل من هب ودب يصلح أن يعمل في دور الرعاية، لأن التعامل مع قضايا نزيلاتها يحتاج إلى متخصصين ومتخصصات يستطيعون التعامل بمهنية وعلم وخبرة ودراية، أما الذي يحدث الآن فأبسط ما يوصف به هو ابتعاده كثيرا عن أي معايير مهنية أو حتى إنسانية. ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.