.. من المؤكد أن كل قرار حكيم يُبنى على تفوق الإيجابيات على السلبيات، كما وأن الحكم الشرعي في ذلك الأمر هو من حيث الأصل الإباحة.
وقرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – بالموافقة على قيادة المرأة للسيارة، إنما بني على ما تقتضيه المصلحة العامة بما لا يعارض الشرع ويحقق مصلحة العموم من الناس.
والذي لا ريب فيه أن المصلحة العامة تتطلب إصدار هذا القرار، فالمرأة اليوم تشارك في وضع القرارات المهمة من خلال عضويتها في مجلس الشورى، بوجود عدد كبير منهن يشغل وظائف عليا لهن الحق في إصدار القرار المناسب لما يتعلق بالمسؤولية التي يتحملنها.. وإلى جانب ذلك فإنهن يشاركن بأقلامهن في صياغة الصائب من الآراء من خلال ما يكتبونه من مقالات.
وفوق كل ذلك فقد أصبح عدد لا بأس به من السعوديات اللاتي يتولين قيادة الطائرات في شركات الطيران.
وإن كان الشيء بالشيء يذكر فقد كنت مع عدد من محرري جريدة «عكاظ» متوجهين إلى الرياض بالسيارة لتغطية حفل افتتاح الملك فيصل رحمه الله لطريق الرياض.. وبعد تحركنا من إحدى المحطات فوجئنا بتوقف السيارة ولم يكن لواحد منا معرفة بالتلف، ولا طريقة إصلاحه. لكن تصادف مرور امرأة كانت تقود سيارة مرت بنا وسألتنا عن حال السيارة بقولها: ويش وراكم يا عيال ؟ فأخبرناها بوجود عطل في السيارة ولا ندري ما هو !! فجاءت إلينا وفتحت كبوت السيارة ثم عادت إلى سيارتها حيث أحضرت بعض المفاتيح وأخذت تفك وتربط خلال ساعة وجزء من الساعة تم لها خلالها إصلاح السيارة التي واصلنا السير بها وحضرنا الاحتفال ونقلنا خبره بالهاتف لـ «عكاظ» التي كنت أترأس تحريرها في تلك الأعوام.
وفي اليوم الثاني من الاحتفال قمنا بزيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض يومذاك في محاولة لإجراء حوار صحفي مع سموه، وكان من بين الأسئلة أن روينا حكاية المرأة التي أصلحت سيارتنا، بالإضافة إلى حكاية المرأة التي حملتنا في سيارتها في منطقة «بني الحارث» بعد أن تعطلت سيارتنا عن المسير.
وبعد أن روينا لسموه ذلك قلنا لسموه: هل سيسمح للمرأة بقيادة السيارة ؟ فقال سموه: الأمر في هذا الشأن عند الملك فقط.
وقد مرت الأيام ودارت الأعوام وانتقل الملك فيصل إلى رحمة الله ويلحق به الملك خالد والملك فهد والملك عبدالله – عليهم رحمة الله – وآل المُلك لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – سلمه الله – وبعد النظر لما تقتضيه المصلحة أصدر – حفظه الله – القرار الذي نشرته «عكاظ» بتاريخ 1439/1/7هـ الذي جاء في مقدمته:
«أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس (الثلاثاء) أمراً سامياً، باعتماد تطبيق أحكام نظام المرور ولائحته التنفيذية - بما فيها إصدار رخص القيادة - على الذكور والإناث على حد سواء، وأن تشكل لجنة على مستوى عالٍ من وزارات: (الداخلية، والمالية، والعمل والتنمية الاجتماعية)؛ لدراسة الترتيبات اللازمة لإنفاذ ذلك، والرفع بتوصياتها خلال 30 يوماً من تاريخه، ويكون التنفيذ اعتباراً من 10/10/1439هـ، ووفق الضوابط الشرعية والنظامية المعتمدة، وإكمال ما يلزم بموجبه».
قرار تاريخي حكيم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان – حفظه الله -.
السطر الأخير:
الحكمة في إصدار القرار المناسب في الوقت المناسب.
aokhayat@yahoo.com
وقرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – بالموافقة على قيادة المرأة للسيارة، إنما بني على ما تقتضيه المصلحة العامة بما لا يعارض الشرع ويحقق مصلحة العموم من الناس.
والذي لا ريب فيه أن المصلحة العامة تتطلب إصدار هذا القرار، فالمرأة اليوم تشارك في وضع القرارات المهمة من خلال عضويتها في مجلس الشورى، بوجود عدد كبير منهن يشغل وظائف عليا لهن الحق في إصدار القرار المناسب لما يتعلق بالمسؤولية التي يتحملنها.. وإلى جانب ذلك فإنهن يشاركن بأقلامهن في صياغة الصائب من الآراء من خلال ما يكتبونه من مقالات.
وفوق كل ذلك فقد أصبح عدد لا بأس به من السعوديات اللاتي يتولين قيادة الطائرات في شركات الطيران.
وإن كان الشيء بالشيء يذكر فقد كنت مع عدد من محرري جريدة «عكاظ» متوجهين إلى الرياض بالسيارة لتغطية حفل افتتاح الملك فيصل رحمه الله لطريق الرياض.. وبعد تحركنا من إحدى المحطات فوجئنا بتوقف السيارة ولم يكن لواحد منا معرفة بالتلف، ولا طريقة إصلاحه. لكن تصادف مرور امرأة كانت تقود سيارة مرت بنا وسألتنا عن حال السيارة بقولها: ويش وراكم يا عيال ؟ فأخبرناها بوجود عطل في السيارة ولا ندري ما هو !! فجاءت إلينا وفتحت كبوت السيارة ثم عادت إلى سيارتها حيث أحضرت بعض المفاتيح وأخذت تفك وتربط خلال ساعة وجزء من الساعة تم لها خلالها إصلاح السيارة التي واصلنا السير بها وحضرنا الاحتفال ونقلنا خبره بالهاتف لـ «عكاظ» التي كنت أترأس تحريرها في تلك الأعوام.
وفي اليوم الثاني من الاحتفال قمنا بزيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض يومذاك في محاولة لإجراء حوار صحفي مع سموه، وكان من بين الأسئلة أن روينا حكاية المرأة التي أصلحت سيارتنا، بالإضافة إلى حكاية المرأة التي حملتنا في سيارتها في منطقة «بني الحارث» بعد أن تعطلت سيارتنا عن المسير.
وبعد أن روينا لسموه ذلك قلنا لسموه: هل سيسمح للمرأة بقيادة السيارة ؟ فقال سموه: الأمر في هذا الشأن عند الملك فقط.
وقد مرت الأيام ودارت الأعوام وانتقل الملك فيصل إلى رحمة الله ويلحق به الملك خالد والملك فهد والملك عبدالله – عليهم رحمة الله – وآل المُلك لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – سلمه الله – وبعد النظر لما تقتضيه المصلحة أصدر – حفظه الله – القرار الذي نشرته «عكاظ» بتاريخ 1439/1/7هـ الذي جاء في مقدمته:
«أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس (الثلاثاء) أمراً سامياً، باعتماد تطبيق أحكام نظام المرور ولائحته التنفيذية - بما فيها إصدار رخص القيادة - على الذكور والإناث على حد سواء، وأن تشكل لجنة على مستوى عالٍ من وزارات: (الداخلية، والمالية، والعمل والتنمية الاجتماعية)؛ لدراسة الترتيبات اللازمة لإنفاذ ذلك، والرفع بتوصياتها خلال 30 يوماً من تاريخه، ويكون التنفيذ اعتباراً من 10/10/1439هـ، ووفق الضوابط الشرعية والنظامية المعتمدة، وإكمال ما يلزم بموجبه».
قرار تاريخي حكيم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان – حفظه الله -.
السطر الأخير:
الحكمة في إصدار القرار المناسب في الوقت المناسب.
aokhayat@yahoo.com