مع بداية الزيارة الملكية لروسيا اليوم تدخل العلاقات الثنائية بين البلدين منعطفاً إستراتيجياً إيجابياً جديداً كما أكد سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي في حديثه لصحيفة الشرق الأوسط يوم أمس، الذي أكد أيضاً أن الحوار السياسي السعودي الروسي لم يتوقف لكنه كان يجري بعيداً عن الأضواء، وأشار إلى أن الزيارة تأتي بعد الوصول إلى تفاهم جيد بشأن ملفات المنطقة البارزة.
هذه الزيارة التأريخية الأولى لعاهل سعودي إلى موسكو تأتي كحلقة مفصلية في علاقة شهدت تذبذباً منذ استئنافها قبل حوالى عشرين عاماً، ووصلت في وقت من الأوقات درجة الفتور الشديد بسبب اختلافات جوهرية حيال بعض القضايا الهامة للمملكة، وكان الملك عبدالله رحمه الله قد قام بزيارة إنعاشية للعلاقة عام 2003 بعد تهيؤ الأسباب الملائمة، وتم آنذاك عقد اتفاقيات في عدة مجالات، لكن الفتور ما لبث أن عاد للعلاقة مع الأحداث العاصفة التي ضربت المنطقة العربية ودخول روسيا كطرف مباشر فيها، خصوصا التقارب والتعاون والتنسيق المباشر مع إيران التي أصبحت طرفا مزعجا لنا بتدخلاتها في الساحة العربية والخليجية واقترابها من الحزام الجغرافي الذي يحيط بالمملكة.
ولكن مع كل ذلك لا يمكن للمنطق أن يتجاهل أو يقلل من أهمية الدور المتعاظم الذي تلعبه روسيا في السياسة العالمية بعد تمكنها من استعادة ثقلها السياسي والاقتصادي ما جعلها قادرة على الوقوف نداً للقطب الأمريكي ومشاكسته في كثير من مواقع نفوذه وملفاته الاستراتيجية، وبالتالي مهما كان نوع الاختلاف مع روسيا وحجمه إلا أنه لا يمكن بحال من الأحوال إغفال أهمية العلاقة معها والتنسيق بشأن الملفات الاستراتيجية في السياسة والاقتصاد، وتصورات الحلول للقضايا الساخنة في منطقتنا.
التهيئة لهذه الزيارة تمت على أعلى مستوى وفي توقيت بالغ الأهمية، فقد طار الأمير محمد بن سلمان إلى موسكو في شهر مايو الماضي بعد القمة الأمريكية السعودية الإسلامية، توقيت ذكي وجريء ومقصود، ووضع خلال زيارته الخطوط العريضة لنوع المحادثات وبرامج التعاون التي ستبحث في الزيارة الملكية التي تبدأ اليوم، في مرحلة سعودية جديدة ومختلفة تتصف برؤية جريئة وطموحة على مختلف الأصعدة، ومما يعزز أهمية الزيارة ويؤكدها الوفد السعودي الضخم الذي يمثل القطاعات الاستراتيجية الحكومية والخاصة، واتفاقيات التعاون الاستراتيجي في مجالات الاقتصاد والتقنية والبحث العلمي والتجارة والطاقة، وبالطبع الجانب السياسي الذي نتوقع أن تكون نتائج مباحثاته إيجابية جداً.
خيارات المملكة متنوعة تنطلق من حقها السيادي في البحث عن مصالحها، وهي مع روسيا دولتان مهمتان في مجموعة العشرين، وحضور المملكة في المشهد السياسي الإقليمي والدولي لا يمكن التقليل من أهميته مهما اختلفت وجهات نظر بعض الدول تجاهها، لذلك يكون التفاؤل منطقياً بنتائج هذه الزيارة التأريخية.
هذه الزيارة التأريخية الأولى لعاهل سعودي إلى موسكو تأتي كحلقة مفصلية في علاقة شهدت تذبذباً منذ استئنافها قبل حوالى عشرين عاماً، ووصلت في وقت من الأوقات درجة الفتور الشديد بسبب اختلافات جوهرية حيال بعض القضايا الهامة للمملكة، وكان الملك عبدالله رحمه الله قد قام بزيارة إنعاشية للعلاقة عام 2003 بعد تهيؤ الأسباب الملائمة، وتم آنذاك عقد اتفاقيات في عدة مجالات، لكن الفتور ما لبث أن عاد للعلاقة مع الأحداث العاصفة التي ضربت المنطقة العربية ودخول روسيا كطرف مباشر فيها، خصوصا التقارب والتعاون والتنسيق المباشر مع إيران التي أصبحت طرفا مزعجا لنا بتدخلاتها في الساحة العربية والخليجية واقترابها من الحزام الجغرافي الذي يحيط بالمملكة.
ولكن مع كل ذلك لا يمكن للمنطق أن يتجاهل أو يقلل من أهمية الدور المتعاظم الذي تلعبه روسيا في السياسة العالمية بعد تمكنها من استعادة ثقلها السياسي والاقتصادي ما جعلها قادرة على الوقوف نداً للقطب الأمريكي ومشاكسته في كثير من مواقع نفوذه وملفاته الاستراتيجية، وبالتالي مهما كان نوع الاختلاف مع روسيا وحجمه إلا أنه لا يمكن بحال من الأحوال إغفال أهمية العلاقة معها والتنسيق بشأن الملفات الاستراتيجية في السياسة والاقتصاد، وتصورات الحلول للقضايا الساخنة في منطقتنا.
التهيئة لهذه الزيارة تمت على أعلى مستوى وفي توقيت بالغ الأهمية، فقد طار الأمير محمد بن سلمان إلى موسكو في شهر مايو الماضي بعد القمة الأمريكية السعودية الإسلامية، توقيت ذكي وجريء ومقصود، ووضع خلال زيارته الخطوط العريضة لنوع المحادثات وبرامج التعاون التي ستبحث في الزيارة الملكية التي تبدأ اليوم، في مرحلة سعودية جديدة ومختلفة تتصف برؤية جريئة وطموحة على مختلف الأصعدة، ومما يعزز أهمية الزيارة ويؤكدها الوفد السعودي الضخم الذي يمثل القطاعات الاستراتيجية الحكومية والخاصة، واتفاقيات التعاون الاستراتيجي في مجالات الاقتصاد والتقنية والبحث العلمي والتجارة والطاقة، وبالطبع الجانب السياسي الذي نتوقع أن تكون نتائج مباحثاته إيجابية جداً.
خيارات المملكة متنوعة تنطلق من حقها السيادي في البحث عن مصالحها، وهي مع روسيا دولتان مهمتان في مجموعة العشرين، وحضور المملكة في المشهد السياسي الإقليمي والدولي لا يمكن التقليل من أهميته مهما اختلفت وجهات نظر بعض الدول تجاهها، لذلك يكون التفاؤل منطقياً بنتائج هذه الزيارة التأريخية.