مريحة وعملية هي الإجابات الواضحة المباشرة ذات اللغة البسيطة البعيدة عن الفذلكة واللف والدوران، لكننا للأسف لم نعتد على هذه الإجابات من المسؤولين حيال أسئلة متواصلة بشأن قضايا مزمنة، ونادراً ما نسمع مسؤولاً يضع النقاط الضائعة على الحروف الحائرة بشكل شجاع ومنطقي، ومن هؤلاء في اعتقادي نائب وزير العمل الأستاذ أحمد الحميدان الذي نشرت تصريحه صحيفة الوطن يوم أمس بمناسبة انعقاد منتدى سابك للموارد البشرية.
يقول الحميدان: «إن ٩٠ % من مؤسسات وشركات القطاع الخاص بسوق العمل تتهرب من توظيف السعوديين، وأنها تتحايل على الوزارة من خلال تكليف إدارة الموارد البشرية بوضع الحلول المناسبة حيال استمرار استقدام العمالة الوافدة مع تحقيق متطلبات الدولة، في ما يخص برنامج نطاقات، مؤكداً أن أصحاب المنشآت يقيّمون السعوديين بحسب أهوائهم الشخصية بعيداً عن تقييم الأداء الوظيفي أو الكفاءة العلمية».
كلام جميل لنائب الوزير لأنه «جابها من الآخر» وحاول مساعدتنا في إعلان الجواب على سؤال البطالة الوجودي المؤلم والممل، الذي لا يكل ولا يمل المسؤولون عن التهرب من مواجهته والاجتهاد في إيجاد تخريجات واختراع أسباب تدور حوله ولا تلامس جوهره. الحميدان أعلنها ببساطة شديدة: تهرب، وتحايل، وأهواء شخصية. تهرب من المواطن الباحث عن عمل، وتحايل على الوزارة، وتطفيش للعامل بتقييمه حسب الأهواء الشخصية، ولكن إذا كان المواطن الباحث عن عمل ليس بإمكانه التصدي لجبروت أصحاب المنشآت الذين يتهربون منه، وإذا قبلوه مؤقتاً طردوه لاحقاً وفق أهوائهم الشخصية، فكيف للوزارة أن تتعايش مع هذا الوضع وهي متأكدة أن٩٠ % من منشآت القطاع الخاص تتحايل عليها بأساليب مكشوفة.
هذه مشكلة كبرى تجعلنا نقول دون تحفظ أن الوزارة هي السبب الرئيسي لمعضلة البطالة طالما الوضع هكذا، لأنها جهة حكومية ذات صلاحيات وسلطة نافذة لردع الذين يتحايلون عليها في حال وجود أنظمة محددة واضحة، وأما في حالة عدم وجودها، أو كونها هشة قابلة للالتفاف فالحال ليس أقل سوءاً، وفي كل الأحوال تظل الوزارة هي المسؤولة بشكل مباشر.
مشكلة البطالة هي مشكلة خطيرة والكل يعرف ذلك، ولكن عندما نعرف أن ٩٠ % من المنشآت هي المتسببة فيها بعلم الجهات الرسمية دون تدخل لضبط الأمور نكون قد عرفنا السبب الأساسي للمشكلة.
habutalib@hotmail.com
يقول الحميدان: «إن ٩٠ % من مؤسسات وشركات القطاع الخاص بسوق العمل تتهرب من توظيف السعوديين، وأنها تتحايل على الوزارة من خلال تكليف إدارة الموارد البشرية بوضع الحلول المناسبة حيال استمرار استقدام العمالة الوافدة مع تحقيق متطلبات الدولة، في ما يخص برنامج نطاقات، مؤكداً أن أصحاب المنشآت يقيّمون السعوديين بحسب أهوائهم الشخصية بعيداً عن تقييم الأداء الوظيفي أو الكفاءة العلمية».
كلام جميل لنائب الوزير لأنه «جابها من الآخر» وحاول مساعدتنا في إعلان الجواب على سؤال البطالة الوجودي المؤلم والممل، الذي لا يكل ولا يمل المسؤولون عن التهرب من مواجهته والاجتهاد في إيجاد تخريجات واختراع أسباب تدور حوله ولا تلامس جوهره. الحميدان أعلنها ببساطة شديدة: تهرب، وتحايل، وأهواء شخصية. تهرب من المواطن الباحث عن عمل، وتحايل على الوزارة، وتطفيش للعامل بتقييمه حسب الأهواء الشخصية، ولكن إذا كان المواطن الباحث عن عمل ليس بإمكانه التصدي لجبروت أصحاب المنشآت الذين يتهربون منه، وإذا قبلوه مؤقتاً طردوه لاحقاً وفق أهوائهم الشخصية، فكيف للوزارة أن تتعايش مع هذا الوضع وهي متأكدة أن٩٠ % من منشآت القطاع الخاص تتحايل عليها بأساليب مكشوفة.
هذه مشكلة كبرى تجعلنا نقول دون تحفظ أن الوزارة هي السبب الرئيسي لمعضلة البطالة طالما الوضع هكذا، لأنها جهة حكومية ذات صلاحيات وسلطة نافذة لردع الذين يتحايلون عليها في حال وجود أنظمة محددة واضحة، وأما في حالة عدم وجودها، أو كونها هشة قابلة للالتفاف فالحال ليس أقل سوءاً، وفي كل الأحوال تظل الوزارة هي المسؤولة بشكل مباشر.
مشكلة البطالة هي مشكلة خطيرة والكل يعرف ذلك، ولكن عندما نعرف أن ٩٠ % من المنشآت هي المتسببة فيها بعلم الجهات الرسمية دون تدخل لضبط الأمور نكون قد عرفنا السبب الأساسي للمشكلة.
habutalib@hotmail.com