في بداية سبعينات القرن العشرين، انتقل الشيرازي ومعه طاقمه إلى الكويت، إذ إن الحكومة البعثية في بغداد قد تحسست أمنياً من نشاطات دوائر الشيرازي. حظي الشيرازي وطاقمه بهامش حرية كبير في الكويت، وظهرت فصائل منظمة إلى الوجود في العراق والبحرين، ترجع إلى الشيرازي فقهياً، منذ منتصف السبعينات. إذ ظهرت في البحرين منظمة تحمل اسم «حركة الكفاح الثوري» وهو اسم تمويهي هَدَفَ إلى إلهاء أجهزة الأمن في البحرين عن حقيقة هوية التنظيم. ما لبثت الحركة سوى مدة أشهر تعمل تحت الاسم المموه، إذ أعلنت عام ١٩٧٦عن ولادة «جبهة العمل الإسلامي» التي هي إلى حد الأذرع التنظيمية للتيار الشيرازي، وكان اختصاصها الجغرافي محدداً بدولة البحرين، وقائدها الميداني المباشر هو هادي المدرسي.
في الفترة ذاتها، ظهرت إلى حيز الوجود على الساحة العراقية منظمة تعمل تحت اسم «منظمة العمل الإسلامي» يقودها ميدانياً أحد أفراد نواة التأسيس محسن الحسيني (قاسم الأسدي)، وترتبط مباشرة بمحمد تقي المدرسي.
لم يطل الأمر كثيراً حتى ظهرت إلى الوجود على الساحة السعودية منظمة تحمل اسم «منظمة الفجر الثورية»، وهذا الاسم أيضاً كان مجرد اسم تمويهي.
في تلك الفترة من الزمن، كان هناك مئات من منتسبي مختلف فصائل المعارضة الإيرانية المسلحة يتدربون عسكرياً في معسكرات فتح في لبنان، وقد انتهزت التنظيمات الواقفة تحت مظلة مرجعية الشيرازي هذه الفرصة، فأرسلت عشرات من كوادرها إلى نفس المعسكرات، وبما أن فتح ترتبط بعلاقات حسنة مع أنظمة الخليج، وتحظى بدعم مالي خليجي سخي، فقد استقبلت المتدربين العرب تحت غطاء أنهم من عرب إيران المنخرطين في معارضة نظام الشاه الحليف الرئيسي لإسرائيل في المنطقة، ونجح هذا التضليل، وأدى غرضه. تزامناً مع سقوط نظام الشاه واعتلاء رجال الدين سدة الحكم في إيران، أعلنت «منظمة الثورة الإسلامية في الجزيرة العربية» عن وجودها، ومنذ البدء، عُرِف أن قائدها الميداني هو حسن الصفار، ويرتبط تنظيمياً بمحمد تقي المدرسي، ويرجع في التقليد إلى محمد مهدي الشيرازي.
هناك أدلة قوية على أن التيار الشيرازي عمل كتفاً بكتف مع التيار الخميني في السعودية، وفي غيرها من الدول الخليجية والعربية؛ فمناسبة عاشوراء عام ١٤٠٠ هجرية التي وافقت الثلث الأخير من شهر نوفمبر عام ١٩٧٩، وتزامنت مع اقتحام جهيمان العتيبي وجماعته الحرم المكي، شهدت مدينة القطيف نشاطاً منبرياً محموماً مارسه حسن الصفار، وشاركه فيه مرتضى القزويني الذي كان وكيلاً لمرجعية الخميني في منطقة خوزستان. نجح الخطيبان في تحريض آلاف من الشباب الشيعة السعوديين في مدينة القطيف على الخروج في مسيرات تندد بنظام الحكم في السعودية، وترفع شعارات مؤيدة للخميني. أدت هذه المسيرات إلى مصادمات دموية مع عناصر الأمن، وراح ضحيتها عدد من القتلى والمصابين، وأعقبتها حملة اعتقالات واسعة طالت مئات من أبناء منطقة القطيف. لكن حسن الصفار كان قد أعد سلفاً خطة خروج آمنة، ونجح فيما خطط إليه، وغادر أراضي المملكة قبل أن تطاله يد الجهاز الأمني، أما مرتضى القزويني، فقد أُلقي القبض عليه، ورُحِّل إلى إيران التي يحمل جنسيتها.
*كاتب سعودي
في الفترة ذاتها، ظهرت إلى حيز الوجود على الساحة العراقية منظمة تعمل تحت اسم «منظمة العمل الإسلامي» يقودها ميدانياً أحد أفراد نواة التأسيس محسن الحسيني (قاسم الأسدي)، وترتبط مباشرة بمحمد تقي المدرسي.
لم يطل الأمر كثيراً حتى ظهرت إلى الوجود على الساحة السعودية منظمة تحمل اسم «منظمة الفجر الثورية»، وهذا الاسم أيضاً كان مجرد اسم تمويهي.
في تلك الفترة من الزمن، كان هناك مئات من منتسبي مختلف فصائل المعارضة الإيرانية المسلحة يتدربون عسكرياً في معسكرات فتح في لبنان، وقد انتهزت التنظيمات الواقفة تحت مظلة مرجعية الشيرازي هذه الفرصة، فأرسلت عشرات من كوادرها إلى نفس المعسكرات، وبما أن فتح ترتبط بعلاقات حسنة مع أنظمة الخليج، وتحظى بدعم مالي خليجي سخي، فقد استقبلت المتدربين العرب تحت غطاء أنهم من عرب إيران المنخرطين في معارضة نظام الشاه الحليف الرئيسي لإسرائيل في المنطقة، ونجح هذا التضليل، وأدى غرضه. تزامناً مع سقوط نظام الشاه واعتلاء رجال الدين سدة الحكم في إيران، أعلنت «منظمة الثورة الإسلامية في الجزيرة العربية» عن وجودها، ومنذ البدء، عُرِف أن قائدها الميداني هو حسن الصفار، ويرتبط تنظيمياً بمحمد تقي المدرسي، ويرجع في التقليد إلى محمد مهدي الشيرازي.
هناك أدلة قوية على أن التيار الشيرازي عمل كتفاً بكتف مع التيار الخميني في السعودية، وفي غيرها من الدول الخليجية والعربية؛ فمناسبة عاشوراء عام ١٤٠٠ هجرية التي وافقت الثلث الأخير من شهر نوفمبر عام ١٩٧٩، وتزامنت مع اقتحام جهيمان العتيبي وجماعته الحرم المكي، شهدت مدينة القطيف نشاطاً منبرياً محموماً مارسه حسن الصفار، وشاركه فيه مرتضى القزويني الذي كان وكيلاً لمرجعية الخميني في منطقة خوزستان. نجح الخطيبان في تحريض آلاف من الشباب الشيعة السعوديين في مدينة القطيف على الخروج في مسيرات تندد بنظام الحكم في السعودية، وترفع شعارات مؤيدة للخميني. أدت هذه المسيرات إلى مصادمات دموية مع عناصر الأمن، وراح ضحيتها عدد من القتلى والمصابين، وأعقبتها حملة اعتقالات واسعة طالت مئات من أبناء منطقة القطيف. لكن حسن الصفار كان قد أعد سلفاً خطة خروج آمنة، ونجح فيما خطط إليه، وغادر أراضي المملكة قبل أن تطاله يد الجهاز الأمني، أما مرتضى القزويني، فقد أُلقي القبض عليه، ورُحِّل إلى إيران التي يحمل جنسيتها.
*كاتب سعودي