في أول يوم من أيام المرحلة الثانوية، وقف الأستاذ هاشم الجفري أمامنا نحن الطلبة المستجدين، كي يخبرنا أننا ملزمون بلبس «جزمة كاوتش»، وحين سأله أحد الطلبة عما إذا كنا ملزمين بلبس غترة بيضاء كما كنا نفعل في المدرسة المتوسطة، قال: أنتم أحرار، لبس الغترة راجع لكم، الجزمة ضرورية من شان تحميكم من المسامير والزجاج، وكانت مدرسة الشاطئ الثانوية حديثة البناء آنذاك.
مرت 50 عاما على تلك الكلمات وما زال صدى قوله يتردد في الأذهان «أنتم أحرار، لبس الغترة راجع لكم»، لم يكن لبس الغترة أو عدم لبسها قضية هامة، غير أن إحساسنا بأننا قد غدونا أحرارا نلبسها إن أردنا أو لا نلبسها إن أردنا كذلك كان هو الدرس المهم الذي تلقيناه ذلك الصباح.
تذكرت هذا الموقف وأنا أقرأ الخبر الذي يتحدث عن طلب أمير الحدود الشمالية من مدير الجامعة هناك إيقاف القرار الذي يلزم طالبات الجامعة بزي موحد، وتأكيد سموه على أهمية أن تسهم الجامعة في بناء شخصية طلابها وطالباتها الواثقة من نفسها والقادرة على الاعتماد على نفسها في اتخاذ ما يخصها من قرارات.
وما لم يقله سموه الكريم هو أن الجامعة التي تتدخل في أدق خصوصيات الطالبات وتحدد لهن اللبس الذي يجب عليهن ارتداؤه، هذه الجامعة لا يمكن لها أن تبني الشخصية الواثقة من نفسها والقادرة على اتخاذ قرارها، وكيف لها أن تنهض بهذا الدور إذا كانت لا تمنح من تجاوزن سن الثامنة عشرة الحق في ارتداء اللباس الذي يردن ما دمن ملتزمات، بحكم وعيهن وتربيتهن، بالضوابط التي يكون عليها ما يرتدينه.
مرت 50 عاما على تلك الكلمات وما زال صدى قوله يتردد في الأذهان «أنتم أحرار، لبس الغترة راجع لكم»، لم يكن لبس الغترة أو عدم لبسها قضية هامة، غير أن إحساسنا بأننا قد غدونا أحرارا نلبسها إن أردنا أو لا نلبسها إن أردنا كذلك كان هو الدرس المهم الذي تلقيناه ذلك الصباح.
تذكرت هذا الموقف وأنا أقرأ الخبر الذي يتحدث عن طلب أمير الحدود الشمالية من مدير الجامعة هناك إيقاف القرار الذي يلزم طالبات الجامعة بزي موحد، وتأكيد سموه على أهمية أن تسهم الجامعة في بناء شخصية طلابها وطالباتها الواثقة من نفسها والقادرة على الاعتماد على نفسها في اتخاذ ما يخصها من قرارات.
وما لم يقله سموه الكريم هو أن الجامعة التي تتدخل في أدق خصوصيات الطالبات وتحدد لهن اللبس الذي يجب عليهن ارتداؤه، هذه الجامعة لا يمكن لها أن تبني الشخصية الواثقة من نفسها والقادرة على اتخاذ قرارها، وكيف لها أن تنهض بهذا الدور إذا كانت لا تمنح من تجاوزن سن الثامنة عشرة الحق في ارتداء اللباس الذي يردن ما دمن ملتزمات، بحكم وعيهن وتربيتهن، بالضوابط التي يكون عليها ما يرتدينه.