سأبدأ بالكلام من الآخر: توجد مشكلة بيئية بين البشر والبقر، وأقصد هنا تأثير الأبقار على كوكبنا بأكمله، الكرة الأرضية مغطاة «بدقديق» جوي يقينا شرور الإشعاعات الضارة من الفضاء، ويجعل بيئة الأرض إحدى أهم النعم التي لا نشعر بها، ولكن هناك نحو ألف وثلاثمئة مليون بقرة تهدد تلك البيئة الجميلة من خلال تأثيرها على غطائنا الجوي، كل يوم تنفث كل من تلك الأبقار كميات مخيفة من الغازات الدفيئة، والمقصود هنا تحديدا هو غاز الميثان الطبيعي، وتركيبته عبارة عن أربع ذرات هيدروجين متشعبطة على ذرة كربون، وتولد هذه التوليفة الكيميائية بإرادة الله خصائص امتصاص الطاقة الحرارية، وتساهم في توليد ظاهرة الاحتباس الحراري.
وما تنتجه الأبقار يوميا من الميثان يساهم في رفع درجة حرارة الأرض بطرق تنافس المصانع، والسيارات، والطائرات.. ولمن يعشق التفاصيل فكل بقرة تخرج ما يعادل محتوى تسعمئة إلى ألف وخمسمئة علبة بيبسي من غاز الميثان من معدتها، وأقل من خُمس ذلك تقريبا من أماكن أخرى أعزكم الله، وهذه الكميات لا تتحلل في الأجواء، وإنما تسبح بأريحية وتنضم إلى مجموعة الغازات المكونة لغطاء كوكبنا الجوي، وتزود العيار فتحبس الحرارة كأي «دقديق» محترم. والجهاز الهضمي للبقرة يستطيع بإرادة الله أن يهضم كمية ونوعية هائلة من الحشائش، ولكنها عملية بطيئة تشمل أربعة بطون للبقرة الواحدة، وبسبب البكتيريا الهائلة التي تعيش بداخلها، تتولد كميات الغازات الهائلة، وبسبب الطلب المتنامي على الأبقار في العالم لإنتاج الحليب، واللحوم، والجلود، تتكون مؤثرات بيئية لم يتخيلها الإنسان، والآن تجرى دراسات إبداعية لمحاولة تقليص تلك البصمة ومنها.. صدق أو لا تصدق، استشعار الغازات باستخدام الليزر من نقاط رصد أرضية وجوية في المراعي الخضراء، وطبعا من يراقب البقر قد يموت هما، أو بالغازات.
وقد يشك البعض أن هذا الكائن الوديع يسبب كل هذه «الهيصة» البيئية، ولكن لو دققت في بعض الأبقار ستجد ما يذهلك: بعضهم شكله في قمة «الروقان» لأنهم فعلا في قمة «الروقان»، وإليكم معلومة مذهلة: تحتوي بعض الحشائش على عنصر «السلينيوم» بسبب وجوده في بعض أنواع التربة الطبيعية، وهو من العناصر التي تسبب حالة نشوة لدى بعض الكائنات، ولو زاد عن حده ممكن أن يقتل، وبعض الأبقار تعشق تناول «السلينيوم» من خلال أكل الحشائش «من تحت»، أي تلك القريبة من التربة.
ومن يصدق أن البقر ممكن أن يصدر عنه هذه السلوكيات وهو من المخلوقات الوديعة، ولكن لحظة، فليست كل الأبقار وديعة. كان أحد مخططات «أدولف هتلر» في الثلاثينات الميلادية من القرن الماضي أن يهجن فصيلة مختلفة من الأبقار لتكون من رموز النازية، وكانت تلك الأبقار تشبه أبقار «أرووك» التاريخية شبه المفترسة، وقد هجنها العالم الألماني «هيك» بدعم من قيادة النازية في بولندا المحتلة وفي ألمانيا خلال تلك الفترة، وكانت تلك الأبقار تتميز بقوتها، وعنفها، وحجمها الضخم، يعني قبضايات البقر لا مؤاخذة، ولا تزال بعض منها حية إلى يومنا، وقد سجلت عليها حوادث اعتداء ضد البشر والأبقار الأخرى، بل وعلى أي شيء يتحرك.
وأخيرا لهواة أكل شرائح اللحم البقري «الإستيك» فإليكم هذه المعلومة الغريبة: كل قطعة لحم بقري وزنها ربع كيلو جرام تستهلك كمية مهولة من المياه، نحو محتوى مئتي علبة «فيمتو»، والسبب أن تربية الأبقار وتغذيتها تتطلب كميات هائلة من الغذاء ولذا فتستهلك المياه بشكل رهيب.
أمنيــــــة
الحمد لله أننا لا نربي الأبقار بأعداد كبيرة في الوطن، لأن تأثيراتها البيئية مكلفة، وأتمنى أن ندرك أهمية الوعي البيئي لكل ما نستهلك، والله يعين الجميع على مخاطر البقر بأشكالها وألوانها المختلفة، وهو من وراء القصد.
وما تنتجه الأبقار يوميا من الميثان يساهم في رفع درجة حرارة الأرض بطرق تنافس المصانع، والسيارات، والطائرات.. ولمن يعشق التفاصيل فكل بقرة تخرج ما يعادل محتوى تسعمئة إلى ألف وخمسمئة علبة بيبسي من غاز الميثان من معدتها، وأقل من خُمس ذلك تقريبا من أماكن أخرى أعزكم الله، وهذه الكميات لا تتحلل في الأجواء، وإنما تسبح بأريحية وتنضم إلى مجموعة الغازات المكونة لغطاء كوكبنا الجوي، وتزود العيار فتحبس الحرارة كأي «دقديق» محترم. والجهاز الهضمي للبقرة يستطيع بإرادة الله أن يهضم كمية ونوعية هائلة من الحشائش، ولكنها عملية بطيئة تشمل أربعة بطون للبقرة الواحدة، وبسبب البكتيريا الهائلة التي تعيش بداخلها، تتولد كميات الغازات الهائلة، وبسبب الطلب المتنامي على الأبقار في العالم لإنتاج الحليب، واللحوم، والجلود، تتكون مؤثرات بيئية لم يتخيلها الإنسان، والآن تجرى دراسات إبداعية لمحاولة تقليص تلك البصمة ومنها.. صدق أو لا تصدق، استشعار الغازات باستخدام الليزر من نقاط رصد أرضية وجوية في المراعي الخضراء، وطبعا من يراقب البقر قد يموت هما، أو بالغازات.
وقد يشك البعض أن هذا الكائن الوديع يسبب كل هذه «الهيصة» البيئية، ولكن لو دققت في بعض الأبقار ستجد ما يذهلك: بعضهم شكله في قمة «الروقان» لأنهم فعلا في قمة «الروقان»، وإليكم معلومة مذهلة: تحتوي بعض الحشائش على عنصر «السلينيوم» بسبب وجوده في بعض أنواع التربة الطبيعية، وهو من العناصر التي تسبب حالة نشوة لدى بعض الكائنات، ولو زاد عن حده ممكن أن يقتل، وبعض الأبقار تعشق تناول «السلينيوم» من خلال أكل الحشائش «من تحت»، أي تلك القريبة من التربة.
ومن يصدق أن البقر ممكن أن يصدر عنه هذه السلوكيات وهو من المخلوقات الوديعة، ولكن لحظة، فليست كل الأبقار وديعة. كان أحد مخططات «أدولف هتلر» في الثلاثينات الميلادية من القرن الماضي أن يهجن فصيلة مختلفة من الأبقار لتكون من رموز النازية، وكانت تلك الأبقار تشبه أبقار «أرووك» التاريخية شبه المفترسة، وقد هجنها العالم الألماني «هيك» بدعم من قيادة النازية في بولندا المحتلة وفي ألمانيا خلال تلك الفترة، وكانت تلك الأبقار تتميز بقوتها، وعنفها، وحجمها الضخم، يعني قبضايات البقر لا مؤاخذة، ولا تزال بعض منها حية إلى يومنا، وقد سجلت عليها حوادث اعتداء ضد البشر والأبقار الأخرى، بل وعلى أي شيء يتحرك.
وأخيرا لهواة أكل شرائح اللحم البقري «الإستيك» فإليكم هذه المعلومة الغريبة: كل قطعة لحم بقري وزنها ربع كيلو جرام تستهلك كمية مهولة من المياه، نحو محتوى مئتي علبة «فيمتو»، والسبب أن تربية الأبقار وتغذيتها تتطلب كميات هائلة من الغذاء ولذا فتستهلك المياه بشكل رهيب.
أمنيــــــة
الحمد لله أننا لا نربي الأبقار بأعداد كبيرة في الوطن، لأن تأثيراتها البيئية مكلفة، وأتمنى أن ندرك أهمية الوعي البيئي لكل ما نستهلك، والله يعين الجميع على مخاطر البقر بأشكالها وألوانها المختلفة، وهو من وراء القصد.