«حياة فاشل».. هذا هو العنوان الصارخ الذي اختاره الكاتب الصحفي الأستاذ حامد عباس رحمه الله لمؤلفه الذي سجل فيه نقاطاً من حياته، ولم يتسنّ له طباعته في حياته فأوصى بذلك زوجه السيدة فائزة إسماعيل نُمنقاني، التي قامت بإنفاذ وصيته فطبعت مذكراته وأهدت لأصدقائه وزملائه وتلامذته وأنا منهم نسخاً منها، داعية من يتلقى الكتاب إلى الدعاء له بالرحمة والمغفرة إن الله سميع مجيب.
ومن يستعرض محطات حياة حامد عباس الذي بدأها لاعباً لكرة القدم مع نادي الوحدة أيام كان هذا النادي يحصد البطولات والكؤوس، وكان حامد ملقباً «بالداكوتا»، وهي طائرة ركاب مدنية بطيئة الحركة كانت تقطع المسافة بين جدة والرياض في خمس ساعات فلما جاءت طائرة «الكونفير» وأصبحت تقطع المسافة نفسها في أقل من أربع ساعات اتهمت الداكوتا بالبطء، مع أن السيارات في حينه كانت تحتاج 50 ساعة للوصول إلى العاصمة عبر طريق غير معبدة وجبال ووهاد وصحراء قاحلة تقطع الأنفاس، ناهيك عن الوصول إليها بسفينة الصحراء قبل زمن السيارات، من يستعرض محطات حياة حامد عباس لا يجد ما اتهم به نفسه من فشل، فعلى الرغم من أنه لم ينل حظاً وافراً من التعليم، حيث اكتفى بنيل الشهادة الابتدائية بعد جهد جهيد، ومع ذلك فقد سجل نجاحات باهرة عبر سيرته في ميادين الرياضة والصحافة والثقافة، وكان من أبرز ما تقلده من مناصب منصب نائب رئيس تحرير «عكاظ»، ومساعد مدير عام مؤسسة عكاظ، والإشراف على مكتب وكيل وزارة الحج نهاية الثمانينات الهجرية وسكرتير تحرير جريدة الندوة للشؤون المحلية، وعلى الرغم من كونه لاعباً مرموقاً في كرة القدم إلا أنه لم يمارس الكتابة الرياضية مع سعة اطلاعه بأحوالها وقوانينها، ولعله رأى الساحة تعج بالأدعياء فتركها لهم وفضل ممارسة الكتابة في مجالات الثقافة والمجتمع، تحت زاوية يومية سماها «همس النجوم» إضافة إلى إصداره سبعة مؤلفات متنوعة الموضوعات.
أما عند محاولة تفسير شعوره بالفشل وخيبة الأمل، فلعل ذلك عائد إلى طموحه الكبير الذي ربما تعدى إمكاناته المادية والاجتماعية والفكرية، فقد قدم ذات عام استقالته من عمله الصحفي من أجل التفرغ لإنشاء مؤسسة إعلامية مستقلة أطلق عليها اسم «هديل»، وهو اسم ابنته البكر، وكان يرجو أن تتحول مؤسسته إلى صرح إعلامي شامخ، ولكن مشروعه فشل في مهده فتخلى عنه وتعرض في فترات من حياته لبعض المصاعب ولكن الأمور اعتدلت بالنسبة له عندما طلب منه صديقه الدكتور هاشم عبده هاشم الالتحاق بـ«عكاظ» مديراً للتحرير عندما تولى رئاسة تحريرها عام 1401هـ.
وقد جسد حامد عباس في مذكراته وذكرياته العديد من الصور الاجتماعية والثقافية التي عاصرها ورسم من خلالها أجزاء من حياة المجتمع المكي والجدي نسبة لجدة، وكان كل ذلك بأسلوب سهل ممتع.. تغمده الله برحمته وواسع فضله ووضع البركة في ذريته وزوجه التي تأثرت به، فكان لها مؤلفات موجهة إلى ربات البيوت تدور حول الشؤون المنزلية.
ومن يستعرض محطات حياة حامد عباس الذي بدأها لاعباً لكرة القدم مع نادي الوحدة أيام كان هذا النادي يحصد البطولات والكؤوس، وكان حامد ملقباً «بالداكوتا»، وهي طائرة ركاب مدنية بطيئة الحركة كانت تقطع المسافة بين جدة والرياض في خمس ساعات فلما جاءت طائرة «الكونفير» وأصبحت تقطع المسافة نفسها في أقل من أربع ساعات اتهمت الداكوتا بالبطء، مع أن السيارات في حينه كانت تحتاج 50 ساعة للوصول إلى العاصمة عبر طريق غير معبدة وجبال ووهاد وصحراء قاحلة تقطع الأنفاس، ناهيك عن الوصول إليها بسفينة الصحراء قبل زمن السيارات، من يستعرض محطات حياة حامد عباس لا يجد ما اتهم به نفسه من فشل، فعلى الرغم من أنه لم ينل حظاً وافراً من التعليم، حيث اكتفى بنيل الشهادة الابتدائية بعد جهد جهيد، ومع ذلك فقد سجل نجاحات باهرة عبر سيرته في ميادين الرياضة والصحافة والثقافة، وكان من أبرز ما تقلده من مناصب منصب نائب رئيس تحرير «عكاظ»، ومساعد مدير عام مؤسسة عكاظ، والإشراف على مكتب وكيل وزارة الحج نهاية الثمانينات الهجرية وسكرتير تحرير جريدة الندوة للشؤون المحلية، وعلى الرغم من كونه لاعباً مرموقاً في كرة القدم إلا أنه لم يمارس الكتابة الرياضية مع سعة اطلاعه بأحوالها وقوانينها، ولعله رأى الساحة تعج بالأدعياء فتركها لهم وفضل ممارسة الكتابة في مجالات الثقافة والمجتمع، تحت زاوية يومية سماها «همس النجوم» إضافة إلى إصداره سبعة مؤلفات متنوعة الموضوعات.
أما عند محاولة تفسير شعوره بالفشل وخيبة الأمل، فلعل ذلك عائد إلى طموحه الكبير الذي ربما تعدى إمكاناته المادية والاجتماعية والفكرية، فقد قدم ذات عام استقالته من عمله الصحفي من أجل التفرغ لإنشاء مؤسسة إعلامية مستقلة أطلق عليها اسم «هديل»، وهو اسم ابنته البكر، وكان يرجو أن تتحول مؤسسته إلى صرح إعلامي شامخ، ولكن مشروعه فشل في مهده فتخلى عنه وتعرض في فترات من حياته لبعض المصاعب ولكن الأمور اعتدلت بالنسبة له عندما طلب منه صديقه الدكتور هاشم عبده هاشم الالتحاق بـ«عكاظ» مديراً للتحرير عندما تولى رئاسة تحريرها عام 1401هـ.
وقد جسد حامد عباس في مذكراته وذكرياته العديد من الصور الاجتماعية والثقافية التي عاصرها ورسم من خلالها أجزاء من حياة المجتمع المكي والجدي نسبة لجدة، وكان كل ذلك بأسلوب سهل ممتع.. تغمده الله برحمته وواسع فضله ووضع البركة في ذريته وزوجه التي تأثرت به، فكان لها مؤلفات موجهة إلى ربات البيوت تدور حول الشؤون المنزلية.