تعمل صديقتي البريطانية مع مؤسسة غير ربحية في بريطانيا تهدف لدمج المسنين مع المجتمع وتحفيزهم للاستمرار في الحياة بنشاط وتفاؤل وتنمية مهاراتهم الاجتماعية لئلا يشعروا بالوحدة والمشروع يدعى Befriending.
بدأ المشروع حينما لوحظ بأن الكثير من المسنين حينما يصلون إلى سن متقدمة يكتئبون وينطوون على أنفسهم وخاصة إن لم يكن لهم عائلة قريبة متفرغة للتواصل معهم ما يؤدي لشعورهم القاتل بالوحدة. وهذه المؤسسة ليست لها علاقة بخدمة المسن من ناحية المساعدة المالية أو الصحية أو اللوجستية، وإنما تعنى فقط بالمساعدة في تسلية المسن واستمرار حياته الاجتماعية.
فهؤلاء المسنون توفر لهم أصلاً المساعدات الطبية واللوجستية فتوفر لهم الناشونال هلث سيرفس (الخدمة الطبية الوطنية) إن لم يكن لديهم من يقوم على شؤونهم توفر لهم أشخاصاً يشترون لهم الدواء ويصطحبونهم للطبيب وحتى هناك جهات توصل لهم الطعام.
ولكن مشروع «بيفرندنج» Befriending الذي تعمل فيه صديقتي يهدف كما هو واضح من اسمه لتكوين الصداقات لدى المسنين، ويكون ذلك بطرق مختلفة؛ ففي البداية يقوم المتبرعون مثل صديقتي بجمع المعلومات عن المسنين الذين يحتاجون مثل هذه الخدمة. والمعلومات أحيانا تأتي بسهولة حينما يتقدم أقارب مسن أو مسنة للمتبرعين يرجونهم أن يساعدوا هذا المسن الذي يشعر بالوحدة. ولكن هناك مسنون للأسف «مقطوعون من شجرة» كما يقول المثل فلا يوجد لديهم من يرعاهم أو يبلغ عن حاجتهم للمساعدة، وهنا يأتي الدور الأهم للمتبرعين وهو تمشيط الأحياء السكنية لحصر المسنين وجمع المعلومات عنهم من ناحية حياتهم الاجتماعية وتحديد من يحتاج للمساعدة. والمساعدة تأتي بطريقتين؛ الأولى تعتمد على شخصية المريض وحالته الصحية ورغبته الشخصية: فإما أن يذهب المتبرع بنفسه للمسن في بيته ويجلس معه للتحدث والتسلية، وتقول لي صديقتي إنها ذهبت لمسن كل مرة يحكي لها نفس القصة بذاتها عن الحرب العالمية الثانية، وكل مرة تتفاعل معه وكأنها تسمعها لأول مرة فيصبح سعيدا ومبتسما وتتغير كل هيئته فتخرج من عنده وهو متفائل عالي الصوت ويقوم يصنع لها الشاي بنشاط ويقدم لها البسكويت بينما يكون عندما تأتي لزيارته أول دقائق مكتئباً صامتاً.
والطريقة الثانية لتسلية المسنين هي خلق مجالات لهم للقاء أقرانهم من القاطنين بنفس المنطقة وجمعهم سويا بناء على هواياتهم وميولهم؛ ففي أثناء جمع المعلومات يسأل المتبرعون عن هوايات المسنين لتسهيل التواصل بينهم وتكوين صداقات مبنية على اهتمامات مشتركة. فقد وجدت في حي واحد مثلا مسنين اثنين يهويان صنع القوارب من عيدان الكبريت matchstick boat building وهي هواية جميلة وفنية، فقامت بتعريفهما على بعضهم وأصبحا صديقين يبنيان قاربا مشتركا.
صديقتي سعيدة جدا بعملها الذي رغم صعوبته لا يوفر عائداً ماديا وإنما يسعدها نفسياً.
وحينما سألتها ما هو أصعب شيء في عملك قالت لي: شيئان، أن أرى المسن أو المسنة مهملا من عائلته بعدما قدم لأبنائه الكثير، والشيء الثاني عندما يتوفى أحد أصدقائي المسنين، فحينها أشعر وكأنني فقدت قريبا لي، وخاصة لو نجحت في تقريب هذا المسن من مسن آخر فيفقد أحدهم صديقه فعندها يصبح الموقف حزيناً جدا. ولكن ما يعزيني هو أنني استطعت أن أخلق بسمات صغيرة في حياة طويلة لإنسان قبل أن يترك عالمنا هذا.
بدأ المشروع حينما لوحظ بأن الكثير من المسنين حينما يصلون إلى سن متقدمة يكتئبون وينطوون على أنفسهم وخاصة إن لم يكن لهم عائلة قريبة متفرغة للتواصل معهم ما يؤدي لشعورهم القاتل بالوحدة. وهذه المؤسسة ليست لها علاقة بخدمة المسن من ناحية المساعدة المالية أو الصحية أو اللوجستية، وإنما تعنى فقط بالمساعدة في تسلية المسن واستمرار حياته الاجتماعية.
فهؤلاء المسنون توفر لهم أصلاً المساعدات الطبية واللوجستية فتوفر لهم الناشونال هلث سيرفس (الخدمة الطبية الوطنية) إن لم يكن لديهم من يقوم على شؤونهم توفر لهم أشخاصاً يشترون لهم الدواء ويصطحبونهم للطبيب وحتى هناك جهات توصل لهم الطعام.
ولكن مشروع «بيفرندنج» Befriending الذي تعمل فيه صديقتي يهدف كما هو واضح من اسمه لتكوين الصداقات لدى المسنين، ويكون ذلك بطرق مختلفة؛ ففي البداية يقوم المتبرعون مثل صديقتي بجمع المعلومات عن المسنين الذين يحتاجون مثل هذه الخدمة. والمعلومات أحيانا تأتي بسهولة حينما يتقدم أقارب مسن أو مسنة للمتبرعين يرجونهم أن يساعدوا هذا المسن الذي يشعر بالوحدة. ولكن هناك مسنون للأسف «مقطوعون من شجرة» كما يقول المثل فلا يوجد لديهم من يرعاهم أو يبلغ عن حاجتهم للمساعدة، وهنا يأتي الدور الأهم للمتبرعين وهو تمشيط الأحياء السكنية لحصر المسنين وجمع المعلومات عنهم من ناحية حياتهم الاجتماعية وتحديد من يحتاج للمساعدة. والمساعدة تأتي بطريقتين؛ الأولى تعتمد على شخصية المريض وحالته الصحية ورغبته الشخصية: فإما أن يذهب المتبرع بنفسه للمسن في بيته ويجلس معه للتحدث والتسلية، وتقول لي صديقتي إنها ذهبت لمسن كل مرة يحكي لها نفس القصة بذاتها عن الحرب العالمية الثانية، وكل مرة تتفاعل معه وكأنها تسمعها لأول مرة فيصبح سعيدا ومبتسما وتتغير كل هيئته فتخرج من عنده وهو متفائل عالي الصوت ويقوم يصنع لها الشاي بنشاط ويقدم لها البسكويت بينما يكون عندما تأتي لزيارته أول دقائق مكتئباً صامتاً.
والطريقة الثانية لتسلية المسنين هي خلق مجالات لهم للقاء أقرانهم من القاطنين بنفس المنطقة وجمعهم سويا بناء على هواياتهم وميولهم؛ ففي أثناء جمع المعلومات يسأل المتبرعون عن هوايات المسنين لتسهيل التواصل بينهم وتكوين صداقات مبنية على اهتمامات مشتركة. فقد وجدت في حي واحد مثلا مسنين اثنين يهويان صنع القوارب من عيدان الكبريت matchstick boat building وهي هواية جميلة وفنية، فقامت بتعريفهما على بعضهم وأصبحا صديقين يبنيان قاربا مشتركا.
صديقتي سعيدة جدا بعملها الذي رغم صعوبته لا يوفر عائداً ماديا وإنما يسعدها نفسياً.
وحينما سألتها ما هو أصعب شيء في عملك قالت لي: شيئان، أن أرى المسن أو المسنة مهملا من عائلته بعدما قدم لأبنائه الكثير، والشيء الثاني عندما يتوفى أحد أصدقائي المسنين، فحينها أشعر وكأنني فقدت قريبا لي، وخاصة لو نجحت في تقريب هذا المسن من مسن آخر فيفقد أحدهم صديقه فعندها يصبح الموقف حزيناً جدا. ولكن ما يعزيني هو أنني استطعت أن أخلق بسمات صغيرة في حياة طويلة لإنسان قبل أن يترك عالمنا هذا.