الشباب أصبح أقوى قوة مؤثرة في صناعة القرارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بعد أن كانوا ضمن الفئة المهمشة في المجتمع، والفئة التي تستعطف قياداتها لإتاحة الفرصة لها للتعبير عن رأيها، إلا أن بداية هذا القرن والذي أسميه (قرن قيادة الشباب) رأينا التحول الكبير تجاه خدمة ورعاية الشباب، وهو التوجه الصحيح لتطوير المجتمعات وهو التوجه الوحيد الذي نستطيع به أن نلحق ركب التطور العالمي.
وفي المملكة العربية السعودية كانت آثار التحول ظاهرة قوية وملموسة، فرأينا الشباب في أعلى هرم القيادات، ولاحظنا أن الوظائف العليا من وزراء ونواب ووكلاء تحولت إلى قيادات شابة ذات بعد تطويري يلامسه الحماس وروح الابتكار.
ومنطلقا من هذا التوجه في الدول النامية ونحن منها، تشرفت بتلبية الدعوة الموجهة لي لإلقاء محاضرة في منتدى شباب العالم الذي تبنته جمهورية مصر برعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وحضور أكثر من 20 من رؤساء ونواب ومسؤولين على مستوى رفيع يمثلون بلادهم، ومنهم مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل ممثلا لخادم الحرمين، وشارك نحو 3200 شاب من جميع أنحاء العالم ليناقشوا مواضيع تهم الشباب في مجالات متعددة، منها تطوير التعليم والمساهمة في برامج المسؤولية الاجتماعية، والشراكة المجتمعية، والإبداع والمبدعين، وحاضنات الأعمال والمؤسسات الصغيرة، وهجرة الشباب، ومكافحة الإرهاب، ومشاركة الشباب في وضع الخطط التنموية، وإتاحة الفرصة للشباب في صناعة القرار من خلال تواجدهم في المجالس النيابية ومجلس الشورى والمجالس المحلية، وبناء القيادات الشابة والبعد الثقافي للعولمة وأثره على الهوية الثقافية للشباب، وأثر الحروب والنزاعات على اختفاء الهوية الشبابية، والتعايش مع الثقافات المختلفة والقضايا والتحديات التي تواجه الشباب في حياتهم.
الحقيقة كانت مواضيع جدا مهمة للشباب شارك فيها خبراء وقياديون من ذوي الخبرة.
ومن الجلسات المهمة للشباب كانت الجلسة المعنية بتطوير التعليم والتي تشرفت بالمشاركة فيها كمتحدث لخبرتي في مجال التعليم العام والجامعي، واستمعت إلى معالي وزير التعليم المصري وهو يعرض خطة تطوير التعليم في مصر 2030 وهي خطة طموحة جدا وحديثة تتماشى مع تطور التعليم العالمي، وكان من أهم ملامحها هو التوجه إلى التعليم الإلكتروني وهو توجه عالمي، أتمنى أن تتجه إليه جميع الجامعات السعودية للاستغناء عن الكتب الورقية والتي تمثل أحمالا ثقيلة على ظهور طلبتنا في المدارس والجامعات، وتحويل المناهج إلى مناهج مخزنة إلكترونيا يسترجعها الطالب من خلال جهاز الحاسوب أو جهاز الآيباد أو مثيله من الأجهزة المحمولة.
على أن تضمن ميزانيات إنشاء المدارس أو تشغيلها ميزانية خاصة لتوفير الحاسبات أو أجهزة الآيباد ومثيلاتها مجانا لكل طالب وطالبة خلال فترة دراستهم على أن تعاد نهاية كل عام للمدرسة أو الجامعة، ويتم استلام أجهزة أخرى عند بداية كل عام أو كل فصل دراسي، وبهذا نضمن تعميم الخدمة الإلكترونية لجميع الطلاب الأغنياء والفقراء ونوفر تكلفة طباعة الكتب المدرسية والجامعية.
وهي ليست فكرة حديثة فقد سبقتنا دول أخرى منها تركيا منذ سنوات بتعميم التعليم الإلكتروني وتخصيص ميزانية لشراء جهاز كمبيوتر لكل طالب في المدارس والجامعات.
إن تطوير آليات التعليم تحتاج إلى تطوير المناهج أولا وإعطاء المرونة لتطويرها سنويا دون البيروقراطية القاتلة في تعديل المناهج، كما أن التطوير يتطلب تطوير العنصر الأساسي في التعليم وهو الأستاذ، وهو أساس العملية التعليمية، أما عن تطوير التجهيزات الأساسية المساندة، فإن الجامعات والمدارس الحكومية ما زالت تعيش بعيدة عن التقنية الحديثة مقارنة بما هو مطبق في المدارس والجامعات في العالم المتقدم، وهي قضية يواجهها الشباب في جميع دول العالم النامي والأقل نموا، وهذا ما دفع التعليم الأهلي إلى أن يسد الفجوة ويدخل كمستثمر في مجال التعليم العام والجامعي مستخدما التقنية الحديثة والمتطورة لتطوير الأستاذ والمنهج وبيئة تعليمية متميزة كان لها الأثر الإيجابي على تطوير الطالب.
وأرى أن من أهم مسؤوليات المخططين هو الاستماع إلى آراء المعنيين بتطبيق الخطط عليهم، وهم الشباب الشريحة الأهم التي ينبغي أخذ آرائهم ومرئياتهم تجاه الخطط التطويرية الموجهة لهم.
وإذا جاز لي الاقتراح فإنني أقترح تبني فكرة ملتقى (شباب الجامعات) يقام سنويا في إحدى الجامعات السعودية الحكومية أو الخاصة لمناقشة بعض المواضيع التي تهم الشباب ورأيهم في التعليم الجامعي.
كما أنني أقترح إقامة منتدى سنوي لشباب التعليم العام في مناطق المملكة، وليس بالضرورة أن تكون المشاركة لجميع الطلبة وإنما لممثلي الطلبة في جميع المراحل.
انتهى منتدى شباب العالم يوم (الخميس) الماضي بشرم الشيخ وكان منتدى ناجحا بكل المعايير، ومن أكثر الأمور التي لفتت انتباهي هي مشاركة راعي المنتدى الرئيس عبدالفتاح السيسي شخصيا في معظم جلسات المؤتمر من بدايته لنهايته ومشاركته في الحوار دعما للشباب وحرصا عليهم، كما أشيد بمشاركة شباب المملكة طلاب وطالبات من جامعات حكومية وأهلية ودورهم في الحوار وطرح الآراء.
* كاتب اقتصادي سعودي
وفي المملكة العربية السعودية كانت آثار التحول ظاهرة قوية وملموسة، فرأينا الشباب في أعلى هرم القيادات، ولاحظنا أن الوظائف العليا من وزراء ونواب ووكلاء تحولت إلى قيادات شابة ذات بعد تطويري يلامسه الحماس وروح الابتكار.
ومنطلقا من هذا التوجه في الدول النامية ونحن منها، تشرفت بتلبية الدعوة الموجهة لي لإلقاء محاضرة في منتدى شباب العالم الذي تبنته جمهورية مصر برعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وحضور أكثر من 20 من رؤساء ونواب ومسؤولين على مستوى رفيع يمثلون بلادهم، ومنهم مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل ممثلا لخادم الحرمين، وشارك نحو 3200 شاب من جميع أنحاء العالم ليناقشوا مواضيع تهم الشباب في مجالات متعددة، منها تطوير التعليم والمساهمة في برامج المسؤولية الاجتماعية، والشراكة المجتمعية، والإبداع والمبدعين، وحاضنات الأعمال والمؤسسات الصغيرة، وهجرة الشباب، ومكافحة الإرهاب، ومشاركة الشباب في وضع الخطط التنموية، وإتاحة الفرصة للشباب في صناعة القرار من خلال تواجدهم في المجالس النيابية ومجلس الشورى والمجالس المحلية، وبناء القيادات الشابة والبعد الثقافي للعولمة وأثره على الهوية الثقافية للشباب، وأثر الحروب والنزاعات على اختفاء الهوية الشبابية، والتعايش مع الثقافات المختلفة والقضايا والتحديات التي تواجه الشباب في حياتهم.
الحقيقة كانت مواضيع جدا مهمة للشباب شارك فيها خبراء وقياديون من ذوي الخبرة.
ومن الجلسات المهمة للشباب كانت الجلسة المعنية بتطوير التعليم والتي تشرفت بالمشاركة فيها كمتحدث لخبرتي في مجال التعليم العام والجامعي، واستمعت إلى معالي وزير التعليم المصري وهو يعرض خطة تطوير التعليم في مصر 2030 وهي خطة طموحة جدا وحديثة تتماشى مع تطور التعليم العالمي، وكان من أهم ملامحها هو التوجه إلى التعليم الإلكتروني وهو توجه عالمي، أتمنى أن تتجه إليه جميع الجامعات السعودية للاستغناء عن الكتب الورقية والتي تمثل أحمالا ثقيلة على ظهور طلبتنا في المدارس والجامعات، وتحويل المناهج إلى مناهج مخزنة إلكترونيا يسترجعها الطالب من خلال جهاز الحاسوب أو جهاز الآيباد أو مثيله من الأجهزة المحمولة.
على أن تضمن ميزانيات إنشاء المدارس أو تشغيلها ميزانية خاصة لتوفير الحاسبات أو أجهزة الآيباد ومثيلاتها مجانا لكل طالب وطالبة خلال فترة دراستهم على أن تعاد نهاية كل عام للمدرسة أو الجامعة، ويتم استلام أجهزة أخرى عند بداية كل عام أو كل فصل دراسي، وبهذا نضمن تعميم الخدمة الإلكترونية لجميع الطلاب الأغنياء والفقراء ونوفر تكلفة طباعة الكتب المدرسية والجامعية.
وهي ليست فكرة حديثة فقد سبقتنا دول أخرى منها تركيا منذ سنوات بتعميم التعليم الإلكتروني وتخصيص ميزانية لشراء جهاز كمبيوتر لكل طالب في المدارس والجامعات.
إن تطوير آليات التعليم تحتاج إلى تطوير المناهج أولا وإعطاء المرونة لتطويرها سنويا دون البيروقراطية القاتلة في تعديل المناهج، كما أن التطوير يتطلب تطوير العنصر الأساسي في التعليم وهو الأستاذ، وهو أساس العملية التعليمية، أما عن تطوير التجهيزات الأساسية المساندة، فإن الجامعات والمدارس الحكومية ما زالت تعيش بعيدة عن التقنية الحديثة مقارنة بما هو مطبق في المدارس والجامعات في العالم المتقدم، وهي قضية يواجهها الشباب في جميع دول العالم النامي والأقل نموا، وهذا ما دفع التعليم الأهلي إلى أن يسد الفجوة ويدخل كمستثمر في مجال التعليم العام والجامعي مستخدما التقنية الحديثة والمتطورة لتطوير الأستاذ والمنهج وبيئة تعليمية متميزة كان لها الأثر الإيجابي على تطوير الطالب.
وأرى أن من أهم مسؤوليات المخططين هو الاستماع إلى آراء المعنيين بتطبيق الخطط عليهم، وهم الشباب الشريحة الأهم التي ينبغي أخذ آرائهم ومرئياتهم تجاه الخطط التطويرية الموجهة لهم.
وإذا جاز لي الاقتراح فإنني أقترح تبني فكرة ملتقى (شباب الجامعات) يقام سنويا في إحدى الجامعات السعودية الحكومية أو الخاصة لمناقشة بعض المواضيع التي تهم الشباب ورأيهم في التعليم الجامعي.
كما أنني أقترح إقامة منتدى سنوي لشباب التعليم العام في مناطق المملكة، وليس بالضرورة أن تكون المشاركة لجميع الطلبة وإنما لممثلي الطلبة في جميع المراحل.
انتهى منتدى شباب العالم يوم (الخميس) الماضي بشرم الشيخ وكان منتدى ناجحا بكل المعايير، ومن أكثر الأمور التي لفتت انتباهي هي مشاركة راعي المنتدى الرئيس عبدالفتاح السيسي شخصيا في معظم جلسات المؤتمر من بدايته لنهايته ومشاركته في الحوار دعما للشباب وحرصا عليهم، كما أشيد بمشاركة شباب المملكة طلاب وطالبات من جامعات حكومية وأهلية ودورهم في الحوار وطرح الآراء.
* كاتب اقتصادي سعودي