في مقالته الجميلة «سارت.. وبسرعة مدهشة»، روى صديقنا الكاتب والإعلامي السعودي المخضرم عبدالرحمن الراشد تفاصيل حواره مع سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قبل عامين ونصف، مشيراً بشكل ضمني رشيق إلى أنه لم يكن متفائلا بمشروع النهضة الجبارة التي يقودها سموه، عازياً ذلك إلى «الفجوة الكبيرة» بين طموحات الأمير ورؤيته من جهة، والأداة التي يستند عليها لتنفيذ تلك الطموحات «الحكومة» من جهة أخرى.
وصف الراشد الحكومة آنذاك بالإدارية المترهلة مشبها إياها بالسيارة القديمة ذات العجلات والماكينة المهترئة، التي لا يمكن أن توصل الأمير لبغيته في الوقت الذي يريد، لكنه اقتنع أخيرا (بعد مرور أكثر من عامين) بأن السيارة سارت وبسرعة مدهشة.
ما سبق هو ملخص مقالة صديقنا الراشد، ولأنني أرجو ألا يكون ما قدمته اختزالاً مخلاً بمحتواها، آمل ممن لم يقرأها أن يعود إليها في مصدرها «صحيفة الشرق الأوسط» قبل أن يستمر في قراءة هذه المقالة، التي سأناقش فيها باختصار شديد بعض ما ورد فيها.
في 25 أبريل من عام 2016، وفي ذات غرفة الاجتماعات الوزارية الضيقة التي حاور فيها الأمير الراشد كنت مع بعض الزملاء نستمع لعرض سموه عن مشروع الرؤية، الفرق الوحيد الذي بيني وبين صديقي الكاتب الجميل هو أنني كنت مؤمنا تماما بأن السيارة ليست مهترئة، بل أصيلة وقوية وذات إمكانات مميزة جدا، لكن الحظ لم يحالفها سابقا لتجربة سرعتها بأقصى ما يمكن من مهارة قيادية تراهن على الوقت قبل كل شيء، وهو ما حدث وما يزال يتحقق بفضل مهارة سائقها المثيرة للإعجاب على المستوى الدولي لا الداخلي فقط.
أتفهم تماما النظرة غير المتفائلة التي يستقبل بها كثير من المثقفين الكبار تجربة وعمراً أي أفكار ومشاريع حكومية جديدة، فهي نتاج خبرة سنوات طويلة من المراقبة المتعبة التي خلقت نمطا ذهنيا معيناً للتوقعات يصعب تغييره بين عشية وضحاها، ولعل ذلك ما يفسر رهان سمو ولي العهد على الشباب في كثير من تصريحاته، إذ لم يتم تنميط طرق تفكيرهم بالهزائم القديمة، وما زال عنان السماء حداً لطموحاتهم، وهذا تحديدا هو وقود تأسيس الحضارات العظيمة على مر التاريخ.
تحركت السيارة بسرعة مدهشة مع أنه ما زال هناك بعض البيروقراطية والجوانب غير المعالجة جيدا في عدد من مؤسسات الدولة، حدث ذلك لأن القيادة تتم بعقلية عصرية طموحة قادرة على الانتقال للمستقبل وعلاج المعوقات آليا دون توقف، ولأن المهارة الحقيقية التي تصنع المستحيل ليست نتاج طول سنوات الخبرة كما يظن أكثر الناس بل نتيجة حتمية لعبقرية القيادة، فكم من خبرة وصلت إلى نصف قرن من الزمن وهي في الحقيقة خبرة سنة واحدة مكررة 50 مرة.
@Hani_DH
gm@mem-sa.com
وصف الراشد الحكومة آنذاك بالإدارية المترهلة مشبها إياها بالسيارة القديمة ذات العجلات والماكينة المهترئة، التي لا يمكن أن توصل الأمير لبغيته في الوقت الذي يريد، لكنه اقتنع أخيرا (بعد مرور أكثر من عامين) بأن السيارة سارت وبسرعة مدهشة.
ما سبق هو ملخص مقالة صديقنا الراشد، ولأنني أرجو ألا يكون ما قدمته اختزالاً مخلاً بمحتواها، آمل ممن لم يقرأها أن يعود إليها في مصدرها «صحيفة الشرق الأوسط» قبل أن يستمر في قراءة هذه المقالة، التي سأناقش فيها باختصار شديد بعض ما ورد فيها.
في 25 أبريل من عام 2016، وفي ذات غرفة الاجتماعات الوزارية الضيقة التي حاور فيها الأمير الراشد كنت مع بعض الزملاء نستمع لعرض سموه عن مشروع الرؤية، الفرق الوحيد الذي بيني وبين صديقي الكاتب الجميل هو أنني كنت مؤمنا تماما بأن السيارة ليست مهترئة، بل أصيلة وقوية وذات إمكانات مميزة جدا، لكن الحظ لم يحالفها سابقا لتجربة سرعتها بأقصى ما يمكن من مهارة قيادية تراهن على الوقت قبل كل شيء، وهو ما حدث وما يزال يتحقق بفضل مهارة سائقها المثيرة للإعجاب على المستوى الدولي لا الداخلي فقط.
أتفهم تماما النظرة غير المتفائلة التي يستقبل بها كثير من المثقفين الكبار تجربة وعمراً أي أفكار ومشاريع حكومية جديدة، فهي نتاج خبرة سنوات طويلة من المراقبة المتعبة التي خلقت نمطا ذهنيا معيناً للتوقعات يصعب تغييره بين عشية وضحاها، ولعل ذلك ما يفسر رهان سمو ولي العهد على الشباب في كثير من تصريحاته، إذ لم يتم تنميط طرق تفكيرهم بالهزائم القديمة، وما زال عنان السماء حداً لطموحاتهم، وهذا تحديدا هو وقود تأسيس الحضارات العظيمة على مر التاريخ.
تحركت السيارة بسرعة مدهشة مع أنه ما زال هناك بعض البيروقراطية والجوانب غير المعالجة جيدا في عدد من مؤسسات الدولة، حدث ذلك لأن القيادة تتم بعقلية عصرية طموحة قادرة على الانتقال للمستقبل وعلاج المعوقات آليا دون توقف، ولأن المهارة الحقيقية التي تصنع المستحيل ليست نتاج طول سنوات الخبرة كما يظن أكثر الناس بل نتيجة حتمية لعبقرية القيادة، فكم من خبرة وصلت إلى نصف قرن من الزمن وهي في الحقيقة خبرة سنة واحدة مكررة 50 مرة.
@Hani_DH
gm@mem-sa.com