حين كنا صغارا، وأتحدث هنا عن فترة الخمسينات وبداية الستينات، حفظنا اسم السعودية بعد أسماء أوطاننا، من خلال مواسم الحج، من هنا بدأت معرفتنا ونما حبنا للمملكة ومقدساتها، وكنت أتعلق حينها بأذيال والدتي وأخوالي كي يأخذوني معهم في موسم الحج، حيث كان أخوالي ينظمون حملات للحج تضم معظم الأقارب في مدينتنا الصغيرة، ولكنهم كانوا يشفقون علي لصغر سني من مشقة السفر عن طريق البر وصعوبته حينذاك.
وكبرت ومعي جيلي وتفتحت أعيننا ومداركنا على قيمة وحجم المملكة في محيطها العربي والإسلامي والعالم، ليس من خلال أثرها الديني كقبلة للعالم الإسلامي فقط ولكن من خلال مواقفها العربية المشرفة تجاه جوارها وانتمائها العربي وعلى مدى أكثر من نصف قرن، وهي كثيرة تزخر بها كتب التاريخ الحديث ومنذ تأسيسها.
اليوم وفي سياق منظومة التعاون العربي نشاهد خطوات صادقة وبناءة يقودها جيل من الشباب الواعي والمتسلح بالعلم، ومدرك لمفاعيل العصر لمواكبة التطور وكما ينبغي له أن يكون، كمحصلة طبيعية لتطور الفكر الإنساني، والذي هو في صعود مستمر من خلال الاكتشافات العلمية والإنسانية، والتي تتجلى في العقل البشري كقيمة صانعة ومبتكرة وما يحويه من مَلَكات لايعلم مداها سوى الله سبحانه وهو خالق كل شيء.
سمو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بدأ بتشكيل ملامح رؤية عصرية طموحة يسير بها بخطوات مدروسة وواثقة ستكون خير دليل لهذا الجيل من الشباب، فمن خلال لقاءاته وأحاديثه ومن خلال حضوره الفاعل في إطلاق مشروع نيوم العملاق والذي هو امتداد حضاري يمثل جانبا من رؤية المملكة 2030 والتي أطلقها وأبهرت العالم كطموح مستحق، ومن خلال تبنيه ملف مكافحة الفساد والشفافية، وهو من أخطر الملفات التي تعاني منها مجتمعاتنا العربية كظاهرة مزمنة ومتجذرة ومتفشية، كانت ولاتزال المعوق الرئيسي لكل محاولات الإصلاح، لقد كسب من خلال عمله هذا وخلال فترة وجيزة مشاعر وقلوب الملايين من الناس واحترامهم، تعدت حدود المملكة إلى كل البلاد العربية، إن العمل لأجل مستقبل وغد أفضل ومكافحة الفساد هما العصا السحرية التي تتعاطف معها الشعوب بعفوية وحماس لأنها تمس حياتهم ومعاشهم وأمنهم ومستقبل أبنائهم.
لقد تسنى لنا وللكثيرين في العالم العربي أن نتعرف على الأمير الشاب عن كثب من خلال مايطرحه من أفكار ومشاريع للحاضر والمستقبل، وأن نقترب من بعض الجوانب في شخصيته كقائد لديه طموح ورؤية يسعى جاهدا لتحقيقها، لأجل خير أمته وشعبه ووطنه، عبورا إلى جواره العربي الذي كما يبدو يمثل عنصرا فاعلا وحاضرا في عقيدته، من خلال مفاهيم لصيقة لم تغب عن ذهنه وتفكيره، تعود جذورها إلى نشأته في كنف أسرة عريقة في الوطنية تتميز بحس قومي حقيقي تجلَّت في مواقف كثيرة ومؤثرة عبر تاريخها، آمنت بأن العالم العربي هو امتدادها ومحيطها التاريخي والمصيري.
إن سموه ومن خلال عمله ورؤيته يسير على خطى من سبقوه من المصلحين والمجددين ليلتحق بركبهم، وليكمل مسيرة بدأها الكثير من الرواد الذين سبقوه في تاريخنا الحديث، الذين آمنوا بأن التغيير والتجديد هو المدخل الوحيد نحو المستقبل، من خلال كسر القوالب الجامدة كعربات تركت منسية في محطات مهجورة عفا عليها الزمان.
كما يبدو لنا أن سموه واع ومدرك لكل تداعيات الفوضى الضاربة من حولنا، في سعيها لتطويقنا وأضعافنا من خلال الإرهاب المتمدد من حولنا، ولأول مرة في عالمنا العربي تضع المملكة بقيادة حكيم العرب الملك سلمان وولي عهده الشاب الوطني الطموح، تصورا حقيقيا لمفهوم الإرهاب بكل أشكاله ومسمياته لأجل احتوائه ومحاربته فكريا وتنظيميا وقطع مصادر تمويله ورعايته، من خلال خلق منظومة عمل متكاملة تقوم على أسس من التعاون المشترك عربيا وإقليميا ودوليا، وفي هذا الشأن وضع سموه الكثير من النقاط على الحروف، ونبه إلى أن وحدة الموقف هي من أهم الأولويات لمواجهة التحديات، وأولها وأخطرها تأثيرا التمدد الإيراني الساعي نحونا، وأولوية وضرورة التعامل معه بعزم وحزم، ومن خلال الموقف العربي المشترك بين المملكة وإلى جانبها مصر والإمارت والبحرين، وهي لبنة قوية وخطا تعلم طريقها نحو آفاق أكثر شمولية.
كما يبدو جليا لنا أن ولي العهد الطموح، يسير على طريق النهضة متسلحا بالإرادة والعلم، مستعينا بخبرات جيل أكثر وعيا وانفتاحا، ودماء جديدة من الشباب المثقف والواعي والمتمكن من مفاتيح عصره، ليدخل بالمملكة عصرا جديدا من خلال المعطيات التي فرضتها المدنية والحضارة والتقدم على واقع القرن الواحد والعشرين الذي نعيش، والذي بات سمته الأساسية هي التنظيم والإدارة والعمل، والتي أصبحت ركيزة الحياة وعناصرها، وفي مقدمتها الاستثمار في الإنسان والعقل البشري، مدركاً وبيقين أنه العنصر المؤسس لكل تقدم وحضارة.
* كاتب وباحث عراقي
وكبرت ومعي جيلي وتفتحت أعيننا ومداركنا على قيمة وحجم المملكة في محيطها العربي والإسلامي والعالم، ليس من خلال أثرها الديني كقبلة للعالم الإسلامي فقط ولكن من خلال مواقفها العربية المشرفة تجاه جوارها وانتمائها العربي وعلى مدى أكثر من نصف قرن، وهي كثيرة تزخر بها كتب التاريخ الحديث ومنذ تأسيسها.
اليوم وفي سياق منظومة التعاون العربي نشاهد خطوات صادقة وبناءة يقودها جيل من الشباب الواعي والمتسلح بالعلم، ومدرك لمفاعيل العصر لمواكبة التطور وكما ينبغي له أن يكون، كمحصلة طبيعية لتطور الفكر الإنساني، والذي هو في صعود مستمر من خلال الاكتشافات العلمية والإنسانية، والتي تتجلى في العقل البشري كقيمة صانعة ومبتكرة وما يحويه من مَلَكات لايعلم مداها سوى الله سبحانه وهو خالق كل شيء.
سمو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بدأ بتشكيل ملامح رؤية عصرية طموحة يسير بها بخطوات مدروسة وواثقة ستكون خير دليل لهذا الجيل من الشباب، فمن خلال لقاءاته وأحاديثه ومن خلال حضوره الفاعل في إطلاق مشروع نيوم العملاق والذي هو امتداد حضاري يمثل جانبا من رؤية المملكة 2030 والتي أطلقها وأبهرت العالم كطموح مستحق، ومن خلال تبنيه ملف مكافحة الفساد والشفافية، وهو من أخطر الملفات التي تعاني منها مجتمعاتنا العربية كظاهرة مزمنة ومتجذرة ومتفشية، كانت ولاتزال المعوق الرئيسي لكل محاولات الإصلاح، لقد كسب من خلال عمله هذا وخلال فترة وجيزة مشاعر وقلوب الملايين من الناس واحترامهم، تعدت حدود المملكة إلى كل البلاد العربية، إن العمل لأجل مستقبل وغد أفضل ومكافحة الفساد هما العصا السحرية التي تتعاطف معها الشعوب بعفوية وحماس لأنها تمس حياتهم ومعاشهم وأمنهم ومستقبل أبنائهم.
لقد تسنى لنا وللكثيرين في العالم العربي أن نتعرف على الأمير الشاب عن كثب من خلال مايطرحه من أفكار ومشاريع للحاضر والمستقبل، وأن نقترب من بعض الجوانب في شخصيته كقائد لديه طموح ورؤية يسعى جاهدا لتحقيقها، لأجل خير أمته وشعبه ووطنه، عبورا إلى جواره العربي الذي كما يبدو يمثل عنصرا فاعلا وحاضرا في عقيدته، من خلال مفاهيم لصيقة لم تغب عن ذهنه وتفكيره، تعود جذورها إلى نشأته في كنف أسرة عريقة في الوطنية تتميز بحس قومي حقيقي تجلَّت في مواقف كثيرة ومؤثرة عبر تاريخها، آمنت بأن العالم العربي هو امتدادها ومحيطها التاريخي والمصيري.
إن سموه ومن خلال عمله ورؤيته يسير على خطى من سبقوه من المصلحين والمجددين ليلتحق بركبهم، وليكمل مسيرة بدأها الكثير من الرواد الذين سبقوه في تاريخنا الحديث، الذين آمنوا بأن التغيير والتجديد هو المدخل الوحيد نحو المستقبل، من خلال كسر القوالب الجامدة كعربات تركت منسية في محطات مهجورة عفا عليها الزمان.
كما يبدو لنا أن سموه واع ومدرك لكل تداعيات الفوضى الضاربة من حولنا، في سعيها لتطويقنا وأضعافنا من خلال الإرهاب المتمدد من حولنا، ولأول مرة في عالمنا العربي تضع المملكة بقيادة حكيم العرب الملك سلمان وولي عهده الشاب الوطني الطموح، تصورا حقيقيا لمفهوم الإرهاب بكل أشكاله ومسمياته لأجل احتوائه ومحاربته فكريا وتنظيميا وقطع مصادر تمويله ورعايته، من خلال خلق منظومة عمل متكاملة تقوم على أسس من التعاون المشترك عربيا وإقليميا ودوليا، وفي هذا الشأن وضع سموه الكثير من النقاط على الحروف، ونبه إلى أن وحدة الموقف هي من أهم الأولويات لمواجهة التحديات، وأولها وأخطرها تأثيرا التمدد الإيراني الساعي نحونا، وأولوية وضرورة التعامل معه بعزم وحزم، ومن خلال الموقف العربي المشترك بين المملكة وإلى جانبها مصر والإمارت والبحرين، وهي لبنة قوية وخطا تعلم طريقها نحو آفاق أكثر شمولية.
كما يبدو جليا لنا أن ولي العهد الطموح، يسير على طريق النهضة متسلحا بالإرادة والعلم، مستعينا بخبرات جيل أكثر وعيا وانفتاحا، ودماء جديدة من الشباب المثقف والواعي والمتمكن من مفاتيح عصره، ليدخل بالمملكة عصرا جديدا من خلال المعطيات التي فرضتها المدنية والحضارة والتقدم على واقع القرن الواحد والعشرين الذي نعيش، والذي بات سمته الأساسية هي التنظيم والإدارة والعمل، والتي أصبحت ركيزة الحياة وعناصرها، وفي مقدمتها الاستثمار في الإنسان والعقل البشري، مدركاً وبيقين أنه العنصر المؤسس لكل تقدم وحضارة.
* كاتب وباحث عراقي