من الواضح أن العملية السياسية «الجراحية» التي انطلقت باستقالة رئيس الوزراء اللبناني «سعد الحريري» لإخراج الدولة اللبنانية من بطن «حارة حريك» تحتاج للمزيد من الإجراءات القاسية لإنجاحها، و«حارة حريك» لمن لا يعرفها هي جزء من الضاحية الجنوبية يعد المقر الرئيس لأمين عام حزب الله الإيراني «حسن نصر الله»، كما يقيم في هذه الحارة بشكل دائم بعض أشهر قيادات الحزب، ومنها تنطلق عملياته.
لـ«حارة حريك» حكاية منسية مشابهة إلى حد كبير لحكاية لبنان الذي يلعب به صبية طهران منذ سنوات، فقد كانت قديما سكناً يخص بعض المزارعين المسيحيين النازحين من «كسروان»، ثم انتقل إليها عدد من اللبنانيين الشيعة بحثاً عن العمل والتجارة وشكلوا أقلية مسالمة داخلها حتى اندلعت الحرب اللبنانية الأهلية فتم تهجير معظم المسيحيين منها، واستقبلت النازحين الشيعة من الجنوب إثر الاجتياح الاسرائيلي لتتغير تركيبتها الديموغرافية منذ ذلك التاريخ، أما اليوم فسكان حارة حريك من الموالين لحزب الله، وباتت مقر صنع القرار السياسي بعد تغول اليد الإيرانية بإرهاب السلاح على جميع الطوائف اللبنانية.
أيضا لم تكن سيطرة الحزب الإرهابي على الدولة اللبنانية ممكنة لولا تفريغها من الكفاءات السنية والمسيحية وغيرها.. تلك الكفاءات البشرية التي انتشرت في كثير من دول العالم طلباً للعمل والتجارة وهو أمر أضعف تمثيل معظم المكونات اللبنانية اجتماعياً وسياسياً وسهل مهمة ذراع إيران للتحكم بمفاصل السياسة وصنع القرار في بيروت.
من أكبر الجاليات اللبنانية في العالم تلك التي تعيش في دول الخليج لبناء الثروات بعيداً عن كل ما يهم وطنها، لكن انسلاخ لبنان من الجسد العربي سياسياً خلال السنوات الأخيرة بات يحتم على الدول العربية كافة أن تتخذ قرارات مصيرية لإنقاذ هذا البلد من القبضة الإيرانية عبر ترحيل اللبنانيين الموجودين على أراضيها إلى وطنهم مرحلياً بشكل يعيد توازن القوى اللبنانية في الداخل ومن ثم يعيد لبنان إلى محيطه العربي.
في المعالجة السياسية لأوضاع المنطقة لا بد من الشجاعة والحزم في اتخاذ قرارات مصيرية ربما تكون مؤلمة لكنها ضرورية، إنها أمر يشبه العمليات الجراحية لإنقاذ حياة الناس، ولذلك فإن ترحيل اللبنانيين من دول الخليج هو أهم عملية جراحية طارئة لإنقاذ حياة لبنان العربي اليوم، وأي حلول أخرى لن تكون ذات فائدة موازية لهذا الحل برأيي.
قد يظن البعض أن ترحيل اللبنانيين إلى وطنهم فوراً، يمكن أن يخلف ردة فعل عكسية لديهم تلقي بهم في حضن المشروع الإيراني، وهذا وهم لا أساس له، فإيران اليوم ليست سوى دولة منهكة اقتصادياً وغير قادرة على إطعام شعبها فكيف يمكنها إطعام مزيد من العملاء؟، هذا بالإضافة إلى غرقها في مستنقعات سياسية خطيرة في سورية والعراق واليمن، أي أنها شبه منهارة اقتصادياً وعسكرياً وكل ما تفتعله الآن مجرد محاولات للظهور كدولة ذات ثقل سياسي كبير، وبالطبع لن تفلح أبداً في ذلك، لأنها ببساطة ليست دولة بل تنظيم إرهابي يقلد مشية الدولة.
Hani_DH@
gm@mem-sa.com
لـ«حارة حريك» حكاية منسية مشابهة إلى حد كبير لحكاية لبنان الذي يلعب به صبية طهران منذ سنوات، فقد كانت قديما سكناً يخص بعض المزارعين المسيحيين النازحين من «كسروان»، ثم انتقل إليها عدد من اللبنانيين الشيعة بحثاً عن العمل والتجارة وشكلوا أقلية مسالمة داخلها حتى اندلعت الحرب اللبنانية الأهلية فتم تهجير معظم المسيحيين منها، واستقبلت النازحين الشيعة من الجنوب إثر الاجتياح الاسرائيلي لتتغير تركيبتها الديموغرافية منذ ذلك التاريخ، أما اليوم فسكان حارة حريك من الموالين لحزب الله، وباتت مقر صنع القرار السياسي بعد تغول اليد الإيرانية بإرهاب السلاح على جميع الطوائف اللبنانية.
أيضا لم تكن سيطرة الحزب الإرهابي على الدولة اللبنانية ممكنة لولا تفريغها من الكفاءات السنية والمسيحية وغيرها.. تلك الكفاءات البشرية التي انتشرت في كثير من دول العالم طلباً للعمل والتجارة وهو أمر أضعف تمثيل معظم المكونات اللبنانية اجتماعياً وسياسياً وسهل مهمة ذراع إيران للتحكم بمفاصل السياسة وصنع القرار في بيروت.
من أكبر الجاليات اللبنانية في العالم تلك التي تعيش في دول الخليج لبناء الثروات بعيداً عن كل ما يهم وطنها، لكن انسلاخ لبنان من الجسد العربي سياسياً خلال السنوات الأخيرة بات يحتم على الدول العربية كافة أن تتخذ قرارات مصيرية لإنقاذ هذا البلد من القبضة الإيرانية عبر ترحيل اللبنانيين الموجودين على أراضيها إلى وطنهم مرحلياً بشكل يعيد توازن القوى اللبنانية في الداخل ومن ثم يعيد لبنان إلى محيطه العربي.
في المعالجة السياسية لأوضاع المنطقة لا بد من الشجاعة والحزم في اتخاذ قرارات مصيرية ربما تكون مؤلمة لكنها ضرورية، إنها أمر يشبه العمليات الجراحية لإنقاذ حياة الناس، ولذلك فإن ترحيل اللبنانيين من دول الخليج هو أهم عملية جراحية طارئة لإنقاذ حياة لبنان العربي اليوم، وأي حلول أخرى لن تكون ذات فائدة موازية لهذا الحل برأيي.
قد يظن البعض أن ترحيل اللبنانيين إلى وطنهم فوراً، يمكن أن يخلف ردة فعل عكسية لديهم تلقي بهم في حضن المشروع الإيراني، وهذا وهم لا أساس له، فإيران اليوم ليست سوى دولة منهكة اقتصادياً وغير قادرة على إطعام شعبها فكيف يمكنها إطعام مزيد من العملاء؟، هذا بالإضافة إلى غرقها في مستنقعات سياسية خطيرة في سورية والعراق واليمن، أي أنها شبه منهارة اقتصادياً وعسكرياً وكل ما تفتعله الآن مجرد محاولات للظهور كدولة ذات ثقل سياسي كبير، وبالطبع لن تفلح أبداً في ذلك، لأنها ببساطة ليست دولة بل تنظيم إرهابي يقلد مشية الدولة.
Hani_DH@
gm@mem-sa.com