عوضت الخطوط البريطانية راكبة فقدمت لها مبلغاً مالياً مجزياً؛ لأن حشرة صغيرة قرصت الراكبة خلال رحلة جوية، مع تقديم اعتذار حار مثل الشطة الحمراء!
وقد ذكرني ما نشر في الصحف المحلية بأوراق قدمها لي من قبل أحد المواطنين وهو يكنَّى «بأبي مؤيد» الزهراني، حيث جاء في أوراقه أنه كان في الطائرة السعودية المسافرة إلى تركيا بتاريخ28/6/2017، فلما استقر به المقام مع عائلته في الطائرة وقبل الإقلاع رأى نحلة تدور ولها طنين، فخاف على صغاره من لسعتها فاستنجد بأحد المضيفين فاعتذر له بأنه مشغول بتصعيد الركاب، وأنه سوف يعود إليه بعد ذلك، فاستنجد بمضيف آخر وطلب منه رش النحلة بأي مبيد للحشرات، فزعم المضيف أن طلبه غير متوفر، فما كان من أبي مؤيد إلا حمل حذائه ومطاردة النحلة حتى ظفر بالقضاء عليها وسط تصفيق الركاب بإنجازه الخطير!
ولما عاد من رحلته إلى الوطن، كتب رسالة إلى مدير عام الخطوط السعودية بتفاصيل ما جرى له في تلك الرحلة، بعد أن أفهم من مكتب الخطوط في إسطنبول الذي شكا لهم قصة النحلة، بأن عليه تقديم شكواه بعد رجوعه إلى جدة، وضمن رسالته طلب تعويضا ولكن إدارة الخطوط اكتفت بتقديم خطاب اعتذار له ولا شيء غير ذلك. فهل كانت حشرة الخطوط البريطانية أقل شأناً من نحلة الخطوط السعودية لأنها تعطي العسل، وهل ينطبق عليها المثل القائل «لا تقرصيني يا نحلة.. ما أبغى منك عسلاً»!
ولأن أبا مؤيد الزهراني لم يقنعه رد إدارة الخطوط فقد راجع حالات سابقة ألزمت فيها الخطوط السعودية بدفع تعويضات لركاب شكوا من تضررهم من عدم نظافة بعض طائراتها، ومنها القرار الذي أصدرته المحكمة الإدارية بالرياض القاضي بتعويض مواطن وأسرته ستة عشر ألف ريال؛ لأن إحدى بنات المواطن عندما أرادت ربط الحزام وجدته قذراً مما تسبب في تلويث يدها وملابسها، وقد نشر خبر التعويض بجريدة «عكاظ» بتاريخ 3/9/1436هـ20/6/2015، وهو للصحفي العكاظي عدنان الشبراوي، المتألق في نشر أخبار القضايا والأحكام القضائية والملاحقات الجنائية.
فإذا كانت الخطوط قد ألزمت من قبل بتعويض مواطن اتسخت يد ابنته وجزء من ملابسها بحزام مقعد إحدى طائراتها، فهل تحتاج إلى قرار ملزم لتعويض أبي مهند وعائلته وأطفاله الصغار الذين أخذوا يبكون عندما رأوه يعارك النحلة بين مقاعد الطائرة مثل المجنون؟
ولماذا لا يكون لدى الخطوط بند تعويضات تصرف منه على مثل هذه الحالات وتحاسب من كان السبب فيها، وكيف ستدخل عصر الخصخصة وخدماتها لم تزل محل نقد مرير؟
mohammed.ahmad568@gmail.com
وقد ذكرني ما نشر في الصحف المحلية بأوراق قدمها لي من قبل أحد المواطنين وهو يكنَّى «بأبي مؤيد» الزهراني، حيث جاء في أوراقه أنه كان في الطائرة السعودية المسافرة إلى تركيا بتاريخ28/6/2017، فلما استقر به المقام مع عائلته في الطائرة وقبل الإقلاع رأى نحلة تدور ولها طنين، فخاف على صغاره من لسعتها فاستنجد بأحد المضيفين فاعتذر له بأنه مشغول بتصعيد الركاب، وأنه سوف يعود إليه بعد ذلك، فاستنجد بمضيف آخر وطلب منه رش النحلة بأي مبيد للحشرات، فزعم المضيف أن طلبه غير متوفر، فما كان من أبي مؤيد إلا حمل حذائه ومطاردة النحلة حتى ظفر بالقضاء عليها وسط تصفيق الركاب بإنجازه الخطير!
ولما عاد من رحلته إلى الوطن، كتب رسالة إلى مدير عام الخطوط السعودية بتفاصيل ما جرى له في تلك الرحلة، بعد أن أفهم من مكتب الخطوط في إسطنبول الذي شكا لهم قصة النحلة، بأن عليه تقديم شكواه بعد رجوعه إلى جدة، وضمن رسالته طلب تعويضا ولكن إدارة الخطوط اكتفت بتقديم خطاب اعتذار له ولا شيء غير ذلك. فهل كانت حشرة الخطوط البريطانية أقل شأناً من نحلة الخطوط السعودية لأنها تعطي العسل، وهل ينطبق عليها المثل القائل «لا تقرصيني يا نحلة.. ما أبغى منك عسلاً»!
ولأن أبا مؤيد الزهراني لم يقنعه رد إدارة الخطوط فقد راجع حالات سابقة ألزمت فيها الخطوط السعودية بدفع تعويضات لركاب شكوا من تضررهم من عدم نظافة بعض طائراتها، ومنها القرار الذي أصدرته المحكمة الإدارية بالرياض القاضي بتعويض مواطن وأسرته ستة عشر ألف ريال؛ لأن إحدى بنات المواطن عندما أرادت ربط الحزام وجدته قذراً مما تسبب في تلويث يدها وملابسها، وقد نشر خبر التعويض بجريدة «عكاظ» بتاريخ 3/9/1436هـ20/6/2015، وهو للصحفي العكاظي عدنان الشبراوي، المتألق في نشر أخبار القضايا والأحكام القضائية والملاحقات الجنائية.
فإذا كانت الخطوط قد ألزمت من قبل بتعويض مواطن اتسخت يد ابنته وجزء من ملابسها بحزام مقعد إحدى طائراتها، فهل تحتاج إلى قرار ملزم لتعويض أبي مهند وعائلته وأطفاله الصغار الذين أخذوا يبكون عندما رأوه يعارك النحلة بين مقاعد الطائرة مثل المجنون؟
ولماذا لا يكون لدى الخطوط بند تعويضات تصرف منه على مثل هذه الحالات وتحاسب من كان السبب فيها، وكيف ستدخل عصر الخصخصة وخدماتها لم تزل محل نقد مرير؟
mohammed.ahmad568@gmail.com