
الاتحاد الأوروبي يتطلع لتعزيز العلاقات التجارية مع إيران، وكأن الدنيا ضاقت عليهم بما رحبت، حيث صرح «فيل هوغان» المفوض الزراعي وتنمية القرى في الاتحاد الأوروبي خلال المؤتمر المشترك مع النائب الأول للرئيس الإيراني «إسحاق جهانغيري»، والذي عقد في طهران السبت 11 نوفمبر الجاري، أن إيران هي شريك «واقعي» للاتحاد الأوروبي يجب أن يحسب له حساباً خاصاً، وأن الاتحاد يسعى لفتح مكتب دائم له في طهران لمواكبة الاتفاقات المبرمة مع الجانب الإيراني وآلية تنفيذها، ورحب جهانغيري بذلك المقترح لأجل المزيد من التعاون التجاري بين الطرفين..
ذكرني هذا الخبر بقصيدة للإمام الشافعي يقول مطلعها:
وعينُ الرِّضا عن كلَّ عيبٍ كليلةٌ... وَلَكِنَّ عَينَ السُّخْطِ تُبْدي المَسَاوِيَا
حين اجتمع العالم على إدانة العراق بحجة امتلاكه أسلحة دمار شامل، فرضوا على شعبه حصارا تاريخيا لأكثر من عشر سنوات راح ضحيته مئات الآلاف من الأطفال والشيوخ، وكانوا يعلمون زيف اتهاماتهم التي كشفتها وثائقهم واعترافاتهم بعدها بسنوات، حينها لم يجرؤ أحد منهم على مد جسور التعاون التجاري مع العراق رغم معرفتهم بالحقيقة، وتلك كانت عين سخط كرست أكاذيب وجعلتها مساويا..
واليوم ورغم كل الدلائل والقرائن التي تثبت أن النظام الإيراني هو واحد من مصدري الإرهاب ومصادره حول العالم ومنذ الثورة الإيرانية عام 1979، إلا أن العالم الغربي والاتحاد الأوروبي يتغاضى عن هذه الحقيقة والتي يعلمها علم اليقين؟! وهذه هي عين الرضا الأوروبي والغربي والتي تجعلها عن كل العيوب كليلة بل وعمياء..
مخطئ من يصدق أن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى الاستثمارات أو التعاون التجاري مع إيران، وأن الاستثمار هو الهدف الأساسي وراء هذا التعاون، ولكنه مشروعهم التاريخي والذي أثبت فشله، وهو باطل متمسكون به وأخذتهم فيه العزة بالإثم، مشروعهم الذي طبّلوا له وبذلوا الكثير لأجله، بجناحيه الإخواني والإيراني، والذي هو الأصل والهدف الذي صنعت لأجله نظريات الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد، وكل ما رافقه من تداعيات وصولا إلى الاتفاق النووي 2015 والذي أعطى الشرعية الدولية للغزو الإيراني لأربع عواصم عربية..
كانت خلاصة الطريق الذي بدأه بوش الأب ومن بعده بوش «الصغير» وصولا إلى أوباما الذي حقق بنوده، وكرس فلسفته الفاشية والتي أنتجت أكبر موجة هجرة وتشريد جماعي شهده التاريخ، لقد كان ولا يزال هلوكست جديد تتضاءل أمامه أعداد ضحايا النازية الإيرانية، تلك الفلسفة الشريرة التي خرجوا بها علينا وعلى شعوبنا والتي آمن الغرب بها ودون استثناء، مع ترحيب روسي وصيني يعد حساب مكاسبه..
لقد آمنوا أن استقرار المنطقة أي البلاد العربية لا يستوي إلا من خلال فسح المجال لهيمنة دينية متشددة «إيران وجماعة الإخوان» وتوفير الغطاء لها لأجل القضاء على «النزعات القومية» كما وصفتها مراكز أبحاثهم، فهم لا يسعون وراء المكاسب التجارية مع إيران كهدف ولكن لتعزيز ودعم حليفهم الجديد والذي هيأوا له كل السبل وصبروا عليه طيلة سنوات..
* كاتب وباحث عراقي
rashid960@hotmail.com
ذكرني هذا الخبر بقصيدة للإمام الشافعي يقول مطلعها:
وعينُ الرِّضا عن كلَّ عيبٍ كليلةٌ... وَلَكِنَّ عَينَ السُّخْطِ تُبْدي المَسَاوِيَا
حين اجتمع العالم على إدانة العراق بحجة امتلاكه أسلحة دمار شامل، فرضوا على شعبه حصارا تاريخيا لأكثر من عشر سنوات راح ضحيته مئات الآلاف من الأطفال والشيوخ، وكانوا يعلمون زيف اتهاماتهم التي كشفتها وثائقهم واعترافاتهم بعدها بسنوات، حينها لم يجرؤ أحد منهم على مد جسور التعاون التجاري مع العراق رغم معرفتهم بالحقيقة، وتلك كانت عين سخط كرست أكاذيب وجعلتها مساويا..
واليوم ورغم كل الدلائل والقرائن التي تثبت أن النظام الإيراني هو واحد من مصدري الإرهاب ومصادره حول العالم ومنذ الثورة الإيرانية عام 1979، إلا أن العالم الغربي والاتحاد الأوروبي يتغاضى عن هذه الحقيقة والتي يعلمها علم اليقين؟! وهذه هي عين الرضا الأوروبي والغربي والتي تجعلها عن كل العيوب كليلة بل وعمياء..
مخطئ من يصدق أن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى الاستثمارات أو التعاون التجاري مع إيران، وأن الاستثمار هو الهدف الأساسي وراء هذا التعاون، ولكنه مشروعهم التاريخي والذي أثبت فشله، وهو باطل متمسكون به وأخذتهم فيه العزة بالإثم، مشروعهم الذي طبّلوا له وبذلوا الكثير لأجله، بجناحيه الإخواني والإيراني، والذي هو الأصل والهدف الذي صنعت لأجله نظريات الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد، وكل ما رافقه من تداعيات وصولا إلى الاتفاق النووي 2015 والذي أعطى الشرعية الدولية للغزو الإيراني لأربع عواصم عربية..
كانت خلاصة الطريق الذي بدأه بوش الأب ومن بعده بوش «الصغير» وصولا إلى أوباما الذي حقق بنوده، وكرس فلسفته الفاشية والتي أنتجت أكبر موجة هجرة وتشريد جماعي شهده التاريخ، لقد كان ولا يزال هلوكست جديد تتضاءل أمامه أعداد ضحايا النازية الإيرانية، تلك الفلسفة الشريرة التي خرجوا بها علينا وعلى شعوبنا والتي آمن الغرب بها ودون استثناء، مع ترحيب روسي وصيني يعد حساب مكاسبه..
لقد آمنوا أن استقرار المنطقة أي البلاد العربية لا يستوي إلا من خلال فسح المجال لهيمنة دينية متشددة «إيران وجماعة الإخوان» وتوفير الغطاء لها لأجل القضاء على «النزعات القومية» كما وصفتها مراكز أبحاثهم، فهم لا يسعون وراء المكاسب التجارية مع إيران كهدف ولكن لتعزيز ودعم حليفهم الجديد والذي هيأوا له كل السبل وصبروا عليه طيلة سنوات..
* كاتب وباحث عراقي
rashid960@hotmail.com