ما الذي يختلف فيه هذا الأمير الشاب محمد بن سلمان عن غيره من مسؤولي المنطقة، أو حتى عن زعماء مروا بالتاريخ الإنساني كنابليون بونابرت في فرنسا ومحمد علي باشا في مصر ولي كوان يو في سنغافورة وغيرهم من رجال وضعوا بصماتهم ونهضوا بأمتهم رغم كل الصعاب التي واجهوها.
السؤال الأهم لماذا يندفع أعداؤه لمحاربته بهذا الشكل المتطرف، ولماذا يشوهون صورته ويحرفون مشاريعه، الغريب أنهم يقولون في وسائل إعلامهم الرسمي والموازي، وفي حساباتهم وعلى لسان صحافييهم ومحلليهم: إن خططه وسياساته كلها خاطئة!
إذا كانت كما يقولون فلماذا يهاجمونه، إلا إذا كان يسير بوطنه في الطريق الصحيح، ولخوفهم الشديد من نجاحه يتبنون إعاقته بكل الصور والطرق.
يقود محمد بن سلمان ولي العهد مشروع نهضة سعوديا حقيقيا، ويهدف مشروعه - حسب الأدبيات التي أعلنها في برامج الرؤية والتحول الوطني - لإخراج السعوديين من أغنياء يقطنون صحراء الجزيرة العربية إلى صانعين لعالم أكثر رحابة وجمالا، حاملين معهم طموحا لا سقف له ومشاريع جريئة سباقة، وتراكما من التاريخ والمعرفة والثقافة والتراث كانت في خزائن صدورهم وصدور أجدادهم لسبعة آلاف سنة.
إنه مشروع نهضة سينقل السعودية والمنطقة إلى عالم جديد لم تختبره من قبل، يحمل كل معالم التغيير والتطوير والتمدين، من خلال استثمارات اقتصادية وثقافية وفنية ورياضية وتعليمية وإدارية وبناء فاعل للقوى الناعمة.
لكن الأمير يعلم يقينا أن أي نهضة مهما كانت صادقة وطموحة، تحمل في طياتها دائما مخاوف من المنافسين في منطقتها وممانعة من التغيير في داخلها، ولذلك تتوحد وتندفع كل القوى لمناهضتها ومحاولة إفشالها.
الكثير من أعداء السعودية وحتى بعض الأصدقاء يتمنون أن تكون المملكة مجرد حصالة مالية كبيرة تتجمع فيها الأموال ثم تتوزع على العالم عبر عقود ومشاريع وهبات.
الأمير محمد يفهم ذلك تماما ويريد تغيير وجه المملكة ودورها وقيمتها وأثرها في المنطقة والعالم، من دولة تعيش على عائدات النفط آخر النهار إلى دولة تصنع المستقبل، وهو يعلم أيضا أن ضوء الرياض إذا أشع سوف يحيل محيطها إلى فضاء متمدن.
المنافسون لديهم خشية حقيقية من نهضة سعودية ستدفعهم لمراتب أدنى، وهذا ما سيحدث تماما، لأن ذلك قدر المنطقة وسنن الحياة، فعندما أشعت المدينة المنورة قبل ألف وأربعمئة سنة اختفت تماما فارس والشام، وعندما أضاءت دمشق الأموية تراجعت كل العواصم الأخرى، وتحضر بغداد العباسية جلب لها المغول الذين أحرقوا مكاتبها ودمروها عندما ضعفت وتخلت عن نهضتها، وعندما أشرقت رياض عبد العزيز خفتت عواصم الثورات والانقلابات العربية.
الحرب التي تشن اليوم على محمد بن سلمان هي حرب على المملكة العربية السعودية بكاملها، شعبا ووطنا، وهي حرب وجود لا حرب إعاقة لمشروع النهضة وتكبيله فقط، وتعدد المنخرطين في الحرب يذكرنا بكل مشاريع النهضة التي قاومتها قوى معادية في التاريخ الإنساني.
ولحماية ذلك «الحلم السعودي» لا بد من بناء دولة قوية مقاتلة توسع مجالها الحيوي الإقليمي، بدءا من كابول شرقا مرورا بطهران إلى وسط أفريقيا غربا، ومن أرمينيا شمالا إلى الصومال جنوبا.
ويمكن تقسيم المنخرطين في مشروع الحرب الكبرى التي تواجهها المملكة للتالي..
أولا.. منافسون في الإقليم، وهم قوى أعجمية في أغلبهم، يعيشون على تخوم الشرق، هؤلاء يؤمنون أنه في حال أشعت الرياض وتطورت ونهضت فهو سيكون على حسابهم وهم إسطنبول وأديس أبابا وتل أبيب.
ثانيا.. أعداء حقيقيون يمثلهم حلف الفجار إيران وقطر والإخوان المسلمين، وهؤلاء يتبنون مشروع إسقاط الدولة السعودية وتشويه صورتها، ويعتقدون أن بقاءهم في المنطقة مرهون بإزالة الحكم السعودي وتدميره، ولنتذكر فقط أن الإخوان أعداء لنا منذ رفض الملك عبدالعزيز الموافقة على مشروع حسن البنا الحزبي عند استقباله في موسم حج 1936، وإيران منذ ثورتها المشؤومة عام 1979، كون الرياض هي الممثل الإسلامي الأهم في العالم، وقطر منذ انقلاب حمد على أبيه ولجوء الأب للمملكة هربا من بطش ابنه.
ثالثا.. قوى عظمى تتمثل في أحزاب وتيارات فكرية ودول تعتقد أن السعودية القوية المتحضرة هي عائق كبير في طريقهم للاستحواذ على المنطقة وإعادة تشكيلها لصالحهم.
رابعا.. رجيع تيارات القومجية واليسار العربية التي لا تزال تقتات على ذكريات رومانسية قديمة أكل عليها الدهر وشرب، وتتذكر بحسرة تقدمها على أبناء السعودية خلال قرون السبات العميق للجزيرة، يحركهم حسدهم وضغينتهم على المملكة الغنية، وكلما تقدمت الرياض وازدهرت ازداد كرههم وحسدهم.
خلاصة الأمر، أنه لا مجال للتراجع عن مشروع «النهضة السعودي»، الذي يدير حلمه الأمير محمد بن سلمان، ليس لأن ذلك خيار من الخيارات، بل لأنه الطريق الوحيد لحماية مستقبل وحاضر «الأمة السعودية» منذ الدولة الأولى والثانية والثالثة، وأخيرا الرابعة التي تتخلق حاليا في المنطقة.
m.assaaed@gmail.com
السؤال الأهم لماذا يندفع أعداؤه لمحاربته بهذا الشكل المتطرف، ولماذا يشوهون صورته ويحرفون مشاريعه، الغريب أنهم يقولون في وسائل إعلامهم الرسمي والموازي، وفي حساباتهم وعلى لسان صحافييهم ومحلليهم: إن خططه وسياساته كلها خاطئة!
إذا كانت كما يقولون فلماذا يهاجمونه، إلا إذا كان يسير بوطنه في الطريق الصحيح، ولخوفهم الشديد من نجاحه يتبنون إعاقته بكل الصور والطرق.
يقود محمد بن سلمان ولي العهد مشروع نهضة سعوديا حقيقيا، ويهدف مشروعه - حسب الأدبيات التي أعلنها في برامج الرؤية والتحول الوطني - لإخراج السعوديين من أغنياء يقطنون صحراء الجزيرة العربية إلى صانعين لعالم أكثر رحابة وجمالا، حاملين معهم طموحا لا سقف له ومشاريع جريئة سباقة، وتراكما من التاريخ والمعرفة والثقافة والتراث كانت في خزائن صدورهم وصدور أجدادهم لسبعة آلاف سنة.
إنه مشروع نهضة سينقل السعودية والمنطقة إلى عالم جديد لم تختبره من قبل، يحمل كل معالم التغيير والتطوير والتمدين، من خلال استثمارات اقتصادية وثقافية وفنية ورياضية وتعليمية وإدارية وبناء فاعل للقوى الناعمة.
لكن الأمير يعلم يقينا أن أي نهضة مهما كانت صادقة وطموحة، تحمل في طياتها دائما مخاوف من المنافسين في منطقتها وممانعة من التغيير في داخلها، ولذلك تتوحد وتندفع كل القوى لمناهضتها ومحاولة إفشالها.
الكثير من أعداء السعودية وحتى بعض الأصدقاء يتمنون أن تكون المملكة مجرد حصالة مالية كبيرة تتجمع فيها الأموال ثم تتوزع على العالم عبر عقود ومشاريع وهبات.
الأمير محمد يفهم ذلك تماما ويريد تغيير وجه المملكة ودورها وقيمتها وأثرها في المنطقة والعالم، من دولة تعيش على عائدات النفط آخر النهار إلى دولة تصنع المستقبل، وهو يعلم أيضا أن ضوء الرياض إذا أشع سوف يحيل محيطها إلى فضاء متمدن.
المنافسون لديهم خشية حقيقية من نهضة سعودية ستدفعهم لمراتب أدنى، وهذا ما سيحدث تماما، لأن ذلك قدر المنطقة وسنن الحياة، فعندما أشعت المدينة المنورة قبل ألف وأربعمئة سنة اختفت تماما فارس والشام، وعندما أضاءت دمشق الأموية تراجعت كل العواصم الأخرى، وتحضر بغداد العباسية جلب لها المغول الذين أحرقوا مكاتبها ودمروها عندما ضعفت وتخلت عن نهضتها، وعندما أشرقت رياض عبد العزيز خفتت عواصم الثورات والانقلابات العربية.
الحرب التي تشن اليوم على محمد بن سلمان هي حرب على المملكة العربية السعودية بكاملها، شعبا ووطنا، وهي حرب وجود لا حرب إعاقة لمشروع النهضة وتكبيله فقط، وتعدد المنخرطين في الحرب يذكرنا بكل مشاريع النهضة التي قاومتها قوى معادية في التاريخ الإنساني.
ولحماية ذلك «الحلم السعودي» لا بد من بناء دولة قوية مقاتلة توسع مجالها الحيوي الإقليمي، بدءا من كابول شرقا مرورا بطهران إلى وسط أفريقيا غربا، ومن أرمينيا شمالا إلى الصومال جنوبا.
ويمكن تقسيم المنخرطين في مشروع الحرب الكبرى التي تواجهها المملكة للتالي..
أولا.. منافسون في الإقليم، وهم قوى أعجمية في أغلبهم، يعيشون على تخوم الشرق، هؤلاء يؤمنون أنه في حال أشعت الرياض وتطورت ونهضت فهو سيكون على حسابهم وهم إسطنبول وأديس أبابا وتل أبيب.
ثانيا.. أعداء حقيقيون يمثلهم حلف الفجار إيران وقطر والإخوان المسلمين، وهؤلاء يتبنون مشروع إسقاط الدولة السعودية وتشويه صورتها، ويعتقدون أن بقاءهم في المنطقة مرهون بإزالة الحكم السعودي وتدميره، ولنتذكر فقط أن الإخوان أعداء لنا منذ رفض الملك عبدالعزيز الموافقة على مشروع حسن البنا الحزبي عند استقباله في موسم حج 1936، وإيران منذ ثورتها المشؤومة عام 1979، كون الرياض هي الممثل الإسلامي الأهم في العالم، وقطر منذ انقلاب حمد على أبيه ولجوء الأب للمملكة هربا من بطش ابنه.
ثالثا.. قوى عظمى تتمثل في أحزاب وتيارات فكرية ودول تعتقد أن السعودية القوية المتحضرة هي عائق كبير في طريقهم للاستحواذ على المنطقة وإعادة تشكيلها لصالحهم.
رابعا.. رجيع تيارات القومجية واليسار العربية التي لا تزال تقتات على ذكريات رومانسية قديمة أكل عليها الدهر وشرب، وتتذكر بحسرة تقدمها على أبناء السعودية خلال قرون السبات العميق للجزيرة، يحركهم حسدهم وضغينتهم على المملكة الغنية، وكلما تقدمت الرياض وازدهرت ازداد كرههم وحسدهم.
خلاصة الأمر، أنه لا مجال للتراجع عن مشروع «النهضة السعودي»، الذي يدير حلمه الأمير محمد بن سلمان، ليس لأن ذلك خيار من الخيارات، بل لأنه الطريق الوحيد لحماية مستقبل وحاضر «الأمة السعودية» منذ الدولة الأولى والثانية والثالثة، وأخيرا الرابعة التي تتخلق حاليا في المنطقة.
m.assaaed@gmail.com