لم يكن التحالف بين الرئيس السابق علي عبدالله صالح والحوثيين تحالفا طبيعيا، ولا كان كما يفسره البعض بقصر نظر تحالف تحركه الطائفة، بل كان تحالفا تحكمه المصلحة السياسية، في ظل رؤية الطرفين لضعف في الحكم وفرصة لالتهام المدن اليمنية عسكريا.
بالطبع مصالح الطرفين تحركت في محيط مصالح دول أخرى، يهمها أن تستهدف السعودية من حديقتها الخلفية، وتحديدا إيران وقطر، حيث كانت إيران تقدم الدعم العسكري والتدريب للعديد من العناصر، سواء داخل إيران أو في مناطق في أفريقيا، وكانت قطر تقدم الدعم المالي للحوثيين، ومنحت قياديين وثائق سفر قطرية، ليسهل تنقلهم بين دول الخليج.
ولعل هذا كان واضحا بعد دخول الحوثيين صنعاء في سبتمبر 2014، حيث بدأت مباشرة الخطوط الإيرانية «ماهان إير» بتسيير 14 رحلة أسبوعيا، وبالطبع لم تكن هذه الرحلات تنقل السجاد العجمي، ثم خرج حيدر مصلحي وزير الاستخبارات الإيراني في حكومة أحمدي نجاد، بالقول إن إيران باتت تسيطر على أربع عواصم عربية.
لكن الصدمة التي سببها خروج الرئيس هادي من تحت الحصار، ووصوله إلى المملكة العربية السعودية، وطلبه إنقاذ الشرعية بعد الانقلاب، والذي أدى إلى عاصفة الحزم، كأول تحالف عربي ينتفض لنجدة بلد عربي أريد له أن يكون محافظة إيرانية.
منذ انطلاق عاصفة الحزم حتى اليوم، ما الذي تغير حتى يسقط هذا التحالف بين الحوثيين وصالح، وحتى يتغير خطاب صالح تجاه دول التحالف وتحديدا السعودية؟
الواقع أن هناك تغيرات داخلية وخارجية، أما التغيرات الداخلية فهي انتفاء المصلحة الموجودة من التحالف مع الحوثيين، وتحول الحوثيين إلى تهديد حقيقي على حياته وعلى أسرته، فقد كان يروج الحوثيون إعلاميا إلى أنهم هم الطرف الأقوى في هذا الحلف، وأن قوة صالح تتآكل، وهذا صحيح على مستوى الشكل، حيث كانوا يتدخلون في كل مناطق نفوذه السياسية والإعلامية.
وحين تشكل المجلس السياسي الذي أقاموه بعد فشل مفاوضات الكويت، وتم تقسيم الوزارات مناصفة بين الحوثيين وصالح، كان الحوثيون واقعيا يتواجدون في وزارات صالح ويديرون وزاراتهم، والأسوأ أنهم لم يكونوا يوما رجال سياسة، وبالتالي كانوا ينهبون الوزارات ويديرونها بعقلية الميليشيات، وهذه نفس الطريقة التي يدار بها الحرس الثوري داخل إيران، حيث توكل لهم مشاريع إنشائية وميزانيات اقتصادية يتم نهبها بدون إنتاجية.
حين خرج الرئيس صالح في ميدان السبعين قبل ثلاثة أشهر، في الذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيس حزب المؤتمر الشعبي، أزعج الحوثيين كثيرا هذا الجمع، وفهم الحوثيون رسالته التي تقول «سأبقى رقما صعبا»، ومنذ ذلك اليوم بدأ افتعال الحوثيين لاشتباكات مع أنصار صالح، واستهداف حياة القريبين منه، وصولا إلى طلب الحوثيين الاحتفال بالمولد النبوي بالقرب من مناطق صالح، والذي تحول لاشتباكات مع الأمن، وعندها تحرك صالح بالتعاون مع القبائل في حزام صنعاء للقضاء على الوجود الحوثي في صنعاء، الذي يمثل هزيمة حقيقية للحوثيين، حتى لو بقوا في مناطق أخرى.
القيادة السعودية يبدو أن إستراتيجيتها في تبريد المشكلات، وتحويل الزمن لعامل ضغط على الخصم أتت أكلها، سواء في المشهد اليمني، أو في الأزمة مع قطر، حيث اتضح أن هذه الإستراتيجية تنضج الحل أكثر.
وبالحديث عن قطر التي سعت للتوسط بين الحوثيين وصالح، وما يمثله هذا التصرف من حماقة سياسية، تنضم لممارسات كثيرة قامت بها قطر لتؤكد جميع ما نفته عن نفسها، إضافة إلى تحول الجزيرة لفرع من قناة المسيرة، ولم يبق إلا أن تستبدل شعار «الرأي.. والرأي الآخر»، إلى الصرخة الحوثية «الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل».
صالح كرجل سياسة يبدو أنه قرأ المشهد الإقليمي جيدا، وكيف تعاملت السعودية بكل صرامة مع قطر، وكيف تحركت الجامعة العربية لتصنيف حزب الله حزبا إرهابيا، وبالطبع كان إعلان السعودية لقائمة مطلوبين من أربعين شخصا من الحوثيين، على رأسها عبدالملك الحوثي، وخالية من أي شخص من المؤتمر، رسالة تلقفها بشكل جيد.
صالح كان بين خيارين، إما أن يبقى في تحالف مع الحوثيين، يجعل استهداف حياته مسألة وقت، أو أن يتحرك بمعاونة القبائل للقضاء على التواجد الحوثي في صنعاء، ويصل في الطريق إلى نقطة التقاء مع الشرعية ودول الجوار، وهذا يشترط أن تكون هذه المعركة هي السابعة والأخيرة مع الحوثيين؛ بمعنى القضاء تماما على النفوذ الإيراني في اليمن.
بالطبع مصالح الطرفين تحركت في محيط مصالح دول أخرى، يهمها أن تستهدف السعودية من حديقتها الخلفية، وتحديدا إيران وقطر، حيث كانت إيران تقدم الدعم العسكري والتدريب للعديد من العناصر، سواء داخل إيران أو في مناطق في أفريقيا، وكانت قطر تقدم الدعم المالي للحوثيين، ومنحت قياديين وثائق سفر قطرية، ليسهل تنقلهم بين دول الخليج.
ولعل هذا كان واضحا بعد دخول الحوثيين صنعاء في سبتمبر 2014، حيث بدأت مباشرة الخطوط الإيرانية «ماهان إير» بتسيير 14 رحلة أسبوعيا، وبالطبع لم تكن هذه الرحلات تنقل السجاد العجمي، ثم خرج حيدر مصلحي وزير الاستخبارات الإيراني في حكومة أحمدي نجاد، بالقول إن إيران باتت تسيطر على أربع عواصم عربية.
لكن الصدمة التي سببها خروج الرئيس هادي من تحت الحصار، ووصوله إلى المملكة العربية السعودية، وطلبه إنقاذ الشرعية بعد الانقلاب، والذي أدى إلى عاصفة الحزم، كأول تحالف عربي ينتفض لنجدة بلد عربي أريد له أن يكون محافظة إيرانية.
منذ انطلاق عاصفة الحزم حتى اليوم، ما الذي تغير حتى يسقط هذا التحالف بين الحوثيين وصالح، وحتى يتغير خطاب صالح تجاه دول التحالف وتحديدا السعودية؟
الواقع أن هناك تغيرات داخلية وخارجية، أما التغيرات الداخلية فهي انتفاء المصلحة الموجودة من التحالف مع الحوثيين، وتحول الحوثيين إلى تهديد حقيقي على حياته وعلى أسرته، فقد كان يروج الحوثيون إعلاميا إلى أنهم هم الطرف الأقوى في هذا الحلف، وأن قوة صالح تتآكل، وهذا صحيح على مستوى الشكل، حيث كانوا يتدخلون في كل مناطق نفوذه السياسية والإعلامية.
وحين تشكل المجلس السياسي الذي أقاموه بعد فشل مفاوضات الكويت، وتم تقسيم الوزارات مناصفة بين الحوثيين وصالح، كان الحوثيون واقعيا يتواجدون في وزارات صالح ويديرون وزاراتهم، والأسوأ أنهم لم يكونوا يوما رجال سياسة، وبالتالي كانوا ينهبون الوزارات ويديرونها بعقلية الميليشيات، وهذه نفس الطريقة التي يدار بها الحرس الثوري داخل إيران، حيث توكل لهم مشاريع إنشائية وميزانيات اقتصادية يتم نهبها بدون إنتاجية.
حين خرج الرئيس صالح في ميدان السبعين قبل ثلاثة أشهر، في الذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيس حزب المؤتمر الشعبي، أزعج الحوثيين كثيرا هذا الجمع، وفهم الحوثيون رسالته التي تقول «سأبقى رقما صعبا»، ومنذ ذلك اليوم بدأ افتعال الحوثيين لاشتباكات مع أنصار صالح، واستهداف حياة القريبين منه، وصولا إلى طلب الحوثيين الاحتفال بالمولد النبوي بالقرب من مناطق صالح، والذي تحول لاشتباكات مع الأمن، وعندها تحرك صالح بالتعاون مع القبائل في حزام صنعاء للقضاء على الوجود الحوثي في صنعاء، الذي يمثل هزيمة حقيقية للحوثيين، حتى لو بقوا في مناطق أخرى.
القيادة السعودية يبدو أن إستراتيجيتها في تبريد المشكلات، وتحويل الزمن لعامل ضغط على الخصم أتت أكلها، سواء في المشهد اليمني، أو في الأزمة مع قطر، حيث اتضح أن هذه الإستراتيجية تنضج الحل أكثر.
وبالحديث عن قطر التي سعت للتوسط بين الحوثيين وصالح، وما يمثله هذا التصرف من حماقة سياسية، تنضم لممارسات كثيرة قامت بها قطر لتؤكد جميع ما نفته عن نفسها، إضافة إلى تحول الجزيرة لفرع من قناة المسيرة، ولم يبق إلا أن تستبدل شعار «الرأي.. والرأي الآخر»، إلى الصرخة الحوثية «الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل».
صالح كرجل سياسة يبدو أنه قرأ المشهد الإقليمي جيدا، وكيف تعاملت السعودية بكل صرامة مع قطر، وكيف تحركت الجامعة العربية لتصنيف حزب الله حزبا إرهابيا، وبالطبع كان إعلان السعودية لقائمة مطلوبين من أربعين شخصا من الحوثيين، على رأسها عبدالملك الحوثي، وخالية من أي شخص من المؤتمر، رسالة تلقفها بشكل جيد.
صالح كان بين خيارين، إما أن يبقى في تحالف مع الحوثيين، يجعل استهداف حياته مسألة وقت، أو أن يتحرك بمعاونة القبائل للقضاء على التواجد الحوثي في صنعاء، ويصل في الطريق إلى نقطة التقاء مع الشرعية ودول الجوار، وهذا يشترط أن تكون هذه المعركة هي السابعة والأخيرة مع الحوثيين؛ بمعنى القضاء تماما على النفوذ الإيراني في اليمن.