قبل عام تقريبا كتبت مقالاً بعنوان «عادت أمريكا عظيمة مجددا»، ولم يرق العنوان للبعض، خصوصا من توقفوا عند العنوان، والواقع أن عنوان المقال هو شعار حملة الرئيس دونالد ترمب، وليس ترحيبا بفوزه.
اليوم مع اتخاذ الرئيس ترمب قرار نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس، مما يعني ضمنا الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، يأتي إلى الذهن سؤال عن أمريكا القوية التي كان ينشدها، وهل كان الرئيس الأول الذي يرغب في نقل السفارة إلى القدس.
عمليا، هذه كانت رغبة لدى كثير من الرؤساء الأمريكيين، لكن لم يكن أحد منهم يجرؤ على قرار كهذا؛ لأن هذا القرار يحمل شبه إجماع عالمي على رفضه، بما يتجاوز الرفض العربي والإسلامي للقرار، فكل دول العالم تقريبا تعترف بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين، وليس أدل على ذلك من تصويت 14 دولة في مجلس الأمن ضد قرار القدس، مما يعني أن الولايات المتحدة وحدها أيدت قرارها.
عربيا، كان هناك عدة عوامل دفعت صانع القرار لعدم توقع غضب عربي كبير، بالطبع لا أقصد مظاهرات حرق الأعلام والصور، فهذه ظهرت في أمريكا نفسها بعد فوز الرئيس ترمب، لكن السياسيين يعلمون أنها في الغالب كعود الثقاب ما يلبث أن ينطفئ.
لكن ما أقصده بالغضب هو غضب الفلسطينيين أولا والعرب ثانيا، فالفلسطينيون بتفرقهم منذ 2005 دفعوا الإسرائيليين للقول في كل محفل إن الفلسطينيين ليسوا دعاة سلام، وكلمتهم غير موحدة، بل إن حماس في غزة لا تعترف بحق إسرائيل، مما يسقط مفاوضات السلام قبل بدايتها.
هذا على المستوى الرسمي، لكن فعليا يعلم الجميع أن القرار في غزة ليس قرارا فلسطينيا، بل هو قرار إيراني بامتياز، ولأن اللحظة غير مناسبة بالنسبة للمصالح الإيرانية، فلم توجه بإطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل، رغم أن الأسبوع الماضي شهد ضربات جوية للطيران الإسرائيلي على عدة أهداف إيرانية في سورية.
ولا أعلم إن كان هناك سلاح مقاومة لإسرائيل، فمتى يتحرك إن لم يتحرك حين تؤكد إسرائيل احتلالها للقدس الذي حدث فعليا في 1967، بالطبع هذا لم يحدث من حزب الله، الذي تحدث عن تسليحه لحماس ناهيك عن سلاح الحزب، والذي ينشغل بقتال إسرائيل في القصير وحلب وحمص، والأخيرة كان عناصر حزب الله ينحرون فيها الأطفال الخدج، وخرج أحد منظريّ الحزب ليبرر هذا العمل بوصفه قتلا لأحفاد يزيد الذين لو كبروا لقتلونا.
هذا الحزب الذي هلل له البعض في 2006 حين افتعل حربا مع إسرائيل لتقليل الضغط الدولي على سلاحه، على اعتبار أن عدو عدوي صديقي، وانشغلت العاطفة بذلك، عن السعي لفهم سبب الحرب، لكن السعودية كانت من الشجاعة بأن تقول إنها «مغامرة»، بشكل لا يتطابق مع الظواهر الصوتية.
وفي الحبة التالية من المسباح العجمي، يأتي الحوثيون أصحاب الشعار الشهير «الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل»، وهم بلا شك يسعون بشكل حثيث لتحرير القدس، بدءا من صعدة باتجاه عمران وصولا إلى صنعاء، ويعملون على محاور أخرى كتعز والحديدة، وقد شهد الأسبوع الماضي اغتيال أكثر من 1500 شخص في صنعاء على أقل تقدير من ضمنهم الرئيس الراحل صالح.
بل إن الحوثيين من شدة إخلاصهم للقضية الفلسطينية، سمحوا بنقل يهود من صعدة على متن طائرة قطرية إلى تل أبيب، مرورا بالدوحة بطبيعة الحال، أما قطر فلا يتجاوز دورها أكثر من كونها خزنة ومذياعا للمشروع الإيراني.
هذه الجوقة من الظواهر الصوتية، لم يهمها ولن يهمها ما يحدث للقدس، كل ما يهمها أن يقتنصوا أي مناسبة للنيل من المملكة، لعدة أسباب أهمها أنها من تصدى لكل مشاريع التوسع في المنطقة، والتي أرادت أن تفرش سجادها على حطام الربيع العربي.
الرئيس ترمب في نهاية الأمر هو رئيس الولايات المتحدة، ويهمه مصالحها ومصالحه الشخصية بالطبع، والتي قد تدفعه لاتخاذ قرارات مدوية، تزامنا مع التحقيقات التي يجريها المدعي الخاص روبرت مولر حول التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية.
لكن الواقع العربي يقول إننا لو أدركنا جميعا الخطر الإيراني بنفس الدرجة، وعرفنا أن مشروع التمدد الإيراني لا يملك خط نهاية إلا بالتصدي له، وأن مشروع الإخوان المسلمين كإسلام سياسي يماثل النظام الحاكم في إيران، ومن خلفه قطر وتركيا ودعمته الإدارة الأمريكية السابقة، هو خطر على الشعوب بنفس الدرجة، وهدفه كان أن يحرق الزيت والسكر على موائد الخريف العربي.
حين ندرك الخطر الموجود من هذين المشروعين، ونتعلم من دروس الربيع العربي، ونعمل معا للتصدي لهذه الأخطار، حينها ستتردد إسرائيل عن هكذا قرار قبل أمريكا، وسيعود العرب أمة عظيمة مجددا.
اليوم مع اتخاذ الرئيس ترمب قرار نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس، مما يعني ضمنا الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، يأتي إلى الذهن سؤال عن أمريكا القوية التي كان ينشدها، وهل كان الرئيس الأول الذي يرغب في نقل السفارة إلى القدس.
عمليا، هذه كانت رغبة لدى كثير من الرؤساء الأمريكيين، لكن لم يكن أحد منهم يجرؤ على قرار كهذا؛ لأن هذا القرار يحمل شبه إجماع عالمي على رفضه، بما يتجاوز الرفض العربي والإسلامي للقرار، فكل دول العالم تقريبا تعترف بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين، وليس أدل على ذلك من تصويت 14 دولة في مجلس الأمن ضد قرار القدس، مما يعني أن الولايات المتحدة وحدها أيدت قرارها.
عربيا، كان هناك عدة عوامل دفعت صانع القرار لعدم توقع غضب عربي كبير، بالطبع لا أقصد مظاهرات حرق الأعلام والصور، فهذه ظهرت في أمريكا نفسها بعد فوز الرئيس ترمب، لكن السياسيين يعلمون أنها في الغالب كعود الثقاب ما يلبث أن ينطفئ.
لكن ما أقصده بالغضب هو غضب الفلسطينيين أولا والعرب ثانيا، فالفلسطينيون بتفرقهم منذ 2005 دفعوا الإسرائيليين للقول في كل محفل إن الفلسطينيين ليسوا دعاة سلام، وكلمتهم غير موحدة، بل إن حماس في غزة لا تعترف بحق إسرائيل، مما يسقط مفاوضات السلام قبل بدايتها.
هذا على المستوى الرسمي، لكن فعليا يعلم الجميع أن القرار في غزة ليس قرارا فلسطينيا، بل هو قرار إيراني بامتياز، ولأن اللحظة غير مناسبة بالنسبة للمصالح الإيرانية، فلم توجه بإطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل، رغم أن الأسبوع الماضي شهد ضربات جوية للطيران الإسرائيلي على عدة أهداف إيرانية في سورية.
ولا أعلم إن كان هناك سلاح مقاومة لإسرائيل، فمتى يتحرك إن لم يتحرك حين تؤكد إسرائيل احتلالها للقدس الذي حدث فعليا في 1967، بالطبع هذا لم يحدث من حزب الله، الذي تحدث عن تسليحه لحماس ناهيك عن سلاح الحزب، والذي ينشغل بقتال إسرائيل في القصير وحلب وحمص، والأخيرة كان عناصر حزب الله ينحرون فيها الأطفال الخدج، وخرج أحد منظريّ الحزب ليبرر هذا العمل بوصفه قتلا لأحفاد يزيد الذين لو كبروا لقتلونا.
هذا الحزب الذي هلل له البعض في 2006 حين افتعل حربا مع إسرائيل لتقليل الضغط الدولي على سلاحه، على اعتبار أن عدو عدوي صديقي، وانشغلت العاطفة بذلك، عن السعي لفهم سبب الحرب، لكن السعودية كانت من الشجاعة بأن تقول إنها «مغامرة»، بشكل لا يتطابق مع الظواهر الصوتية.
وفي الحبة التالية من المسباح العجمي، يأتي الحوثيون أصحاب الشعار الشهير «الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل»، وهم بلا شك يسعون بشكل حثيث لتحرير القدس، بدءا من صعدة باتجاه عمران وصولا إلى صنعاء، ويعملون على محاور أخرى كتعز والحديدة، وقد شهد الأسبوع الماضي اغتيال أكثر من 1500 شخص في صنعاء على أقل تقدير من ضمنهم الرئيس الراحل صالح.
بل إن الحوثيين من شدة إخلاصهم للقضية الفلسطينية، سمحوا بنقل يهود من صعدة على متن طائرة قطرية إلى تل أبيب، مرورا بالدوحة بطبيعة الحال، أما قطر فلا يتجاوز دورها أكثر من كونها خزنة ومذياعا للمشروع الإيراني.
هذه الجوقة من الظواهر الصوتية، لم يهمها ولن يهمها ما يحدث للقدس، كل ما يهمها أن يقتنصوا أي مناسبة للنيل من المملكة، لعدة أسباب أهمها أنها من تصدى لكل مشاريع التوسع في المنطقة، والتي أرادت أن تفرش سجادها على حطام الربيع العربي.
الرئيس ترمب في نهاية الأمر هو رئيس الولايات المتحدة، ويهمه مصالحها ومصالحه الشخصية بالطبع، والتي قد تدفعه لاتخاذ قرارات مدوية، تزامنا مع التحقيقات التي يجريها المدعي الخاص روبرت مولر حول التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية.
لكن الواقع العربي يقول إننا لو أدركنا جميعا الخطر الإيراني بنفس الدرجة، وعرفنا أن مشروع التمدد الإيراني لا يملك خط نهاية إلا بالتصدي له، وأن مشروع الإخوان المسلمين كإسلام سياسي يماثل النظام الحاكم في إيران، ومن خلفه قطر وتركيا ودعمته الإدارة الأمريكية السابقة، هو خطر على الشعوب بنفس الدرجة، وهدفه كان أن يحرق الزيت والسكر على موائد الخريف العربي.
حين ندرك الخطر الموجود من هذين المشروعين، ونتعلم من دروس الربيع العربي، ونعمل معا للتصدي لهذه الأخطار، حينها ستتردد إسرائيل عن هكذا قرار قبل أمريكا، وسيعود العرب أمة عظيمة مجددا.