باتت الدول تتسابق إلى احتلال ساحة تويتر، بعد أن تحولت إلى ساحة قتال تستخدم فيها أساليب كيدية شديدة الفتك، وصارت الدول تتبارى في إنفاق الأموال وتجنيد الجند لينفثوا سمومهم عبر تغريدات ترجو النصر عبر العالم الافتراضي.
هنا سأكتفي بالحديث عن دور إسرئيل الخبيث في هذه الساحة، فإسرائيل في سعيها نحو تحقيق أطماعها التوسعية وأحلامها التسلطية، تحارب على كل الجبهات، وتستخدم كل أنواع الأسلحة التي يمكن أن تحصل عليها وليس الأسلحة العسكرية فقط، تستخدم الاقتصاد والإعلام والدسائس والكيد، لا تترك سلاحا ترى فيه نفعا لها إلا استخدمته، لهذا من المتوقع أن تكون ساحة تويتر أحد مواقع إسرائيل المفضلة لتمارس فوقها مكائدها الإجرامية، تعمل فيها بخفاء ومكر سياسي بالغ الدهاء.
فإسرائيل التي من أبرز أهدافها، أن تخفف عن كاهلها ضغط المقاومة الفلسطينية، وأن تنهي المقاطعة العربية التي تحرمها من مكاسب مادية يسيل لها لعابها، تدري أن ما من سبيل إلى ذلك، سوى أن يكره العرب الفلسطينيين، فيتخلون عن دعمهم والتعاون معهم ضدها، فوجدت في تويتر السلاح الذي يمكنها من ذلك.
حولت تويتر إلى ساحة كيد، غايتها تشويه صورة الفلسطينيين وزرع الكراهية لهم في قلوب إخوانهم العرب. أخذت تطلق أفاعيها المسمومة لتتسلل بنعومة تنفث سمها الفتاك يمينا وشمالا بدون أن يلحظها أحد. من ذلك مقطع فيديو يظهر فيه بدو فلسطينيون يزورون أسرة شارون للتعزية في وفاته، يترحمون عليه ويطرون أعماله. ومقطع آخر يصور فتاة فلسطينية تعمل في الجيش الإسرائيلي، ومقطع ثالث يصور إمام مسجد فلسطيني يهاجم المملكة في خطبته، وغيرها من المقاطع، التي تحتمل الصدق وتحتمل التزييف والتلفيق، إلا أنها لا بد أن تترك أثرا سلبيا ضد الفلسطينيين في نفس المشاهد العربي.
وإلى جانب المقاطع المسيئة للفلسطينيين، هناك مئات التغريدات التي تحمل تشويها لصورتهم وتشكيكا في وطنيتهم وإخلاصهم، كالقول إنهم يعملون في الجيش الإسرائيلي وإن منهم من يتعاون مع الموساد، وإن زعماءهم وقادتهم يتشاركون مع إسرائيل في شركات تعمير، وغير ذلك مما يتضمن تصوير المواطن الفلسطيني كإنسان حقير خائن لبلده متعاون مع إسرائيل، فتتشكل له في أذهان الشباب العربي صورة قبيحة، تنفر من التعاون معه أو حتى مجرد التعاطف.
من الواضح في كثير مما يبث ويتناقل على تويتر من أشكال التحامل على الفلسطينيين، أن غايته زراعة الكره للفلسطينيين وتشويه صورتهم والتشجيع على التخلي عنهم وعدم مد اليد لهم. وللأسف الشديد أن إسرائيل نجحت في هذه الغاية، وتمكنت من توجيه دفة (شعب تويتر) نحو النفور من الفلسطينيين، ومن ثم التهوين من شأن اعتراف أمريكا بالقدس عاصمة لإسرائيل، فأخذ بعض المغردين العرب يدونون عبارات تسخر من الذين يطالبون بمهاجمة الاعتراف الأمريكي عبر تويتر، وتصفهم بالنفاق والكذب، كما ظهرت تغريدات أخرى تتهم بعض الدول التي تهاجم إسرائيل بأنها تفعل ذلك لتحقق لنفسها أطماعا تنشدها في المنطقة، وبلغ الأمر أقصاه بعزف نغمة جديدة تهدف إلى إنكار حق العرب في القدس، كالتغريدة الخطيرة التي تقول إن (القدس لم تكن إسلامية قبل الغزو والسبي الإسلامي الأموي، وبتعبير أصح قبل الاحتلال الإسلامي). إني لا أشك أن الغاية من نشر تغريدة كهذه، هي غسل الأدمغة الشابة بإيهامها أن الحق في القدس هو لإسرائيل وأن المسلمين ليسوا سوى غزاة محتلين!
كم نحن في حاجة إلى حملة توعية واسعة لشبابنا المسلم والعربي، تنبههم إلى ما يحيط بهم من خطر تلك الأفاعي قبل أن تفتك بهم سمومها.
azman3075@gmail.com
هنا سأكتفي بالحديث عن دور إسرئيل الخبيث في هذه الساحة، فإسرائيل في سعيها نحو تحقيق أطماعها التوسعية وأحلامها التسلطية، تحارب على كل الجبهات، وتستخدم كل أنواع الأسلحة التي يمكن أن تحصل عليها وليس الأسلحة العسكرية فقط، تستخدم الاقتصاد والإعلام والدسائس والكيد، لا تترك سلاحا ترى فيه نفعا لها إلا استخدمته، لهذا من المتوقع أن تكون ساحة تويتر أحد مواقع إسرائيل المفضلة لتمارس فوقها مكائدها الإجرامية، تعمل فيها بخفاء ومكر سياسي بالغ الدهاء.
فإسرائيل التي من أبرز أهدافها، أن تخفف عن كاهلها ضغط المقاومة الفلسطينية، وأن تنهي المقاطعة العربية التي تحرمها من مكاسب مادية يسيل لها لعابها، تدري أن ما من سبيل إلى ذلك، سوى أن يكره العرب الفلسطينيين، فيتخلون عن دعمهم والتعاون معهم ضدها، فوجدت في تويتر السلاح الذي يمكنها من ذلك.
حولت تويتر إلى ساحة كيد، غايتها تشويه صورة الفلسطينيين وزرع الكراهية لهم في قلوب إخوانهم العرب. أخذت تطلق أفاعيها المسمومة لتتسلل بنعومة تنفث سمها الفتاك يمينا وشمالا بدون أن يلحظها أحد. من ذلك مقطع فيديو يظهر فيه بدو فلسطينيون يزورون أسرة شارون للتعزية في وفاته، يترحمون عليه ويطرون أعماله. ومقطع آخر يصور فتاة فلسطينية تعمل في الجيش الإسرائيلي، ومقطع ثالث يصور إمام مسجد فلسطيني يهاجم المملكة في خطبته، وغيرها من المقاطع، التي تحتمل الصدق وتحتمل التزييف والتلفيق، إلا أنها لا بد أن تترك أثرا سلبيا ضد الفلسطينيين في نفس المشاهد العربي.
وإلى جانب المقاطع المسيئة للفلسطينيين، هناك مئات التغريدات التي تحمل تشويها لصورتهم وتشكيكا في وطنيتهم وإخلاصهم، كالقول إنهم يعملون في الجيش الإسرائيلي وإن منهم من يتعاون مع الموساد، وإن زعماءهم وقادتهم يتشاركون مع إسرائيل في شركات تعمير، وغير ذلك مما يتضمن تصوير المواطن الفلسطيني كإنسان حقير خائن لبلده متعاون مع إسرائيل، فتتشكل له في أذهان الشباب العربي صورة قبيحة، تنفر من التعاون معه أو حتى مجرد التعاطف.
من الواضح في كثير مما يبث ويتناقل على تويتر من أشكال التحامل على الفلسطينيين، أن غايته زراعة الكره للفلسطينيين وتشويه صورتهم والتشجيع على التخلي عنهم وعدم مد اليد لهم. وللأسف الشديد أن إسرائيل نجحت في هذه الغاية، وتمكنت من توجيه دفة (شعب تويتر) نحو النفور من الفلسطينيين، ومن ثم التهوين من شأن اعتراف أمريكا بالقدس عاصمة لإسرائيل، فأخذ بعض المغردين العرب يدونون عبارات تسخر من الذين يطالبون بمهاجمة الاعتراف الأمريكي عبر تويتر، وتصفهم بالنفاق والكذب، كما ظهرت تغريدات أخرى تتهم بعض الدول التي تهاجم إسرائيل بأنها تفعل ذلك لتحقق لنفسها أطماعا تنشدها في المنطقة، وبلغ الأمر أقصاه بعزف نغمة جديدة تهدف إلى إنكار حق العرب في القدس، كالتغريدة الخطيرة التي تقول إن (القدس لم تكن إسلامية قبل الغزو والسبي الإسلامي الأموي، وبتعبير أصح قبل الاحتلال الإسلامي). إني لا أشك أن الغاية من نشر تغريدة كهذه، هي غسل الأدمغة الشابة بإيهامها أن الحق في القدس هو لإسرائيل وأن المسلمين ليسوا سوى غزاة محتلين!
كم نحن في حاجة إلى حملة توعية واسعة لشبابنا المسلم والعربي، تنبههم إلى ما يحيط بهم من خطر تلك الأفاعي قبل أن تفتك بهم سمومها.
azman3075@gmail.com