-A +A
حسين الشريف
• منذ 4 أو 5 سنوات انحصرت المنافسة الميدانية في المسابقات المحلية بين العملاقين الأهلي والهلال أو الهلال والأهلي، وأصبحا يتسابقان على حصد البطولات، وبات كأن المضمار لا يتسع لغيرهما، بعد أن ترجل الاتحاد عن صهوة عنفوانه، بعد أن ظل متسيدا الساحة لسنوات، ورضي النصراويون من جانبهم بالحال المائل، رغم كل الإمكانيات المتوافرة لديهم والتي تؤهلهم ليكونوا أبطالا بلا منازع، لكنهم انغمسوا في صراعات من ينجو منها خاسر، وبات فريقها تبعا لذلك حبة فوق وحبة تحت، وارتضى الشباب بغنيمة الوسط، فيما انشغلت الأندية الأخرى بصراع البقاء الموسمي.

• نعود إلى أسياد الميدان حاليا «الأهلي والهلال» لنعرف من فيهما يستطيع أن يواصل حضوره ومن فيهما سيرفع الراية البيضاء قبل نهاية السباق، وعندما نقارن بين الناديين نجد أن هناك عدة جوانب يتفقان فيها وأخرى يختلفان عليها.


• البداية مع الفريق المتصدر والثابت في المنافسة منذ انطلاق الدوري السعودي منتصف السبعينات «الهلال»، الذي حضر معه الأهلي في تلك الفترة ثم غاب، فحضر النصر وغاب ثم الشباب الذي توارى هو الآخر، فالاتحاد الذي قاسمه نجومية الدوري خلال 15 سنة، لكنه تراجع ليعود الأهلي من جديد لحلبة الصراع الثنائي.

• الأهلي العائد ورغم الإمكانيات التي توفرت له في الـ3 أو الـ4 السنوات الأخيرة، إلا أنه لم يحقق ما يوازي طموح مجانينه، ولا قيمة ما دفع فيه، وذلك لعدم امتلاكه معايير المنافسة على البطولات، والتي سنسردها في السطور التالية والتي توضح تفوقاً هلالياً لا غبار عليه.

• فالاستقرار الإداري يعد من أهم المعايير التي تساعد النادي على تحقيق البطولات، ففي الأهلي لم يكن الشق الإداري من هذا المعيار ثابتا حتى وهو يحقق الثلاثية، فقد شاهدنا انهيارا إداريا، ففي الـ3 السنوات الأخيرة ترأس الأهلي 4 رؤساء، هم مساعد الزويهري وأحمد المرزوقي والأمير فهد بن خالد وأخيرا الأمير تركي بن محمد العبدالله، وتعاقب على الجهاز الإداري 6 إداريين هم طارق كيال وحسام أبو داود وموسى المحياني ومحمد شلية ووجدي الطويل وباسم أبو داود، في المقابل ظلت إدارة الهلال مستقرة منذ ما يقارب 3 سنوات والأمير نواف بن سعد يتربع على رئاسة النادي وفهد المفرج على رئاسة الجهاز الإداري للقدم، وهنا يتضح الفرق.

• ولعل ما يقال عن الاستقرار الإداري ينطبق أيضا على الاستقرار الفني وقدرة كل ناد على معالجة الخلل، ففي الأهلي وبعد الثلاثية أحضر 3 مدربين، بينما الهلال ومنذ أن حقق ثنائية الموسم الماضي لا يزال محتفظا بدياز، مما جعله يواصل تألقه مع الفريق في ظل الدعم المادي وكم النجوم المتواجدين بالفريق بما فيهم الأجانب.

• ربما يكون الناديان متشابهين إلى حد كبير، ولكن هناك نقطة مهمة يجب أن ندركها جيداً، وهي أن من أهم الأسباب التي جعلت الهلال يفرق عن جميع الأندية هي هيبة البطل التي يتمتع بها الفريق، وكثيراً ما ساعدته في تحقيق الانتصارات وزرعت داخل اللاعبين ثقافة الفوز والبطولات، في الوقت نفسه تغيب هذه الخاصية عن النادي الأهلي بالذات في بطولة الدوري، مما جعل الأول حاضراً في البطولة الأقوى وثابتا كمرشح أول للقبها، بالتالي لا يمكن أن نقارنه بأي فريق آخر، ولعل كم البطولات التي حققها خير دليل على ذلك.

al_sharef4@