في الخامس من فبراير عام 2003، وقف وزير الخارجية الأمريكي «كولن باول» أمام مجلس الأمن الدولي مقدماً خطاباً طويلاً، عرض فيه بكل وضوح ما اعتبرته واشنطن «أدلة دامغة» على امتلاك النظام العراقي أسلحة دمار شامل، بجانب أدلة على تورطه في إيواء عناصر إرهابية من تنظيم القاعدة.
طلب باول في نهاية خطابه من جميع الدول القيام بمسؤوليتها تجاه الخطر العراقي الذي يهدد الأمن العالمي، ولم يستغرق الأمر بعد ذلك سوى شهر و14 يوماً، حتى انطلقت حرب الخليج الثالثة التي سميت «حرب تحرير العراق» وتم إسقاط نظام صدام على يد القوات الأمريكية.
وبشكل مشابه تماما لخطاب «كولن باول» عام 2003، وقفت الخميس الماضي السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي في مؤتمر صحفي داخل قاعدة عسكرية على مشارف واشنطن، عارضة للعالم «أدلة دامغة» على تورط نظام طهران في دعم الإرهاب من خلال تزويد الحوثيين بصواريخ باليستية تم إطلاقها على أهداف مدنية في السعودية، ومنها الصاروخ الذي تم إسقاطه وهو في طريقه لضرب مطار الملك خالد الدولي في العاصمة الرياض.
عرضت هايلي أمام عدسات مصوري وكالات الأنباء والقنوات الإخبارية صوراً عدة مع بقايا حطام الصاروخ الإيراني، موضحة أن واشنطن قررت رفع السرية عن هذه الأدلة لوضع حد للممارسات الإيرانية، وأن بلدها تعمل بشكل جدي على تشكيل تحالف دولي للتصدي للخطر الذي يشكله النظام الإيراني على أمن المنطقة والعالم.
المعطيات السابقة تعني أن طبول الحرب تُقرع اليوم بشكل أسرع من أي وقت مضى، وأن عمر نظام الملالي أوشك على الانتهاء ربما خلال أشهر قليلة أو أسابيع، ما لم تحدث مفاجآت سياسية تغير مسار الأحداث وهذا أمر مستبعد.
الإيرانيون أدركوا من جهتهم أن طفلهم الحوثي الذي أرضعوه لسنوات لف بغبائه حبل المشنقة على عنق نظامهم، وسوف يعملون بكل الوسائل على إيجاد أي حيل يمكنها تعطيل المسار الأمريكي باتجاه الحرب، ومن المتوقع أن يقدموا تنازلات كبرى وغير مسبوقة في سبيل ذلك، لعل أولها تقديم حليفهم «النظام القطري» قرباناً للخلاص، وهو ما كشفت عنه تصريحات وزير الاستخبارات الإيراني محمود علوي أخيراً، التي أكد فيها أن قطر تدعم الجماعات الإرهابية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين (حليفة طهران أيضا)، مشيرا إلى أن هذه الجماعة تمثل جذور الإرهاب في العالم الإسلامي، والسؤال الآن هو «هل يمكن أن يُفلت الفأر الإيراني من المصيدة الدولية كما اعتاد؟».. الإجابة برأيي: فات الأوان.
@Hani_DH
gm@mem-sa.com
طلب باول في نهاية خطابه من جميع الدول القيام بمسؤوليتها تجاه الخطر العراقي الذي يهدد الأمن العالمي، ولم يستغرق الأمر بعد ذلك سوى شهر و14 يوماً، حتى انطلقت حرب الخليج الثالثة التي سميت «حرب تحرير العراق» وتم إسقاط نظام صدام على يد القوات الأمريكية.
وبشكل مشابه تماما لخطاب «كولن باول» عام 2003، وقفت الخميس الماضي السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي في مؤتمر صحفي داخل قاعدة عسكرية على مشارف واشنطن، عارضة للعالم «أدلة دامغة» على تورط نظام طهران في دعم الإرهاب من خلال تزويد الحوثيين بصواريخ باليستية تم إطلاقها على أهداف مدنية في السعودية، ومنها الصاروخ الذي تم إسقاطه وهو في طريقه لضرب مطار الملك خالد الدولي في العاصمة الرياض.
عرضت هايلي أمام عدسات مصوري وكالات الأنباء والقنوات الإخبارية صوراً عدة مع بقايا حطام الصاروخ الإيراني، موضحة أن واشنطن قررت رفع السرية عن هذه الأدلة لوضع حد للممارسات الإيرانية، وأن بلدها تعمل بشكل جدي على تشكيل تحالف دولي للتصدي للخطر الذي يشكله النظام الإيراني على أمن المنطقة والعالم.
المعطيات السابقة تعني أن طبول الحرب تُقرع اليوم بشكل أسرع من أي وقت مضى، وأن عمر نظام الملالي أوشك على الانتهاء ربما خلال أشهر قليلة أو أسابيع، ما لم تحدث مفاجآت سياسية تغير مسار الأحداث وهذا أمر مستبعد.
الإيرانيون أدركوا من جهتهم أن طفلهم الحوثي الذي أرضعوه لسنوات لف بغبائه حبل المشنقة على عنق نظامهم، وسوف يعملون بكل الوسائل على إيجاد أي حيل يمكنها تعطيل المسار الأمريكي باتجاه الحرب، ومن المتوقع أن يقدموا تنازلات كبرى وغير مسبوقة في سبيل ذلك، لعل أولها تقديم حليفهم «النظام القطري» قرباناً للخلاص، وهو ما كشفت عنه تصريحات وزير الاستخبارات الإيراني محمود علوي أخيراً، التي أكد فيها أن قطر تدعم الجماعات الإرهابية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين (حليفة طهران أيضا)، مشيرا إلى أن هذه الجماعة تمثل جذور الإرهاب في العالم الإسلامي، والسؤال الآن هو «هل يمكن أن يُفلت الفأر الإيراني من المصيدة الدولية كما اعتاد؟».. الإجابة برأيي: فات الأوان.
@Hani_DH
gm@mem-sa.com