ولو أنني إذ حان وقت حمامها
أحكّم في عمري، لقاسمتها عمري
فحل بنا الفقدان في ساعة معا
فمت ولا تدري، وماتت ولا أدري.
من العبارات التي يرددها كثير من المحبين قول: (عسى يومي قبل يومك)، تعبيرا عن رغبتهم أن يعيش الحبيب طويلا وأن يموتوا قبله. هذا ما يبدو في ظاهر العبارة، أما في باطنها فلها معنى آخر، سواء أدركه قائلها أم لم يدركه، العبارة في باطنها ليست سوى تمني القائل لنفسه ألا يتعرض لألم الفجيعة بموت من يحب.
فقد الأحبة بالموت، ألمه لا يطاق، ألم يفقدك وعيك وصبرك وقد يصيبك بالجنون إن لم تتداركك رحمة الله.
وهذا الشاعر يدرك ذلك، يدرك قسوة الألم الذي يحل بالنفس عند فقد حبيب بالموت، لذا هو لا يريد أن يعرض حبيبته ولا نفسه لهذه التجربة.
المشهد رهيب، الحبيبة تحتضر على فراش الموت، والنذر تتوالى بقرب الغياب والفقد، وليس في إمكان أحد تغيير موعد الرحيل.
في مثل هذا المشهد الحزين، اعتدنا أن نسمع الشعراء يعبرون عن فرط حبهم لحبيباتهم بتفدية المحبوبة بالعمر كله وتمني أن يصيبهم الموت بدلا عنها، كقول الأقرع بن حابس:
إذا ما أتى يوم يفرق بيننا
بموت، فكن أنت الذي تتأخر.
وليس الأقرع هو الوحيد الذي يود افتداء من يحب بحياته، هي رغبة عامة تشيع لدى كثير من المحبين، ونسمعها تتردد في كثير من الخطاب العربي نثره وشعره، فصيحه وعاميه على السواء.
لكن هذا الشاعر لا يعجبه ذلك، لا يعجبه أن يفتدي حبيبته بروحه فيموت بدلا عنها، ليس ضنا بالروح ولكن لأنه يخشى إن افتداها ومضى قبلها أن يصيبها الجزع لفقده فتألم لذلك، هو لا يريد لها الألم والجزع. لكنه في الوقت نفسه يمزق قلبه أن يراها تنسل من بين يديه لتلبي نداء الموت وحدها بدونه.
هو لا يطيق فقدها، ولا يطيق أن يفجعها بموته، فماذا يمكنه أن يفعل وهو يعلم يقينا أن الموت حتمي المجيء؟
ليس له سوى التمني أن يكون الأمر بيده، فيقتسم مع الحبيبة ما بقي من عمره، فيموتا معا في ساعة واحدة، لا تفجع بفقده ولا يفجع بفقدها!
أحكّم في عمري، لقاسمتها عمري
فحل بنا الفقدان في ساعة معا
فمت ولا تدري، وماتت ولا أدري.
من العبارات التي يرددها كثير من المحبين قول: (عسى يومي قبل يومك)، تعبيرا عن رغبتهم أن يعيش الحبيب طويلا وأن يموتوا قبله. هذا ما يبدو في ظاهر العبارة، أما في باطنها فلها معنى آخر، سواء أدركه قائلها أم لم يدركه، العبارة في باطنها ليست سوى تمني القائل لنفسه ألا يتعرض لألم الفجيعة بموت من يحب.
فقد الأحبة بالموت، ألمه لا يطاق، ألم يفقدك وعيك وصبرك وقد يصيبك بالجنون إن لم تتداركك رحمة الله.
وهذا الشاعر يدرك ذلك، يدرك قسوة الألم الذي يحل بالنفس عند فقد حبيب بالموت، لذا هو لا يريد أن يعرض حبيبته ولا نفسه لهذه التجربة.
المشهد رهيب، الحبيبة تحتضر على فراش الموت، والنذر تتوالى بقرب الغياب والفقد، وليس في إمكان أحد تغيير موعد الرحيل.
في مثل هذا المشهد الحزين، اعتدنا أن نسمع الشعراء يعبرون عن فرط حبهم لحبيباتهم بتفدية المحبوبة بالعمر كله وتمني أن يصيبهم الموت بدلا عنها، كقول الأقرع بن حابس:
إذا ما أتى يوم يفرق بيننا
بموت، فكن أنت الذي تتأخر.
وليس الأقرع هو الوحيد الذي يود افتداء من يحب بحياته، هي رغبة عامة تشيع لدى كثير من المحبين، ونسمعها تتردد في كثير من الخطاب العربي نثره وشعره، فصيحه وعاميه على السواء.
لكن هذا الشاعر لا يعجبه ذلك، لا يعجبه أن يفتدي حبيبته بروحه فيموت بدلا عنها، ليس ضنا بالروح ولكن لأنه يخشى إن افتداها ومضى قبلها أن يصيبها الجزع لفقده فتألم لذلك، هو لا يريد لها الألم والجزع. لكنه في الوقت نفسه يمزق قلبه أن يراها تنسل من بين يديه لتلبي نداء الموت وحدها بدونه.
هو لا يطيق فقدها، ولا يطيق أن يفجعها بموته، فماذا يمكنه أن يفعل وهو يعلم يقينا أن الموت حتمي المجيء؟
ليس له سوى التمني أن يكون الأمر بيده، فيقتسم مع الحبيبة ما بقي من عمره، فيموتا معا في ساعة واحدة، لا تفجع بفقده ولا يفجع بفقدها!