-A +A
محمد بن سليمان الأحيدب
أول أمس أعلنت وزارة الداخلية تنفيذ حكم القتل تعزيرا في السائق المخمور الذي تسبب في قتل ستة من أسرة واحدة بصدمهم بسيارته التي كان يقودها بسرعة كبيرة وهو مخمور، ونسأل الله الغفور الرحيم أن تكون عقوبته في الدنيا تطهيرا له وكفارة لذنبه وتبرئة لذمته ورحمة له في الآخرة وهذا خير له.

لكن السؤال الذي سبق أن طرحته في حوار متلفز وقت حصول الكارثة وأعيد طرحه الآن هو ماهو العنصر الذي كان بالإمكان أن يحول دون حدوث القتل للضحايا الستة وبالتالي عدم قتل السائق ويمنع الحادثة الشنيعة التي قتل بسببها السبعة وأصيبت ثامنة؟ إنه استيقاف مركبة تسير بطريقة غير طبيعية مسافة طويلة، لأن من يقودها كان في وضع عقلي غير طبيعي، وهذا كان أمرا ممكنا لو وجد رقابة مرورية ميدانية صارمة وفاعلة.


سيخرج من يقول أن (لو) تعمل عمل الشيطان! وأقول نعم، هي كذلك في الأمور التي لا ينفع معها الندم ويوسوس بها الشيطان ندما غير مجد، لكن الأمر هنا غير ذلك، فعلينا أن نستفيد من الكوارث والمصائب في التنبه لواقعنا والاستفادة من الدروس!.

لقد تابعت تفاصيل الحادثة في حينها وحسب ماعلمت فإن المركبة الأداة كان سائقها يقودها وهو مخمور من منطقة الثمامة أقصى شرق الرياض إلى حيث وقعت الحادثة في دوار قرب غربها، ومعروف أن قيادة المخمور تلفت الأنظار إذا وجد الرقيب، ليس بالسرعة فقط ولكن بالتمايل ابتداءً، ويفترض أن لا تمر مركبة غير طبيعية كل هذه المسافة التي تفوق ٣٠ كيلومترا دون استيقاف من مرور ميداني في أي وقت كان!.

وقد يقول قائل إن مطاردة سائق مخمور في حد ذاتها قد تؤدي لحادثة وهذا ليس صحيحا! وهنا أقول كصيدلي أن تأثير الكحول في العقل والقدرات لايؤيد هذه الحجة الواهية، فالمخمور إما أن يكون فاقدا للوعي تماما فلايستطيع حتى ركوب سيارة أو السير بها أمتارا أو أن يكون فاقدا لجزء من التركيز وهذا يسير ويقود ويتهور في القيادة ويفقد التركيز، لكنه يستجيب للمؤثرات من حوله، بل ومطيع جدا، فلو طلب منه التوقف وقف دون عناد، وهو أضعف من أن يقاوم أو يغضب، وأقصد أن أي ضوء دورية وصوت نداء للوقوف سيوقفه، وهو ما يحدث في كل العالم شريطة تواجد دورية ميدانية فاعلة وهو ما ينقص مرورنا العزيز.

لست ضد ساهر ولا تغريم المسرع، ولكن في مثل هذه الحالة ماذا استفدنا من فلاشات كاميراته التي أضاءت طريق السيارة المسرعة من الثمامة لحي الياسمين؟ ساهر لا يكفي وحده وما يحدث في الميدان أخطر بكثير.