قطاع الأغذية الأكثر نشاطا يوميا ويقدر الاستهلاك بعشرات المليارات، والحمد لله أسواقنا مليئة بالخيرات الطبيعية من فواكه وخضروات ومنتجات غذائية طازجة ومجففة وجاهزة، والحال نفسه مع اللحوم والدجاج والأسماك وغير ذلك من أغذية مصنعة لا حصر لها وحلويات بكل أشكالها. لكن هل يتوفر الوعي الكافي بالغذاء المتوازن؟ وهل كل هذه الأطعمة ناهيك عن المطاعم بكافة مستوياتها، تعكس اهتماما بالوجبات الصحية، أم أصابت المجتمع في معظمه بالحيرة والعشوائية التي لا تفيد الصحة في شيء؟
بالقطع هناك من يدرك هذه الثقافة ويحرص على الغذاء السليم له ولأسرته بالتنوع والتركيز على المفيد من الخضروات الطازجة والمطهوة بطريقة صحية، وهناك كثر لا تفرق معهم نوعية الغذاء كثيرا، إنما حسب ما تشتهي النفس خاصة الوجبات الجاهزة والإفراط في النشويات والوجبات المشبعة بالدهون مما يربك الهضم ويؤذي القلب، مع حياة معاصرة تراجعت فيها الحركة والحيوية.
مؤخرا أطلقت هيئة الغذاء والدواء حملة توعية تفاعلية عن نمط الحياة الصحية والتوازن الغذائي بهدف رفع الوعي لدى المجتمع، كما تقام فعاليات عن السكري والسمنة وغيرها من حملات مواجهة أمراض عدة خاصة الخطيرة منها كالأورام وغيرها، لكن هل تصل فعلا إلى عمق المجتمع وهل لدينا قنوات تثقيفية ليتحقق هذا الوعي والارتقاء به حتى نحدد بوصلة الوجبات الصحية؟
لا أعتقد ذلك فمراحل التعليم على سبيل المثال تنتهي ويكبر جيل بعد جيل دون أن ينال الأطفال والشباب الثقافة الغذائية الصحيحة إلا إذا اعتاد عليها الفرد من أسرته وتلك حالات استثنائية وليست سمة مجتمع، أما الفضائيات فبرامجها عن المطبخ تعكس مهارات الطهاة، وعادة ما يتبارى كل شيف رجلا كان أم امرأة، في شرح عملي لوجبات دسمة وأنواع حلوى دون رسالة تثقيف حقيقية عن الغذاء الصحي.
إذا نظرنا لأنماط الاستهلاك في مجال آخر ونسأل: كم من أطنان الزيوت يتم استهلاكها سنويا وأخطرها المشبعة بالدهون الثلاثية حتى أتعبت مرارة الكثيرين وأتعبت أصحابها وآخر الدواء يكون الاستئصال، والقائمة طويلة لأمراض مزمنة أو خطيرة نتيجة السلوكيات الغذائية الخاطئة التي تجنبتها الجدات والأمهات في حياة زمان رغم بساطتها، فكانت توفر للأسرة تغذية صحية.
ثقافة الغذاء ليست الحالة الوحيدة لغياب الوعي، إنما أيضا إرهاق حواس وأعضاء أخرى كنعمة البصر التي باتت تُهدر مع استخدام أجهزة الجوالات الحديثة والحاسوب في تصفح الإنترنت لساعات طويلة ليل نهار، دون اهتمام بصحة العين والإبصار، كذلك طول السهر وقلة الحركة وربما انعدامها في حياة العصر حتى زادت متاعب وآلام الظهر والعمود الفقري، وحدث ولا حرج عن السمنة والخمول المرتبطين بكل ذلك، ولا مجال ولا مزاج لممارسة الرياضة.
إن صحة المجتمع مصلحة عامة وقضية جوهرية تنال منها سلوكيات الإنسان في الحياة المعاصرة دون أن تشع ثقافة صحية حقيقية، والنتيجة كثرة الأمراض ويشهد على ذلك الزحام على المستشفيات والعيادات. والأسرة اليوم بحاجة إلى وعي أكثر لثقافة الغذاء الصحيحة والتركيز على ما يفيد جسم الإنسان ويحفظ له عافيته بسلوكيات غذائية سليمة ورياضة مناسبة وساعات نوم كافية، والخلل في هذه الثقافة يجعل فاتورة الأمراض والمتاعب الصحية باهظة حالها حال فواتير الكهرباء التي سترتفع وتحتاج أيضا إلى وعي استهلاكي للطاقة بالترشيد حتى لا تنغص الحياة، وكلما حافظ الإنسان على هذه المعاني والسلوكيات في الاستهلاك حافظ على صحته وصحة المجتمع وراحة البال وجودة الحياة.
بالقطع هناك من يدرك هذه الثقافة ويحرص على الغذاء السليم له ولأسرته بالتنوع والتركيز على المفيد من الخضروات الطازجة والمطهوة بطريقة صحية، وهناك كثر لا تفرق معهم نوعية الغذاء كثيرا، إنما حسب ما تشتهي النفس خاصة الوجبات الجاهزة والإفراط في النشويات والوجبات المشبعة بالدهون مما يربك الهضم ويؤذي القلب، مع حياة معاصرة تراجعت فيها الحركة والحيوية.
مؤخرا أطلقت هيئة الغذاء والدواء حملة توعية تفاعلية عن نمط الحياة الصحية والتوازن الغذائي بهدف رفع الوعي لدى المجتمع، كما تقام فعاليات عن السكري والسمنة وغيرها من حملات مواجهة أمراض عدة خاصة الخطيرة منها كالأورام وغيرها، لكن هل تصل فعلا إلى عمق المجتمع وهل لدينا قنوات تثقيفية ليتحقق هذا الوعي والارتقاء به حتى نحدد بوصلة الوجبات الصحية؟
لا أعتقد ذلك فمراحل التعليم على سبيل المثال تنتهي ويكبر جيل بعد جيل دون أن ينال الأطفال والشباب الثقافة الغذائية الصحيحة إلا إذا اعتاد عليها الفرد من أسرته وتلك حالات استثنائية وليست سمة مجتمع، أما الفضائيات فبرامجها عن المطبخ تعكس مهارات الطهاة، وعادة ما يتبارى كل شيف رجلا كان أم امرأة، في شرح عملي لوجبات دسمة وأنواع حلوى دون رسالة تثقيف حقيقية عن الغذاء الصحي.
إذا نظرنا لأنماط الاستهلاك في مجال آخر ونسأل: كم من أطنان الزيوت يتم استهلاكها سنويا وأخطرها المشبعة بالدهون الثلاثية حتى أتعبت مرارة الكثيرين وأتعبت أصحابها وآخر الدواء يكون الاستئصال، والقائمة طويلة لأمراض مزمنة أو خطيرة نتيجة السلوكيات الغذائية الخاطئة التي تجنبتها الجدات والأمهات في حياة زمان رغم بساطتها، فكانت توفر للأسرة تغذية صحية.
ثقافة الغذاء ليست الحالة الوحيدة لغياب الوعي، إنما أيضا إرهاق حواس وأعضاء أخرى كنعمة البصر التي باتت تُهدر مع استخدام أجهزة الجوالات الحديثة والحاسوب في تصفح الإنترنت لساعات طويلة ليل نهار، دون اهتمام بصحة العين والإبصار، كذلك طول السهر وقلة الحركة وربما انعدامها في حياة العصر حتى زادت متاعب وآلام الظهر والعمود الفقري، وحدث ولا حرج عن السمنة والخمول المرتبطين بكل ذلك، ولا مجال ولا مزاج لممارسة الرياضة.
إن صحة المجتمع مصلحة عامة وقضية جوهرية تنال منها سلوكيات الإنسان في الحياة المعاصرة دون أن تشع ثقافة صحية حقيقية، والنتيجة كثرة الأمراض ويشهد على ذلك الزحام على المستشفيات والعيادات. والأسرة اليوم بحاجة إلى وعي أكثر لثقافة الغذاء الصحيحة والتركيز على ما يفيد جسم الإنسان ويحفظ له عافيته بسلوكيات غذائية سليمة ورياضة مناسبة وساعات نوم كافية، والخلل في هذه الثقافة يجعل فاتورة الأمراض والمتاعب الصحية باهظة حالها حال فواتير الكهرباء التي سترتفع وتحتاج أيضا إلى وعي استهلاكي للطاقة بالترشيد حتى لا تنغص الحياة، وكلما حافظ الإنسان على هذه المعاني والسلوكيات في الاستهلاك حافظ على صحته وصحة المجتمع وراحة البال وجودة الحياة.