المصطلحات مورّطة إن لم تتحرر (الفقيه، والمحقق، والباحث)، لا تؤهل لنيل مصطلح (عالِم). وتاريخياً ابن سينا، وابن رشد، ليسا في حجم ابن الجوزي، وابن كثير، ومصطلح (عالِم) بكسر اللام من المصطلحات المظلومة، كوننا نمنحه لدارسين نظريين شغلهم طيلة أعوام الدراسة على تكرار محفوظات لا علاقة لها بمفهوم البحث العلمي، بل هي تعاديه، وهذا ليس حكراً على المسلمين، بل هناك من رجال الدين المسيحيين من كفّر (كوبر نيكوس) و(جاليليو) لأنهم قالوا بدوران الأرض ومركزية الشمس.
من درس علوم الشريعة واللغة العربية قد لا يصل لمستوى عالم فيزياء أو كيمياء أو طب ممن خدموا البشرية خدمات جليلة من خلال إسهامهم في الصناعات والعلاجات والبناء والطيران، وأسهموا في نقل المجتمعات من حال إلى حال، ولقائل القول بعناية ديننا بالعلم وهذا حقيقي على المستوى النظري، أما تطبيقياً فنادر جداً.
وإذا ما تعاملنا بحسن ظن مع وكالات جامعاتنا للبحث العلمي، وقلنا إن في كل وكالة ثلاثة باحثين متفرغين، ومعمل تجارب، ومختبراً، وميزانية لا تقل عن عشرة ملايين ريال، فنحن سنوياً ننتج ما يقارب ٦٠ بحثاً علمياً يسهم في تفسير الظواهر الكونية، ويحد من الأذى للبيئة، ويسهم في إنجازات طبية، وعلاج إشكاليات، منها البطالة. لكن الغالب على وكالة البحث العلمي، أن يشرف عليها أساتذة نظريون، ولو كان تخصص أحدهم علمياً لربما وجدته يشتغل على سنن السواك، أكثر من اشتغاله على الحفاظ على غابة مثلاً.
أحد وكلاء جامعاتنا للبحث العلمي، صديق، وزميل سابق، رفض الاستشهاد بحديث تقبيل النبي عليه السلام (يد خشنة)، وقال لي: الحديث مردود، ولم يرد في النص «يحبها الله ورسوله»، بالطبع لم يتسع المقام للحديث عن منجزات وكالته في البحث العلمي، كون الصحوة كرست الوعاظ والصحويين في جامعاتنا طيلة 30 عاماً، بل كانوا يصلون للماجستير والدكتوراه بتقدير جيد وضعيف، والصحوة معززة للبطالة، لأنه يسهل عليها استثمار العاطلين في ممارسة العنف من خلال غسل أدمغتهم بالكلام السحري المعزز بخطاب استدراجي.
وكلاء الجامعات للبحث العلمي غالباً إما فقيه أو محقق، أو باحث لكنه لا يستحق لقب عالِم، ولا مسؤولاً عن البحث العلمي، كون أكبر منجز له تضعيف حديث «حُبّ الوطن من الإيمان».
Al_ARobai@
من درس علوم الشريعة واللغة العربية قد لا يصل لمستوى عالم فيزياء أو كيمياء أو طب ممن خدموا البشرية خدمات جليلة من خلال إسهامهم في الصناعات والعلاجات والبناء والطيران، وأسهموا في نقل المجتمعات من حال إلى حال، ولقائل القول بعناية ديننا بالعلم وهذا حقيقي على المستوى النظري، أما تطبيقياً فنادر جداً.
وإذا ما تعاملنا بحسن ظن مع وكالات جامعاتنا للبحث العلمي، وقلنا إن في كل وكالة ثلاثة باحثين متفرغين، ومعمل تجارب، ومختبراً، وميزانية لا تقل عن عشرة ملايين ريال، فنحن سنوياً ننتج ما يقارب ٦٠ بحثاً علمياً يسهم في تفسير الظواهر الكونية، ويحد من الأذى للبيئة، ويسهم في إنجازات طبية، وعلاج إشكاليات، منها البطالة. لكن الغالب على وكالة البحث العلمي، أن يشرف عليها أساتذة نظريون، ولو كان تخصص أحدهم علمياً لربما وجدته يشتغل على سنن السواك، أكثر من اشتغاله على الحفاظ على غابة مثلاً.
أحد وكلاء جامعاتنا للبحث العلمي، صديق، وزميل سابق، رفض الاستشهاد بحديث تقبيل النبي عليه السلام (يد خشنة)، وقال لي: الحديث مردود، ولم يرد في النص «يحبها الله ورسوله»، بالطبع لم يتسع المقام للحديث عن منجزات وكالته في البحث العلمي، كون الصحوة كرست الوعاظ والصحويين في جامعاتنا طيلة 30 عاماً، بل كانوا يصلون للماجستير والدكتوراه بتقدير جيد وضعيف، والصحوة معززة للبطالة، لأنه يسهل عليها استثمار العاطلين في ممارسة العنف من خلال غسل أدمغتهم بالكلام السحري المعزز بخطاب استدراجي.
وكلاء الجامعات للبحث العلمي غالباً إما فقيه أو محقق، أو باحث لكنه لا يستحق لقب عالِم، ولا مسؤولاً عن البحث العلمي، كون أكبر منجز له تضعيف حديث «حُبّ الوطن من الإيمان».
Al_ARobai@