-A +A
ياسر محمد عبده يماني
انتقل إلى رحمة الله العم الفاضل جميل عبدالعزيز مرزا، الرجل الذي كان له من اسمه الحظ الوافر، فقد كان جميل الخلق والطباع، محباً للجميع ساعياً في حاجات الناس حتى آخر أيامه، مخلصاً لأهله وأصدقائه.

وقد كانت له دائرة واسعة من المعارف والأصدقاء من مختلف الشرائح والطبقات، وكان يعامل الجميع بمحبة وإخلاص، وكانت روحه المرحة التي امتاز بها تضفي على أي مجلس أو مكان يكون فيه البهجة والسعادة بطعمها المكي الذي لم يفارقه رغم سنوات إقامته الطويلة في جدة، فقد كان محتفظاً بملامح الشخصية المكية المتفردة، المبنية على المبادئ والأخلاق الحميدة، وتعاليم الدين السمح.


نعم كان من كبار التجار، من أسرة اشتهرت بالتجارة في القرطاسية والأدوات المكتبية، وقد كانوا روادا في ذلك -ومن منا لا يعرف مكتبات مرزا ودفاترها الشهيرة- ولكنه أيضا كان محباً للفن بجميع أشكاله، متذوقاً له، وناقداً على أعلى مستوى، وكان له صوت ندي جميل يسعدنا به في الاجتماعات الخاصة بقراءة القرآن، وإنشاد المدائح النبوية.

لقد رحل جميل مرزا وترك لنا سيرة عطرة، فمثله سيظل يذكره كل من أحبه بالخير، وقد جمعته بالوالد رحمة الله عليه، وبخالي حفظه الله صداقة طويلة امتدت على مدى عشرات السنين.

رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، وأبدله داراً خيرا من داره، وأهلاً خير من أهله، وألهم ذويه وأبناءه وبناته -الذين أعرف مدى تعلقهم به- الصبر والسلوان والاحتساب، وكثرة الدعاء له.

وإنا لله وإنا إليه راجعون