-A +A
عبده خال
كل عام وأنتم بخير بمناسبة السنة الميلادية الجديدة.

وتطل علينا هذه السنة بتغيرات اقتصادية لم نألفها في ما سبق من أعوام، وأذكر بأنني غردت في منتصف شهر ديسمبر بأن الجميع يتوعدنا بحلول 1-1-2018، سواء كانوا تجارا أو مقدمي خدمة أو مزودي البنزين أو بائعي الدخان أو الاتصالات أو المكاتب السياحية أو شركة الكهرباء (يعنى الدنيا كلها انقلبت علينا)..


وإذا كان هذا اليوم هو اليوم الموعود فأعتقد أن الانكماش الذي سنكون عليه مناسبا لفصل الشتاء، فليلزم كل منا رباطة جأشه عل بياتنا الشتوي ينهض الجهات المعنية بإفهامنا عن السلع والخدمات التي سنخضع لزيادتها، ومن الضروري خروج مسؤولي التجارة يطمئنونا أو يشرحون لنا عن السلع التي سيتم رفع الدعم عنها، مع وجود قوائم تحدد الأسعار، وأن نعرف من الجهات الأخرى نوعية الزيادة في كل خدمة.. أما أن نظل تحت تهديد الزيادة من قبل مقدم الخدمات المتنوعة فسوف نجد أن هناك من يستغل أي ظرف ليحقق مكاسب مهولة على حسابنا هذا إذا كان لدينا حساب قادر على المواجهة لفترة طويلة.

** **

مع إطلالة كل عام ميلادي تكثر التنبؤات، ولأن الملايين يتابعون قراءة المستقبل (إيمانا أو تسلية) تكون نهاية السنة محصلة لإحصائيات ما تم تحققه من توقعات قيلت..

ومن التوقعات التي خابت بل تحقق عكسها تماما هو بقاء الأسد حاكما ولم يتم قتله، وكذلك لم تصب تنبؤات انسحاب إيطاليا والدنمارك من الاتحاد الأوروبي أو انهيار اقتصاد أمريكا وأوروبا أو تفشي وباء الأنفلونزا في العالم، أو احتمال هجوم كيماوي بواسطة طائرة دون طيار في الولايات المتحدة، تزامنا مع تنصيب ترامب.

وعشرات التوقعات ابتعدت كثيرا عما تم التنبؤ بحدوثها في العالم العربي سواء للبلدان أو الشخصيات..

ومنذ ليلتين نشط المنجمون للحديث عما سوف تكون عليه هذه السنة، الغريب في يقين البعض عن تلك التخرسات متابعتهم لتوقعات امرأة عمياء بلغارية توفيت منذ عدة أعوام وتركت خلفها توقعات سنوية قادمة وصلت إلى عام 3800.

ومن توقعاتها لهذا العام تراجع القوتين الأمريكية والسوفياتية، وأن الصين ستصبح دولة عظمى وأهم دولة في العالم تليها كوريا.

وأن البلاد النامية لن يعود أحد قادرا على استغلالها، بل سوف تقوم هي باستغلال ثرواتها، وبنت على هذا التوقع ما سوف يحدث للعالم العربي بمقدار تقاربه أو ابتعاده عن الصين وكوريا (أي الكوريتين فلم تذكر ذلك)..

الغريب توقعها ما سوف يحدث في عام 3797 بموت كل شيء على الأرض وانتقال البشر إلى منظومة نجمية أخرى.

** **

وبعيدا عن التنجيم والمنجمين دعونا في عام 2018، ربنا يرزقنا فيه كل خير، وتغمرنا الطمأنينة.