مقالة الأستاذ خالد المالك (بيني وبين الصحافة.. الخوف عليها) لها شواء الأكباد.
كم كان شياط قلب خالد ملتهباً حتى أن القارئ يشم رائحة الاحتراق الذي اشتكى منه المالك.
هذه الشكوى يا صديقى يشعر بها من أمضى حياته في دروب صاحبة الجلالة.. يا الله صاحبة الجلالة تواضع سقفها حتى لم تعد عسكرياً ليس لها أدنى رتبة.
الزمن لا يبقي مجدا، فالتقنية الحديثة وجريان الأيام قوضت رفعة الصحافة ومجدها، وغدت تسير كامرأة أصابها الجدري تتخفى في مواقع التواصل، ويتفاخر أبناء هذا الجيل أنهم لم يقرؤوا وجهها بتاتاً.. وللأسف هذا الجحود لا يقارن أبداً بعقوق الوالدين، فالعقوق هو في ماهيته وليس في صفته.
صاحبة الجلالة تعيش الآن في خريفها، فتساقطت أوراقها، ولا أحد متلهفا على سقاية شجرة موغلة في القدم كانت تمنحنا ثمار المتعة والأخبار والمقالات والحوارات..
والآن هي كثكلى تمسك بجزء من أبنائها (الأوفياء) ككتاب وصحفيين إلا أن عجلة الدهس أقرب من أملها في البقاء على ما هي عليه، فالصحفي يعرف تماما أن دماء أي وسيلة إعلامية هي الإعلانات، وأصحاب هذه الدماء رحلوا كطيور المهاجرة إذ لم تعد الصحيفة هي قبلة القراء، فلاذت الإعلانات إلى ما هو حديث وأكثر جماهيرية..
الصحف المحلية تعيش ضائقة مالية شديدة القسوة، وما لم يتم استدراك هذه القوى الناعمة فستتحلل مع الأيام، وهنا نقف لبيان حالتين كل منهما جديرة أن تدخل الصحف إلى ذمة الدولة ليس عودة إلى ملكيتها وإنما لدعمها كي تظل قوة من قوى الوطن، فإذا كانت دول العالم تنفق الأموال الطائلة لتوفير أو إبقاء القوى الناعمة فإن الصحافة المحلية هي إحدى ركائز تلك القوى، وأي دولة لا تفرط في قواها كونها تعلم علم اليقين أن لكل مؤسسة ثقافية إعلامية دورا وطنيا لا يمكن التنازل عنه..
وفي الجانب الآخر فكل مؤسسة صحفية ترى أن دورها كسلطة لا يكتمل أي نظام إلا بوجودها كرقيب وكاشف لأي اعتوار يحدث في مفاصل الدولة، وبالتالي تبحث عن البقاء بأي صورة كانت، وليس أمامها من حل فقد لجأت لكل أنواع الترشيد حتى فقدت جل مقدراتها المهنية والطواقم البشرية، وإذا كانت صحف العالم الكبيرة تعاني من المشكلة نفسها فإن وضع صحفنا يختلف كثيرا، فالصحف العالمية تصل مبيعاتها الورقية إلى مليون أو ملايين، وبهذا التوزيع يظل المعلن حريصا على البقاء في هذه الجريدة أو تلك بينما صحفنا المحلية تعاني من فقر القارئ، ليس الآن، بل من زمن، إذ بقيت مقولة إن العرب لا يقرؤون..
ومهما قيل وسيقال فالصحف المحلية بحاجة ماسة لتدخل الدولة بإيجاد حلول لإنعاشها قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة ليس لشيء سوى أنها (الدولة) تنقذ قوى ناعمة كانت ولا تزال تتمثل الدور الوطني في الذود عن البلاد فيما يمس الأمن بجوار أدوارها التثقيفية والرياضية والاقتصادية..
وهذا الأمر لن يؤخذ بعين الاعتبار ما لم يتحول الى قضية وطنية تسعى الدولة لحل المعضلة التي تجابه الصحافة.
كم كان شياط قلب خالد ملتهباً حتى أن القارئ يشم رائحة الاحتراق الذي اشتكى منه المالك.
هذه الشكوى يا صديقى يشعر بها من أمضى حياته في دروب صاحبة الجلالة.. يا الله صاحبة الجلالة تواضع سقفها حتى لم تعد عسكرياً ليس لها أدنى رتبة.
الزمن لا يبقي مجدا، فالتقنية الحديثة وجريان الأيام قوضت رفعة الصحافة ومجدها، وغدت تسير كامرأة أصابها الجدري تتخفى في مواقع التواصل، ويتفاخر أبناء هذا الجيل أنهم لم يقرؤوا وجهها بتاتاً.. وللأسف هذا الجحود لا يقارن أبداً بعقوق الوالدين، فالعقوق هو في ماهيته وليس في صفته.
صاحبة الجلالة تعيش الآن في خريفها، فتساقطت أوراقها، ولا أحد متلهفا على سقاية شجرة موغلة في القدم كانت تمنحنا ثمار المتعة والأخبار والمقالات والحوارات..
والآن هي كثكلى تمسك بجزء من أبنائها (الأوفياء) ككتاب وصحفيين إلا أن عجلة الدهس أقرب من أملها في البقاء على ما هي عليه، فالصحفي يعرف تماما أن دماء أي وسيلة إعلامية هي الإعلانات، وأصحاب هذه الدماء رحلوا كطيور المهاجرة إذ لم تعد الصحيفة هي قبلة القراء، فلاذت الإعلانات إلى ما هو حديث وأكثر جماهيرية..
الصحف المحلية تعيش ضائقة مالية شديدة القسوة، وما لم يتم استدراك هذه القوى الناعمة فستتحلل مع الأيام، وهنا نقف لبيان حالتين كل منهما جديرة أن تدخل الصحف إلى ذمة الدولة ليس عودة إلى ملكيتها وإنما لدعمها كي تظل قوة من قوى الوطن، فإذا كانت دول العالم تنفق الأموال الطائلة لتوفير أو إبقاء القوى الناعمة فإن الصحافة المحلية هي إحدى ركائز تلك القوى، وأي دولة لا تفرط في قواها كونها تعلم علم اليقين أن لكل مؤسسة ثقافية إعلامية دورا وطنيا لا يمكن التنازل عنه..
وفي الجانب الآخر فكل مؤسسة صحفية ترى أن دورها كسلطة لا يكتمل أي نظام إلا بوجودها كرقيب وكاشف لأي اعتوار يحدث في مفاصل الدولة، وبالتالي تبحث عن البقاء بأي صورة كانت، وليس أمامها من حل فقد لجأت لكل أنواع الترشيد حتى فقدت جل مقدراتها المهنية والطواقم البشرية، وإذا كانت صحف العالم الكبيرة تعاني من المشكلة نفسها فإن وضع صحفنا يختلف كثيرا، فالصحف العالمية تصل مبيعاتها الورقية إلى مليون أو ملايين، وبهذا التوزيع يظل المعلن حريصا على البقاء في هذه الجريدة أو تلك بينما صحفنا المحلية تعاني من فقر القارئ، ليس الآن، بل من زمن، إذ بقيت مقولة إن العرب لا يقرؤون..
ومهما قيل وسيقال فالصحف المحلية بحاجة ماسة لتدخل الدولة بإيجاد حلول لإنعاشها قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة ليس لشيء سوى أنها (الدولة) تنقذ قوى ناعمة كانت ولا تزال تتمثل الدور الوطني في الذود عن البلاد فيما يمس الأمن بجوار أدوارها التثقيفية والرياضية والاقتصادية..
وهذا الأمر لن يؤخذ بعين الاعتبار ما لم يتحول الى قضية وطنية تسعى الدولة لحل المعضلة التي تجابه الصحافة.