هذا واقع بكل أسف نلمسه يتمدد بالطول والعرض.. يسابق الريح في انتشاره ولا أقول كالوباء وإنما هو تيار الإنترنت وما نجم عنه من وسائل اخترقت الملكية الفردية ووقفت بصلابة في وجه الصحافة التقليدية.
سطور مع الصحافة الورقية:
عايشت صاحبة الجلالة الصحافة وعشت في بلاطها وشهدت تطورها منذ أن كانت فردية كجريدة البلاد وصوت الحجاز وجريدة المدينة وجريدة الندوة وحراء والرياضة وجريدة الأضواء وجريدة الرائد وجريدة عكاظ.. هذه الجرائد كلها مجتمعة في الحجاز وبسبق تاريخي.. ثم في الرياض كانت جريدة الرياض التي تصدر عن مؤسسة اليمامة الصحافية ومجلة الجزيرة الشهرية التي تحولت إلى أسبوعية ثم تحولت إلى جريدة الجزيرة اليومية.. أذكر أننا كنا نتقاضى ريالات لا تبلغ معشار رواتب الصحافة قبل سنتين.. وهجم النت بوسائل تواصله الاجتماعية هجمة قوية بكل معطياته وكان ديدن هذه الوسيلة أن أتاحت الفردية وأعطتها مساحة للانتشار وأصبح معها الإعلام أو الصحافة المرئية في متناول الجميع.. الطفل والشاب والشابة وفي متناول الكبار.. وقد فرضت العزلة على الأسرة وقسمتهم دون هوادة.. الجالسون في صالون الأسرة أو في غرفة المعيشة تراهم جميعا وقلوبهم شتى.. وهي آفة أصابت الوسط الاجتماعي بالشرخ وبالانفصام وبالتالي أصبحت الوسائط كتويتر وواتساب والفيسبوك مصدر إزعاج للصحافة الورقية وأخذت تسرق منها كثيرا من انفراداتها وأخبارها وأيضا حصتها.
السيادة الفردية:
وقد تميز وانفرد بالسيادة مجموعة من الأذكياء الذين امتطوا صهوة النت ونجحوا في جذب كثير من الجمهور مما أصبح لديهم رصيد يطغى على ما تمتلكه الصحافة الورقية في هذه الأيام.. وأصبحت الصحيفة أو الصحفي أو حتى على مستوى الأطفال أصبحوا يسجلون انتصارات فردية نجحوا فيها ومعها في اجتذاب عدد كبير من المتابعين من القراء ومن المشاهدين على السواء.. كل ذلك على حساب جهد وحقوق الصحافة الورقية.
الإعلان وهو عصب الصحف ووسائل الإعلان:
لقد كان الإعلان هو سيد الموقف وكان كثيرا ما يثير صراعا بين الإدارة والتحرير في كل جريدة.. فالتحرير يود أن يستحوذ على أكثر الصفحات والإدارة تود أكثر من نصف الجريدة للإعلان.. وهذه كانت مشكلة أزلية بكل أسف فجاء النت لينهي هذا الخلاف الأزلي.
توقعات الخبراء بزوال الصحافة الورقية:
وقد تحدث كثير من أساطين الصحافة العالمية متنبئين بزوال هيمنة الصحافة الورقية ووقوفها عاجزة عن أن تنافس.. الأمر الذي انعكس على دخلها رغم محاولاتها الجادة لضغط المصاريف وتقليص عدد الصفحات والاستغناء عن عدد كبير من الكوادر الصحافية.. الأمر الذي تسبب في انكماش واضح في قدرات الجرائد.. التي حاولت ثم حاولت ثم حاولت ولكن حيل الله أقوى..
خالد المالك وصرخته المدوية:
أكاد ألتمس الأعذار (لأبو بشار) خالد المالك الذي انطلق من كونه رئيس تحرير ومن كونه يمثل الصحافة والصحافيين من قرب أدرك مدى (الخطر) الذي داهم الصحافة مما جعلها عاجزة عن الوقوف والصمود لأداء الدور التاريخي الذي لعبته طويلا.
وكلنا ثقة وأمل في أن يجد نداء خالد المالك أصداءه عند قمة السلطة الملك وولي عهده.. ولعل ما يصرف من مساعدات للأندية الرياضية يجعلنا نطمع في أن تكون للصحافة حصتها حتى تقوى على الثبات والاستمرارية.. ومع ذلك فإن التحول إلى الصحافة الرقمية حتمي.. وتنشيط المواقع لكل جريدة واستخدام أساليب المعطيات العصرية كفيل بأن يمكن هذه الجرائد من سعة الانتشار ويفتح أمامها مصادر جديدة للدخل.
.. وحسبي الله ونعم الوكيل.
alialrabghi9@gmail.com
سطور مع الصحافة الورقية:
عايشت صاحبة الجلالة الصحافة وعشت في بلاطها وشهدت تطورها منذ أن كانت فردية كجريدة البلاد وصوت الحجاز وجريدة المدينة وجريدة الندوة وحراء والرياضة وجريدة الأضواء وجريدة الرائد وجريدة عكاظ.. هذه الجرائد كلها مجتمعة في الحجاز وبسبق تاريخي.. ثم في الرياض كانت جريدة الرياض التي تصدر عن مؤسسة اليمامة الصحافية ومجلة الجزيرة الشهرية التي تحولت إلى أسبوعية ثم تحولت إلى جريدة الجزيرة اليومية.. أذكر أننا كنا نتقاضى ريالات لا تبلغ معشار رواتب الصحافة قبل سنتين.. وهجم النت بوسائل تواصله الاجتماعية هجمة قوية بكل معطياته وكان ديدن هذه الوسيلة أن أتاحت الفردية وأعطتها مساحة للانتشار وأصبح معها الإعلام أو الصحافة المرئية في متناول الجميع.. الطفل والشاب والشابة وفي متناول الكبار.. وقد فرضت العزلة على الأسرة وقسمتهم دون هوادة.. الجالسون في صالون الأسرة أو في غرفة المعيشة تراهم جميعا وقلوبهم شتى.. وهي آفة أصابت الوسط الاجتماعي بالشرخ وبالانفصام وبالتالي أصبحت الوسائط كتويتر وواتساب والفيسبوك مصدر إزعاج للصحافة الورقية وأخذت تسرق منها كثيرا من انفراداتها وأخبارها وأيضا حصتها.
السيادة الفردية:
وقد تميز وانفرد بالسيادة مجموعة من الأذكياء الذين امتطوا صهوة النت ونجحوا في جذب كثير من الجمهور مما أصبح لديهم رصيد يطغى على ما تمتلكه الصحافة الورقية في هذه الأيام.. وأصبحت الصحيفة أو الصحفي أو حتى على مستوى الأطفال أصبحوا يسجلون انتصارات فردية نجحوا فيها ومعها في اجتذاب عدد كبير من المتابعين من القراء ومن المشاهدين على السواء.. كل ذلك على حساب جهد وحقوق الصحافة الورقية.
الإعلان وهو عصب الصحف ووسائل الإعلان:
لقد كان الإعلان هو سيد الموقف وكان كثيرا ما يثير صراعا بين الإدارة والتحرير في كل جريدة.. فالتحرير يود أن يستحوذ على أكثر الصفحات والإدارة تود أكثر من نصف الجريدة للإعلان.. وهذه كانت مشكلة أزلية بكل أسف فجاء النت لينهي هذا الخلاف الأزلي.
توقعات الخبراء بزوال الصحافة الورقية:
وقد تحدث كثير من أساطين الصحافة العالمية متنبئين بزوال هيمنة الصحافة الورقية ووقوفها عاجزة عن أن تنافس.. الأمر الذي انعكس على دخلها رغم محاولاتها الجادة لضغط المصاريف وتقليص عدد الصفحات والاستغناء عن عدد كبير من الكوادر الصحافية.. الأمر الذي تسبب في انكماش واضح في قدرات الجرائد.. التي حاولت ثم حاولت ثم حاولت ولكن حيل الله أقوى..
خالد المالك وصرخته المدوية:
أكاد ألتمس الأعذار (لأبو بشار) خالد المالك الذي انطلق من كونه رئيس تحرير ومن كونه يمثل الصحافة والصحافيين من قرب أدرك مدى (الخطر) الذي داهم الصحافة مما جعلها عاجزة عن الوقوف والصمود لأداء الدور التاريخي الذي لعبته طويلا.
وكلنا ثقة وأمل في أن يجد نداء خالد المالك أصداءه عند قمة السلطة الملك وولي عهده.. ولعل ما يصرف من مساعدات للأندية الرياضية يجعلنا نطمع في أن تكون للصحافة حصتها حتى تقوى على الثبات والاستمرارية.. ومع ذلك فإن التحول إلى الصحافة الرقمية حتمي.. وتنشيط المواقع لكل جريدة واستخدام أساليب المعطيات العصرية كفيل بأن يمكن هذه الجرائد من سعة الانتشار ويفتح أمامها مصادر جديدة للدخل.
.. وحسبي الله ونعم الوكيل.
alialrabghi9@gmail.com