موضوعنا اليوم هو طائرة الإيرباص 380، وهي الأكبر حجما في عالم نقل الركاب التجاري. وفي البداية لابد من التأكيد على أن الإيرباص ليست شركة، وإنما هي مجموعة من الشركات في بلدان مختلفة. وإليكم خلفية تاريخية مختصرة جدا: كانت أوروبا، وبالذات بريطانيا، في الطليعة في عالم الطيران في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، فأنتجت أحدث الطائرات التجارية وبالذات أول طائرة ركاب نفاثة وهي «الكوميت» عام 1949. ولكن مجموعة كوارث غيرت وضعها الريادي الذي نقل التألق إلى الولايات المتحدة من خلال شركات مثل «بوينج»، و«ماكدونال دوجلاس»، و«لوكهيد»، و«كونفير». وفي منتصف الستينات قررت فرنسا، وإنجلترا، وألمانيا، وإسبانيا استعادة المجد الأوروبي الجوي من خلال إنتاج طائرات حديثة، فكانت النتيجة هي أول طائرة إيرباص 300 التي دخلت الخدمة عام 1975. وتتالت المنتجات المنافسة للصناعة الأمريكية واحدة تلو الأخرى. وإحداها كانت موجهة لمنافسة «ملكة الأجواء» وهي البوينج 747 الشهيرة بالجامبو التي قدمت فلسفة النقل «بالجملة»، أي بالأعداد الضخمة لتخفض تكاليف النقل الجوي للعالم بأكمله. قررت مجموعة إيرباص في منتصف عقد التسعينات أن تصمم وتبني أكبر طائرة تجارية لتكون أكبر وأحدث من البوينج العملاقة القديمة. وكان رد شركة بوينج على هذا التحدي قاسيا فذكرت العديد من الأسباب التي تنذر بفشل المشروع ومنها:
أولا: عدم جدوى تصميم طائرة بدورين على كامل طول مقصورة الركاب وخصوصا فيما يتعلق بخروج الركاب في حالات الطوارئ. وللعلم فالمعايير الدولية تتطلب أن يخرج جميع الركاب من جانب واحد من مقصورة ركاب الطائرة خلال تسعين ثانية فقط لا غير... في الظلام الدامس، وكان هذا أحد أسباب عدم التزام شركة بوينج بتصميم الدورين عندما بدأت بتصميم الجامبو خلال منتصف الستينات. ولكن في 26 مارس 2006 نجحت طائرة الإيرباص 380 في الاختبار. وتحديدا فقد خرج 873 راكبا من الطائرة في تجربة رسمية موثقة خلال 78 ثانية فقط.
ثانيا: رأت بوينج أن المستقبل لطائرات بمحركين فقط بدلا من أربعة محركات مثل البوينج 777 و787. وأما الإيرباص فرأت أن الأربعة محركات هي الأفضل للمسافات البعيدة وتجسد ذلك في تصميم طائرتي الإيرباص 340 و380. وهنا كان الرأي الأسلم لبوينج فحتى إيرباص تراجعت عن هذا الموقف في طائراتها الجديدة فأوقفت إنتاج الإيرباص 340 بالكامل، وأصبحت الأفضلية للطائرات ذات المحركين حتى للأحجام الضخمة جدا ما عدا الإيرباص 380.
ثالثا: أكدت بوينج من خلال دراساتها أن الطلب على الطائرات الضخمة جدا لن يكون مجديا، وبالتالي فتنبأت بتلاشي الإقبال على طائراتها الجامبو العملاقة وأي طائرات شبيهة. وهنا أيضا كان الرأي السليم لبوينج فقد أصبحت البوينج 747 أسطورة تاريخية الآن بعدما اختفى عليها الطلب بالكامل. وأما مجموعة إيرباص فقد كانت على وشك أن توقف خط إنتاج السوبر جامبو 380 إلى أن أتى المنقذ في آخر لحظة وهو طيران الإمارات. وبدون مبالغة فالإماراتية هي المحرك الأكبر لخط إنتاج الإيرباص السوبر جامبو 380 العملاقة بأكمله، فهي المشغل الأكبر عالميا للطائرة حيث إن أسطولها الجوي يحتوي على 101 طائرة من هذا الطراز و41 طلبية جديدة، علما بأن سعر الطائرة الواحدة ممكن أن يفوق البليون ونصف البليون ريال. وعدد الطائرات من هذا الطراز في أسطولها يفوق إجمالي العدد في جميع شركات الطيران الأخرى. وخلال هذا الأسبوع أنقذت الإماراتية طائرة الإيرباص 380 بطلبيتها الجديدة فأعادت تشغيل خط الإنتاج... وأكيد كانت هناك ملايين «الغطاريف» أي «الزغاريد» أو ما شابهها في فرنسا، وألمانيا، وبريطانيا، وإسبانيا احتفالا بهذه الطلبية التي أنقذت الطائرة من إحالتها إلى مرتبة «القرمبع».
أمنيـــــة
خلال الثلاث والثلاثين سنة الماضية طورت الخطوط الجوية الإماراتية نفسها لتصبح إحدى الشركات ذات الشأن العالمي. واليوم أثبتت أهميتها في مستقبل صناعة النقل الجوي بتأمين مستقبل طائرة الإيرباص 380 التي كانت على «الحركرك»، وكادت تغلق خط إنتاجها لعدم وجود أية طلبيات جديدة. أتمنى أن يكون للخطوط السعودية هذه الهيبة العالمية وهي قادرة على ذلك بمشيئة الله.
وهو من وراء القصد.
أولا: عدم جدوى تصميم طائرة بدورين على كامل طول مقصورة الركاب وخصوصا فيما يتعلق بخروج الركاب في حالات الطوارئ. وللعلم فالمعايير الدولية تتطلب أن يخرج جميع الركاب من جانب واحد من مقصورة ركاب الطائرة خلال تسعين ثانية فقط لا غير... في الظلام الدامس، وكان هذا أحد أسباب عدم التزام شركة بوينج بتصميم الدورين عندما بدأت بتصميم الجامبو خلال منتصف الستينات. ولكن في 26 مارس 2006 نجحت طائرة الإيرباص 380 في الاختبار. وتحديدا فقد خرج 873 راكبا من الطائرة في تجربة رسمية موثقة خلال 78 ثانية فقط.
ثانيا: رأت بوينج أن المستقبل لطائرات بمحركين فقط بدلا من أربعة محركات مثل البوينج 777 و787. وأما الإيرباص فرأت أن الأربعة محركات هي الأفضل للمسافات البعيدة وتجسد ذلك في تصميم طائرتي الإيرباص 340 و380. وهنا كان الرأي الأسلم لبوينج فحتى إيرباص تراجعت عن هذا الموقف في طائراتها الجديدة فأوقفت إنتاج الإيرباص 340 بالكامل، وأصبحت الأفضلية للطائرات ذات المحركين حتى للأحجام الضخمة جدا ما عدا الإيرباص 380.
ثالثا: أكدت بوينج من خلال دراساتها أن الطلب على الطائرات الضخمة جدا لن يكون مجديا، وبالتالي فتنبأت بتلاشي الإقبال على طائراتها الجامبو العملاقة وأي طائرات شبيهة. وهنا أيضا كان الرأي السليم لبوينج فقد أصبحت البوينج 747 أسطورة تاريخية الآن بعدما اختفى عليها الطلب بالكامل. وأما مجموعة إيرباص فقد كانت على وشك أن توقف خط إنتاج السوبر جامبو 380 إلى أن أتى المنقذ في آخر لحظة وهو طيران الإمارات. وبدون مبالغة فالإماراتية هي المحرك الأكبر لخط إنتاج الإيرباص السوبر جامبو 380 العملاقة بأكمله، فهي المشغل الأكبر عالميا للطائرة حيث إن أسطولها الجوي يحتوي على 101 طائرة من هذا الطراز و41 طلبية جديدة، علما بأن سعر الطائرة الواحدة ممكن أن يفوق البليون ونصف البليون ريال. وعدد الطائرات من هذا الطراز في أسطولها يفوق إجمالي العدد في جميع شركات الطيران الأخرى. وخلال هذا الأسبوع أنقذت الإماراتية طائرة الإيرباص 380 بطلبيتها الجديدة فأعادت تشغيل خط الإنتاج... وأكيد كانت هناك ملايين «الغطاريف» أي «الزغاريد» أو ما شابهها في فرنسا، وألمانيا، وبريطانيا، وإسبانيا احتفالا بهذه الطلبية التي أنقذت الطائرة من إحالتها إلى مرتبة «القرمبع».
أمنيـــــة
خلال الثلاث والثلاثين سنة الماضية طورت الخطوط الجوية الإماراتية نفسها لتصبح إحدى الشركات ذات الشأن العالمي. واليوم أثبتت أهميتها في مستقبل صناعة النقل الجوي بتأمين مستقبل طائرة الإيرباص 380 التي كانت على «الحركرك»، وكادت تغلق خط إنتاجها لعدم وجود أية طلبيات جديدة. أتمنى أن يكون للخطوط السعودية هذه الهيبة العالمية وهي قادرة على ذلك بمشيئة الله.
وهو من وراء القصد.