مخطئ جدا من يعتقد أن صحيفة «النيويورك تايمز» الصادرة من على بعد آلاف الأميال في أقصى الشرق الأمريكي، تكتب عن السعودية من أجل قرائها الشغوفين بأخبار المملكة وملوكها وأمرائها وشعبها، ومخطئ أيضا من يعتقد أن الصحيفة العتيقة بدأت حربها على الرياض في الأسابيع أو الأشهر الماضية.
إنها حرب طويلة تقودها جماعات اليسار والليبراليون الجدد في أمريكا والغرب ضد الدول «القديمة» في المنطقة وعلى رأسها المملكة، لأسباب عدة، منها الآيديولوجي ومنها المالي ومصالح وتحالفات مع قوى أخرى.
هذه الحرب تأخذ أشكالا عدة، منها الإعلامي والحقوقي والديني، ولو راجعنا ما نشر على مدى سنوات لوجدناه يتركز على حقوق المرأة والأديان، وبعدما سقط ذلك تحولت لنوع آخر يخدم الهدف النهائي وهو محاولة تركيع الرياض.
دعونا نعد لأول الحكاية، ونتعرف على الصحيفة نفسها قبل النقاش عن أهدافها.
النيويورك تايمز هي واحدة من أقدم الصحف الأمريكية صدرت العام 1851، وتبنت في معظم فتراتها خطاً تحريرياً ليبرالياً متطرفاً جداً، ودعمت الفكر اليساري واعتبرت نفسها المنافح عن ذلك النوع من الأفكار والملاذ الآمن لأصحابه.
عادة ما يتبنى اليساريون ومتطرفو الليبرالية في العالم خطاً مناوئاً للدول الملكية، ويدعمون أي حركات تمرد أو عنف ضد الحكومات القائمة، وظهر ذلك جلياً في فترة الستينات والسبعينات، وكذلك في تحالف قوى اليسار مع الإخوان المسلمين لتنفيذ مخطط «الخريف العربي».
ولنعد للأعوام بين 1961 – 1963، حين اصطفت النيويورك تايمز مع سياسات الرئيس الديموقراطي جون كينيدي في مواقفه من السعودية، الذي كان يأخذ موقفاً خشناً من الرياض، لدرجة أنه منع الجيش الأمريكي من إمداد السعودية بالخبرات القتالية، واحتجز الطائرات الحربية التي أرسلت لأمريكا للصيانة، بالطبع موقف كينيدي هو موقف معظم قادة الحزب الديموقراطي، والتي رأيناها جلية بشكل فج مع الرئيس باراك أوباما.
العام 2008، وصل أول رئيس أسود إلى سدة الرئاسة الأمريكية، كانت النيويورك تايمز من أوائل الصحف التي تبنت حملة أوباما الانتخابية، حتى أن افتتاحياتها كانت تعلن بصراحة دعمها له.
بالطبع أوباما هو خريج مخلص لمدرسة اليسار الليبرالية المتطرفة، وتبنى فور دخوله البيت الأبيض مشروع الشرق الأوسط الجديد، القائم على فكرة واضحة ومحددة، ألا وهي إزالة الأنظمة القائمة في المنطقة واستبدالها بأنظمة قادمة، عبر الثورات وتنظيمات هامشية لديها مظلومية كما كانت تدعي، وجاءت مصر والسعودية على رأس ذلك المشروع.
كانت النيويورك تايمز هي الظهير الإعلامي للبيت الأبيض، وأخذت على عاتقها القيام بالحرب بالوكالة ضد الرياض، وشنت منذ العام 2008 وحتى اليوم أعنف حروبها المنحازة، وأسقطت كل الأقنعة الزائفة التي تقول إن الإعلام الغربي محايد.
اليوم تتبنى النيويورك تايمز خطين متشابكين في التعامل مع الرياض، الخط الأول تحركه وزارة الخارجية الأمريكية، التي يقودها رئيس سابق لشركة اسكون موبيل وشريك حالي فيها، وكذلك بعض الأجهزة الأمنية في واشنطن المتخوفة من الصعود الكبير للرياض، ورغبتها في تحجيم الدور السعودي الطموح الذي يقوده الملك سلمان وولي عهده الجسور محمد بن سلمان، على حساب مشاريع كبرى استثمرت فيها الأجهزة الأمنية الأمريكية العميقة الكثير، بالشراكة مع تنظيمات ودول إقليمية.
بالطبع ذلك الخط يخالف رغبة البيت الأبيض في إقامة علاقات وثيقة مع الرياض، ولذلك نشهد بعض تلك التجاذبات بين الطرفين.
الخط الثاني هو خط الدعم المالي القادم بثراء فاحش من شركة اكسون موبيل للغاز، والتي رصدت مبالغ طائلة للإعلان في صحيفتي النيويورك تايمز والواشنطن بوست، اللتين تعانيان مثل كثير من وسائل الإعلام من تراجع مداخيلها، بالطبع الدعم المالي آتى أكله عبر حملات ممنهجة ومنظمة ضد المملكة.
ولو رصدنا ما نشرته الصحيفة من تقارير وأخبار كاذبة خلال سنتين فقط، بدءاً من شراء جزر في المحيط الهندي، إلى كذبة اليخت ثم القصور، وانتهاء باللوحة النادرة التي ثبت شراء متحف أبو ظبي لها، لوجدناها تصب في اتجاه واحد فقط، هو تشويه سمعة السعودية، وهدم الصورة الذهنية للأمير محمد بن سلمان عبر دعاية مسمومة لخدمة الأجهزة الأمنية العميقة في واشنطن ولوبي إيران المتجذر في وزارة الخارجية الأمريكية، وأخيراً مصالح شركة الغاز القطرية اكسون موبيل، الداعم الإعلاني الكبير للصحيفة.
إنها حرب طويلة تقودها جماعات اليسار والليبراليون الجدد في أمريكا والغرب ضد الدول «القديمة» في المنطقة وعلى رأسها المملكة، لأسباب عدة، منها الآيديولوجي ومنها المالي ومصالح وتحالفات مع قوى أخرى.
هذه الحرب تأخذ أشكالا عدة، منها الإعلامي والحقوقي والديني، ولو راجعنا ما نشر على مدى سنوات لوجدناه يتركز على حقوق المرأة والأديان، وبعدما سقط ذلك تحولت لنوع آخر يخدم الهدف النهائي وهو محاولة تركيع الرياض.
دعونا نعد لأول الحكاية، ونتعرف على الصحيفة نفسها قبل النقاش عن أهدافها.
النيويورك تايمز هي واحدة من أقدم الصحف الأمريكية صدرت العام 1851، وتبنت في معظم فتراتها خطاً تحريرياً ليبرالياً متطرفاً جداً، ودعمت الفكر اليساري واعتبرت نفسها المنافح عن ذلك النوع من الأفكار والملاذ الآمن لأصحابه.
عادة ما يتبنى اليساريون ومتطرفو الليبرالية في العالم خطاً مناوئاً للدول الملكية، ويدعمون أي حركات تمرد أو عنف ضد الحكومات القائمة، وظهر ذلك جلياً في فترة الستينات والسبعينات، وكذلك في تحالف قوى اليسار مع الإخوان المسلمين لتنفيذ مخطط «الخريف العربي».
ولنعد للأعوام بين 1961 – 1963، حين اصطفت النيويورك تايمز مع سياسات الرئيس الديموقراطي جون كينيدي في مواقفه من السعودية، الذي كان يأخذ موقفاً خشناً من الرياض، لدرجة أنه منع الجيش الأمريكي من إمداد السعودية بالخبرات القتالية، واحتجز الطائرات الحربية التي أرسلت لأمريكا للصيانة، بالطبع موقف كينيدي هو موقف معظم قادة الحزب الديموقراطي، والتي رأيناها جلية بشكل فج مع الرئيس باراك أوباما.
العام 2008، وصل أول رئيس أسود إلى سدة الرئاسة الأمريكية، كانت النيويورك تايمز من أوائل الصحف التي تبنت حملة أوباما الانتخابية، حتى أن افتتاحياتها كانت تعلن بصراحة دعمها له.
بالطبع أوباما هو خريج مخلص لمدرسة اليسار الليبرالية المتطرفة، وتبنى فور دخوله البيت الأبيض مشروع الشرق الأوسط الجديد، القائم على فكرة واضحة ومحددة، ألا وهي إزالة الأنظمة القائمة في المنطقة واستبدالها بأنظمة قادمة، عبر الثورات وتنظيمات هامشية لديها مظلومية كما كانت تدعي، وجاءت مصر والسعودية على رأس ذلك المشروع.
كانت النيويورك تايمز هي الظهير الإعلامي للبيت الأبيض، وأخذت على عاتقها القيام بالحرب بالوكالة ضد الرياض، وشنت منذ العام 2008 وحتى اليوم أعنف حروبها المنحازة، وأسقطت كل الأقنعة الزائفة التي تقول إن الإعلام الغربي محايد.
اليوم تتبنى النيويورك تايمز خطين متشابكين في التعامل مع الرياض، الخط الأول تحركه وزارة الخارجية الأمريكية، التي يقودها رئيس سابق لشركة اسكون موبيل وشريك حالي فيها، وكذلك بعض الأجهزة الأمنية في واشنطن المتخوفة من الصعود الكبير للرياض، ورغبتها في تحجيم الدور السعودي الطموح الذي يقوده الملك سلمان وولي عهده الجسور محمد بن سلمان، على حساب مشاريع كبرى استثمرت فيها الأجهزة الأمنية الأمريكية العميقة الكثير، بالشراكة مع تنظيمات ودول إقليمية.
بالطبع ذلك الخط يخالف رغبة البيت الأبيض في إقامة علاقات وثيقة مع الرياض، ولذلك نشهد بعض تلك التجاذبات بين الطرفين.
الخط الثاني هو خط الدعم المالي القادم بثراء فاحش من شركة اكسون موبيل للغاز، والتي رصدت مبالغ طائلة للإعلان في صحيفتي النيويورك تايمز والواشنطن بوست، اللتين تعانيان مثل كثير من وسائل الإعلام من تراجع مداخيلها، بالطبع الدعم المالي آتى أكله عبر حملات ممنهجة ومنظمة ضد المملكة.
ولو رصدنا ما نشرته الصحيفة من تقارير وأخبار كاذبة خلال سنتين فقط، بدءاً من شراء جزر في المحيط الهندي، إلى كذبة اليخت ثم القصور، وانتهاء باللوحة النادرة التي ثبت شراء متحف أبو ظبي لها، لوجدناها تصب في اتجاه واحد فقط، هو تشويه سمعة السعودية، وهدم الصورة الذهنية للأمير محمد بن سلمان عبر دعاية مسمومة لخدمة الأجهزة الأمنية العميقة في واشنطن ولوبي إيران المتجذر في وزارة الخارجية الأمريكية، وأخيراً مصالح شركة الغاز القطرية اكسون موبيل، الداعم الإعلاني الكبير للصحيفة.