-A +A
عبدالله عمر خياط
.. كنت احتفظ إلى ماقبل بضع عشرة أعوام بمجلدات مجلة «العربي» الصادرة عن دولة الكويت فلما تراكمت الكتب في مكتبتي تصرفت في هذه المجلدات القيمة إلى مركز معلومات «عكاظ»، وهم لا زالوا يحتفظون بهذه المجلدات التي تضم من العدد الأول حتى العدد المائتين أو أكثر.

كانت العربي، ولا زالت راقية بين المجلات لكنها في بداياتها تحت رئاسة أحمد زكي، وأحمد بهاء الدين أرقى مجلة عربية بلا منازع في العالم العربي كله وكانت تعطي صورة مشرفة للإنسان العربي على اسمها حيثما كان.


ومجلة العربي هذه الأيام تحتفل بذكراها الستين لكنها ما عادت بذلك الوهج، وإذا كانت قد عثرت على الفتاة التي ازدان بصورتها غلاف العدد الأول، وقد أصبحت كهلة، فقد أصاب المجلة ما أصاب فتاة الغلاف للعدد الأول.

ربما كان السبب ميلان البوصلة فيها.. فمن ناحية توجهت استطلاعات المجلة من باب «اعرف وطنك أيها العربي» إلى مدن أو جزر بعيدة جداً عن العالم العربي.. ومن ناحية ثانية زيادة جرعة التكويت فيها، لا في الموضوعات فحسب، ولكن في قيادتها أيضاً، فقد كان رئيس التحرير أحمد زكي وأحمد بهاء الدين وهما مواطنان مصريان لا يعانيان حساسية تجاه حصر الموضوعات المحلية لدولة الكويت، على حين أنه من الطبيعي حين تكون القيادة من أهل الكويت أن تراعي حساسيات تضيِّق من أفق المجلة.. وتجعلها تعطي مساحة أكبر للموضوعات الكويتية التي قد لا تهم 300 مليون عربي كثيراً.

وعلى أي حال فإن الصحافة الورقية والمجلات الورقية بشكل عام تعاني هذه الأيام من انصراف القراء إلى وسائل التواصل الاجتماعي وإلى البث التلفزيوني، ففي ذلك بعض العذر، لكن ليس كل العذر.

إن رائد المجلة الأول الأستاذ أحمد السقاف الذي استقطب الجهاز التحريري من الكفاءات العربية كان بإمكانه وهو الشاعر الكبير والمثقف الكويتي البارز أن يحوز رئاسة التحرير لنفسه، لكنه اختار الغاية الكبرى للمجلة وللكويت فأقنع أحمد زكي رئيس جامعة القاهرة أن يتولى سفينة المجلة، وجاء الدكتور زكي برجال أمثال الشيخ محمد أبو زهرة ليكتبوا فيها، والشاعر عزيز أباظة لينشر بعض قصائده فيها، وغيرهم من القامات الكبرى في الثقافة والشعر العربي.

ونرى أن تعود المجلة إلى نهجها القديم، أما الانكفاء على الكويت مع احترامنا الكامل للأشقاء الكويتيين فذلك يميل بالمجلة عن هويتها الرئيسة التي تتمثل في اسمها فهي مجلة «العربي»، والكويت جزء من العالم العربي.

نتمنى للعربي في ذكراها الستين مزيداً من التقدم والرونق.

السطر الأخير:

كلنا في الهم شرق