في تغريدة له كشف المركز العالمي للحرب الفكرية على الإرهاب التابع لوزارة الدفاع في المملكة عما اعتبره طليعة أسباب الانحراف الفكري متمثلا في «عدم الإلمام بقواعد الشريعة في فقه الأولويات والموازنات والمآلات، وتجاهل ضوابطها في اختلاف الزمان والمكان والعادات والأحوال، مع النقص الحاد في القدرة على جمع النصوص والترجيح بينها بعد فهم مقاصدها وتنزيل القواعد عليها».
ولا شك في صحة ما كشف عنه المركز إذا ما كان الحديث منصبا على الفتاوى التي تتسم بالتطرف والتشدد وتنتهي إلى التفسيق والتكفير وما إلى ذلك مما يعد الوقود الذي يشعل نار الإرهاب ويحتفظ بها متقدة تأكل الأخضر واليابس في حاضر الشعوب ومستقبلها، فالذين يعانون من عدم الإلمام بقواعد الشريعة في فقه الأولويات والموازنات والمآلات إنما هم أولئك الذين يتصدرون المنابر وليسوا من أهلها ويتصدون للفتوى وليسوا من رجالها، متوهمين أن الله لم يهد إلى الحق سواهم ولم يفتح مغاليق العلم الشرعي لغيرهم.
غير أن هذا «الكلام الكبير والصحيح في آن» لا يشكل سببا رئيسيا للإرهاب الذي تتكون أغلب خلاياه من شباب وصغار سن لا نصيب لهم من علوم الشريعة وإنما ينقادون بعقلية القطيع لما يفتيهم به أولئك الذين يغررون بهم ويصطادونهم بما يفتون به من مفاهيم مغلوطة للجهاد والولاء والبراء والمعروف والمنكر، وليس لنا أن نتوقع من هؤلاء الشباب وصغار السن أن يكونوا على إلمام بفقه الشريعة وفهم مقاصدها وتنزيل القواعد عليها، ذلك أن انتماءهم للجماعات الإرهابية لم يكن عن سوء فهم منهم لذلك كله وإنما عن إساءة إفهام لهم لذلك كله، وسيكون ما نرومه صعب المنال إذا توسمنا فيهم القدرة على فهم ما تضمنته تلك التغريدة مما لا يستطيع فهمه غير العلماء المختصين في علوم الشريعة.
لذلك كله فإن لنا أن نرى أن أبرز أسباب الانحراف الفكري إنما تتمثل في سيادة «عقلية القطيع»، العقلية العاجزة عن مناقشة ما يتم إملاؤه عليها، وغير القادرة على النظر العقلي في ما يعرض عليها من فتاوى، وغير القادرة كذلك على حماية صاحبها من الوقوع ضحية للتغرير والاستلاب. ولا سبيل إلى حماية الشباب من الانحراف الفكري بغير تنمية الفكر الانتقادي وتربية العقل الحر القادر على الحوار والنقاش والمتأبي على الاستلاب والتغرير، ومن شأن ذلك العقل الحر أن ينتهي إلى إدراك مقاصد الشرع انطلاقا من قاعدة أن ما يقره العقل السليم يقره الدين القويم.
ولا شك في صحة ما كشف عنه المركز إذا ما كان الحديث منصبا على الفتاوى التي تتسم بالتطرف والتشدد وتنتهي إلى التفسيق والتكفير وما إلى ذلك مما يعد الوقود الذي يشعل نار الإرهاب ويحتفظ بها متقدة تأكل الأخضر واليابس في حاضر الشعوب ومستقبلها، فالذين يعانون من عدم الإلمام بقواعد الشريعة في فقه الأولويات والموازنات والمآلات إنما هم أولئك الذين يتصدرون المنابر وليسوا من أهلها ويتصدون للفتوى وليسوا من رجالها، متوهمين أن الله لم يهد إلى الحق سواهم ولم يفتح مغاليق العلم الشرعي لغيرهم.
غير أن هذا «الكلام الكبير والصحيح في آن» لا يشكل سببا رئيسيا للإرهاب الذي تتكون أغلب خلاياه من شباب وصغار سن لا نصيب لهم من علوم الشريعة وإنما ينقادون بعقلية القطيع لما يفتيهم به أولئك الذين يغررون بهم ويصطادونهم بما يفتون به من مفاهيم مغلوطة للجهاد والولاء والبراء والمعروف والمنكر، وليس لنا أن نتوقع من هؤلاء الشباب وصغار السن أن يكونوا على إلمام بفقه الشريعة وفهم مقاصدها وتنزيل القواعد عليها، ذلك أن انتماءهم للجماعات الإرهابية لم يكن عن سوء فهم منهم لذلك كله وإنما عن إساءة إفهام لهم لذلك كله، وسيكون ما نرومه صعب المنال إذا توسمنا فيهم القدرة على فهم ما تضمنته تلك التغريدة مما لا يستطيع فهمه غير العلماء المختصين في علوم الشريعة.
لذلك كله فإن لنا أن نرى أن أبرز أسباب الانحراف الفكري إنما تتمثل في سيادة «عقلية القطيع»، العقلية العاجزة عن مناقشة ما يتم إملاؤه عليها، وغير القادرة على النظر العقلي في ما يعرض عليها من فتاوى، وغير القادرة كذلك على حماية صاحبها من الوقوع ضحية للتغرير والاستلاب. ولا سبيل إلى حماية الشباب من الانحراف الفكري بغير تنمية الفكر الانتقادي وتربية العقل الحر القادر على الحوار والنقاش والمتأبي على الاستلاب والتغرير، ومن شأن ذلك العقل الحر أن ينتهي إلى إدراك مقاصد الشرع انطلاقا من قاعدة أن ما يقره العقل السليم يقره الدين القويم.