بدأنا نسمع عن مقياس السعادة في بعض دول العالم، وأن هناك جهات مختصة أنشئت لجلب السعادة حتى «للي منيل بألف نيلة»، وهناك مؤسسة خدمية عندنا بدأت تسأل زوارها هل أنت سعيد؟
فيرد: لا هذا ماهو اسمي شف لك واحد ثاني! يعني هي شغلة تسوي فيها صادق، اضحك يا حبيبي على الفاضي، لأنه ما فيه مليان، أنت يعني لما تنبسط وتنطنط من الفرح في أحد حيحاسبك، على العكس تصير أنت الحبيب المطاع، وحتى لو جاء «ماسول» حمش وسألك أنت بتضحك على أيه ومن متى؟! ببساطة وبهداوة وبدون ارتباك جاوبه يا أخي باضحك على نفسي، أما من متى هذه، فأمي قالت لي أني أول ما طليت على الدنيا ضحكت، وقلت آن لنونو أن يضحك بملء شدقيه ويمد ساقيه وأن يسخر من هذه الدنيا التي أصبح فيها رقما غير معلوم ولا مفهوم، بالعربي الفصيح لا شيء.
قالت لي أمي إني واد طالع لأبي معفرت ولأمي مشفلط، وعلى فكرة هي ما تشفلطت من قليل شفلطها الزمن، وتسلط بعض الرجالة على بعض الستات، ولو أني ولدت قبل 50 أو 60 عاما ما كان ضاعت حياتي وسط الزحام، ولكنت ولدت وأنا سعيد وأسعد من كده ما فيش، ولا أحتاج مقياس سعادة ولا هم يقيسون، فمقياس السعادة لا نحمله في جيوبنا ولا في ميكرفون مذيع ولا يؤكده استقصاء، مفتاح السعادة هو ابتسامة بيضاء صنع التلقائية، وتشطيب البساطة، وإكسسواراتها الألفة واللقمة الهنية والنهل من نعم الطبيعة وحسن النية والطوية.
وعلى كدا اقترح مقياس الهم، فأخبار الحروب والأمراض وكثرة الإجراءات وعوادم السيارات وكثرة الحسد والمهايط والكذب الصريح والنصب على عينك يا تاجر صارت هي المهيمنة على الحياة، يعني مثلا يسألك المقيس كم درجة همك على مقياس مشحر، والأخيرة عند أهل الشام تعني الذي على وجهه سواد من هباب القدر، فترد الليلة لونها رمادي. فيقول لك مبروك كدا باقي لك خطوة عشان تسود أو تبيض وأنت وحظك.
خلينا نتصور إدارة ما قاست سعادة المراجعين، كدت أقول سعادة المدير من كثرهم اللهم لا حسد، ثم تخيل بعد عودة بني قايس من الشارع اللي خلف الإدارة لتقديم التقرير المعلوم إلى المدير وهو يستقبلهم بلهفة ها بشروا، فيردون واجهتنا مشكلة، وبوجه عابس يقول أعوذ بالله من أولها، فيجاوبونه: المشكلة ما حصلنا «متر طويل» عشان نقيس فيه سعادة الناس، لأنها كانت قيس واغلط ما غير واحد الله يوفقه من المعقبين اقترح نقيسها حسب طبلون السيارة، وكذا انحلت المشكلة.
المهم، المراجعون كلهم رافعون أياديهم ويدعون لك «بس ما فهمنا بالضبط ايش بيقولوا». يا ناس بلا مقياس سعادة بلا خرطي، أدي عملك كما ينبغي ولا تحتاج مقياس ولا غيره، قم بعملك بإبداع وحب، قدم للمواطن كما تحب أن يقدم لك إذا كنت في محله، والله سترى كل أسارير السعادة منبسطة ومرسومة على وجهه، وفِي ذلك الوقت هات أطول مقياس سعادة وانت راكب على أجدع صاروخ، ومادا قدميك، ومفرصعا عينيك، ستعلم أن حجم السعادة التي على محياه ومحياك ليس هناك مقياس يستوعبها، لا نحتاج أن نقيس بل أن نبذل للمواطن الغالي والنفيس.
يا كدا يا «ما فيس».
فيرد: لا هذا ماهو اسمي شف لك واحد ثاني! يعني هي شغلة تسوي فيها صادق، اضحك يا حبيبي على الفاضي، لأنه ما فيه مليان، أنت يعني لما تنبسط وتنطنط من الفرح في أحد حيحاسبك، على العكس تصير أنت الحبيب المطاع، وحتى لو جاء «ماسول» حمش وسألك أنت بتضحك على أيه ومن متى؟! ببساطة وبهداوة وبدون ارتباك جاوبه يا أخي باضحك على نفسي، أما من متى هذه، فأمي قالت لي أني أول ما طليت على الدنيا ضحكت، وقلت آن لنونو أن يضحك بملء شدقيه ويمد ساقيه وأن يسخر من هذه الدنيا التي أصبح فيها رقما غير معلوم ولا مفهوم، بالعربي الفصيح لا شيء.
قالت لي أمي إني واد طالع لأبي معفرت ولأمي مشفلط، وعلى فكرة هي ما تشفلطت من قليل شفلطها الزمن، وتسلط بعض الرجالة على بعض الستات، ولو أني ولدت قبل 50 أو 60 عاما ما كان ضاعت حياتي وسط الزحام، ولكنت ولدت وأنا سعيد وأسعد من كده ما فيش، ولا أحتاج مقياس سعادة ولا هم يقيسون، فمقياس السعادة لا نحمله في جيوبنا ولا في ميكرفون مذيع ولا يؤكده استقصاء، مفتاح السعادة هو ابتسامة بيضاء صنع التلقائية، وتشطيب البساطة، وإكسسواراتها الألفة واللقمة الهنية والنهل من نعم الطبيعة وحسن النية والطوية.
وعلى كدا اقترح مقياس الهم، فأخبار الحروب والأمراض وكثرة الإجراءات وعوادم السيارات وكثرة الحسد والمهايط والكذب الصريح والنصب على عينك يا تاجر صارت هي المهيمنة على الحياة، يعني مثلا يسألك المقيس كم درجة همك على مقياس مشحر، والأخيرة عند أهل الشام تعني الذي على وجهه سواد من هباب القدر، فترد الليلة لونها رمادي. فيقول لك مبروك كدا باقي لك خطوة عشان تسود أو تبيض وأنت وحظك.
خلينا نتصور إدارة ما قاست سعادة المراجعين، كدت أقول سعادة المدير من كثرهم اللهم لا حسد، ثم تخيل بعد عودة بني قايس من الشارع اللي خلف الإدارة لتقديم التقرير المعلوم إلى المدير وهو يستقبلهم بلهفة ها بشروا، فيردون واجهتنا مشكلة، وبوجه عابس يقول أعوذ بالله من أولها، فيجاوبونه: المشكلة ما حصلنا «متر طويل» عشان نقيس فيه سعادة الناس، لأنها كانت قيس واغلط ما غير واحد الله يوفقه من المعقبين اقترح نقيسها حسب طبلون السيارة، وكذا انحلت المشكلة.
المهم، المراجعون كلهم رافعون أياديهم ويدعون لك «بس ما فهمنا بالضبط ايش بيقولوا». يا ناس بلا مقياس سعادة بلا خرطي، أدي عملك كما ينبغي ولا تحتاج مقياس ولا غيره، قم بعملك بإبداع وحب، قدم للمواطن كما تحب أن يقدم لك إذا كنت في محله، والله سترى كل أسارير السعادة منبسطة ومرسومة على وجهه، وفِي ذلك الوقت هات أطول مقياس سعادة وانت راكب على أجدع صاروخ، ومادا قدميك، ومفرصعا عينيك، ستعلم أن حجم السعادة التي على محياه ومحياك ليس هناك مقياس يستوعبها، لا نحتاج أن نقيس بل أن نبذل للمواطن الغالي والنفيس.
يا كدا يا «ما فيس».