في لقائه بضيوف الجنادرية من المثقفين من داخل وخارج المملكة، قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ضمن كلمته الترحيبية: «أصبح البُعد الثقافي مُرْتَكَزاً أساسيا في العلاقات بين الدول والشعوب ومن المهمّ تعزيزه لخدمة السلم والأمن الدّوليين». وعندما يقول ذلك سلمان بن عبد العزيز بالذات فإنها ليست عبارة بروتوكولية بسبب نوعية الضيوف الذين استقبلهم، أو لكون المناسبة ثقافية في أبعادها، ولكن لأنه يعي جيداً أهمية الثقافة ويعرف تأثيرها الكبير، فمنذ تسنمه المناصب الرسمية، خصوصا إمارة منطقة الرياض لفترة طويلة، وهو القريب جداً من الثقافة وعياً واطلاعاً، وعلاقاته بالمثقفين في المملكة وخارجها علاقة وثيقة متصلة، تتسم بالنقاش والحوار وتبادل الآراء، وقد كان أول من فكر في التعريف بثقافة المملكة في بداية ثمانينات القرن الماضي بتدشين معرض المملكة بين الأمس واليوم في أكبر عواصم العالم.
وعندما يؤكد مرة أخرى وفي هذه المرحلة بأنه لا بد من تعزيز البعد الثقافي في العلاقات بين الدول والشعوب لخدمة السلم والأمن الدوليين فإنه هنا يتحدث عن وظيفة أهم للثقافة، ليس فقط للتعريف بالشعوب ومحتواها وموروثها الثقافي وإنما لتحقيق هدف في غاية الأهمية، هو السلم والأمن، إذ إنه معروف بأن التشدد والتطرف المفضي إلى الإرهاب مشكلته ثقافية في جذرها الأساسي، وأساسه جهل ثقافي بحقيقة الأديان وقيمها وأغراضها الإنسانية في المقام الأول. كما أن الصراعات الماضية والحاضرة بمختلف أشكالها لا تخرج في أسبابها عن هذه الحقيقة، وبالتالي فملامسة أي مشكلة معقدة وخطيرة تتطلب بالضرورة وبالدرجة الأولى البحث عن مرتكزاتها الثقافية وما اعتراها من تشوه.
ولعل ما قاله الملك سلمان يدفع مؤسساتنا المعنية بالثقافة إلى تجاوز الدور التقليدي في التعاطي مع الثقافة إلى اعتبارها شأنا في مقدمة الاهتمامات، ولا سيما لدى مجتمع يزخر تأريخه بثقافة عميقة متجذرة في تأريخه.
وعندما يؤكد مرة أخرى وفي هذه المرحلة بأنه لا بد من تعزيز البعد الثقافي في العلاقات بين الدول والشعوب لخدمة السلم والأمن الدوليين فإنه هنا يتحدث عن وظيفة أهم للثقافة، ليس فقط للتعريف بالشعوب ومحتواها وموروثها الثقافي وإنما لتحقيق هدف في غاية الأهمية، هو السلم والأمن، إذ إنه معروف بأن التشدد والتطرف المفضي إلى الإرهاب مشكلته ثقافية في جذرها الأساسي، وأساسه جهل ثقافي بحقيقة الأديان وقيمها وأغراضها الإنسانية في المقام الأول. كما أن الصراعات الماضية والحاضرة بمختلف أشكالها لا تخرج في أسبابها عن هذه الحقيقة، وبالتالي فملامسة أي مشكلة معقدة وخطيرة تتطلب بالضرورة وبالدرجة الأولى البحث عن مرتكزاتها الثقافية وما اعتراها من تشوه.
ولعل ما قاله الملك سلمان يدفع مؤسساتنا المعنية بالثقافة إلى تجاوز الدور التقليدي في التعاطي مع الثقافة إلى اعتبارها شأنا في مقدمة الاهتمامات، ولا سيما لدى مجتمع يزخر تأريخه بثقافة عميقة متجذرة في تأريخه.