إليك.
إليك يا السحابة «الجبلية» التي هبطت «تهائم» الأرض والقلوب، وسكبت عطرها على أرواح عطشى، منهكة، متصدعة، لكنها تتوق إلى ترياق واحد لا ثاني له، ترياق العلم لا أكثر.
إليك.
يا من جئت مليئاً بالعلم، مشبعاً بالشهامة، مرتوياً بالمروءة. لا تريد الاستزادة من شيء أو أحد، بل تضيف إلى كل شيء وكل أحد نغمة جديدة في لحن حياته، ليكتمل بها لحن حبك.
إليك يا من أكسبه القرار صفة «المعالي» وأثبت أنه فوق كل المعالي، خُلقاً وشيمةً وعلماً، وإنسانيةً ومروءةً.
إليك: يا من وضعتَ الخط الفاصل الأحمر بين صاحب «المعالي» وصاحب «التعالي».
علوت بمعالي أخلاقك وعلمك، لكنك لم تكن لحظةً متعالياً بمنصبك.
جئتنا في لحظة عطشى إلى العلم الجامعي، بعد زمن مرير من الغربة والتعب والمكابدة، نعرف جيداً أننا مشبعون بالعلم، وفائضه نسطّره في بطون الكتب وألسنة الأجيال، لكننا كنا نحتاج إلى شهادات جامعية لكي يستطيع أبناؤنا وبناتنا النجاة من وجع الغربة وموت المسافات، من ألم الذين كانوا ينتقصون بياض قلوبهم وصفاء أرواحهم وكبرياء هاماتهم، عندما كانوا يقدمون أوراق تفوقهم على المعاناة.
جئتنا في زمن فاصل، وكنتَ الفاصلة ما بين ماضٍ أليم، ومستقبل مشرقٍ مورقٍ بالأمل، وفعلاً صنعتَ الأمل، وحققتَ الحلم، لأن القضية كانت مشتركةً بيننا وبينك، أرواح تنتظر العطاء المخلص، وروح تعمل بإخلاص، فنشأتْ بيننا كيمياء لا مثيل لها، كيمياء صامتة ليست مهووسة بالبهرج والضجيج، هدفها فقط خلق التميز.
تميزْنا يا «أبا وليد» بتميزك العلمي والإداري والأخلاقي، بتميزك الإنساني الشامل، بضميرك المتوهج، بروحك المفتونة بالعطاء، وعندما وصفوا «جامعتنا» بأنها درة الجامعات، لم يكن ذلك الوصف عبثاً، لأنها كانت -وما زالت- كذلك، ولأنك كنت درة الدرة، وعندما يوصف العقد بجماله، فلأنك كنت واسطة العقد.
البارحة يا أبا وليد، وجدتك كما أنت، ذلك الإنسان الذي لم يكن يتلون بأصباغ زاهية من أجل شيء، الضحكة الأنيقة العابرة كما هي، والتفكير العميق الجاد من أجل الوطن كما هو، بل أكبر وأكثر.
وجدتك نظيف الإهاب والملامح والقلب والضمير، كما عهدتك. وكأنك لم تصنع تأريخاً زاهياً في وطنك من خلال جامعة تختال بكبرياء الجمال والتميز. وهكذا هم الكبار، يقلبون الدنيا رأساً على عقب، ويمضون بصمت، لا يتركون غير بصمة جميلة أبدية غائرة في قلوب الذين يعرفون جيداً ماذا فعلوا.
يا أيها القوم:
أنا أعني مواطناً شامخاً، وإنساناً استثنائياً، ومبدعاً عابراً للأزمنة، اسمه: (محمد آل هيازع).
كان حاضراً ولادة مستقبل مختلف اسمه «جامعة جازان». كان طبيب الولادة، وفيلسوفها، وحاضن الوليد، وراعيه وهو يزاحم الكبار.
غادرها وهي تكتسي جمال الكون، غادرها بصمت المحبين الكبار، والعشّاق الأسطوريين. هو مفتون بها لكنه لا يبيح سر العاشقين، وهي مفتونة به لكنها خجلى من أن تقول له أنت عشقي الأول والوحيد.
يا معالي حبيبنا:
لستُ أنا الذي أكتب، بل جازان هي التي وضعت في يدي القلم، وقالت: اكتب:
أنا جازان الوفاء..
بحرها.
سهولها.
جبالها.
شموخها.
إباؤها.
تأريخها.
وإنسانها.
لن ينساك يا «محمد الهيازع».
إليك يا السحابة «الجبلية» التي هبطت «تهائم» الأرض والقلوب، وسكبت عطرها على أرواح عطشى، منهكة، متصدعة، لكنها تتوق إلى ترياق واحد لا ثاني له، ترياق العلم لا أكثر.
إليك.
يا من جئت مليئاً بالعلم، مشبعاً بالشهامة، مرتوياً بالمروءة. لا تريد الاستزادة من شيء أو أحد، بل تضيف إلى كل شيء وكل أحد نغمة جديدة في لحن حياته، ليكتمل بها لحن حبك.
إليك يا من أكسبه القرار صفة «المعالي» وأثبت أنه فوق كل المعالي، خُلقاً وشيمةً وعلماً، وإنسانيةً ومروءةً.
إليك: يا من وضعتَ الخط الفاصل الأحمر بين صاحب «المعالي» وصاحب «التعالي».
علوت بمعالي أخلاقك وعلمك، لكنك لم تكن لحظةً متعالياً بمنصبك.
جئتنا في لحظة عطشى إلى العلم الجامعي، بعد زمن مرير من الغربة والتعب والمكابدة، نعرف جيداً أننا مشبعون بالعلم، وفائضه نسطّره في بطون الكتب وألسنة الأجيال، لكننا كنا نحتاج إلى شهادات جامعية لكي يستطيع أبناؤنا وبناتنا النجاة من وجع الغربة وموت المسافات، من ألم الذين كانوا ينتقصون بياض قلوبهم وصفاء أرواحهم وكبرياء هاماتهم، عندما كانوا يقدمون أوراق تفوقهم على المعاناة.
جئتنا في زمن فاصل، وكنتَ الفاصلة ما بين ماضٍ أليم، ومستقبل مشرقٍ مورقٍ بالأمل، وفعلاً صنعتَ الأمل، وحققتَ الحلم، لأن القضية كانت مشتركةً بيننا وبينك، أرواح تنتظر العطاء المخلص، وروح تعمل بإخلاص، فنشأتْ بيننا كيمياء لا مثيل لها، كيمياء صامتة ليست مهووسة بالبهرج والضجيج، هدفها فقط خلق التميز.
تميزْنا يا «أبا وليد» بتميزك العلمي والإداري والأخلاقي، بتميزك الإنساني الشامل، بضميرك المتوهج، بروحك المفتونة بالعطاء، وعندما وصفوا «جامعتنا» بأنها درة الجامعات، لم يكن ذلك الوصف عبثاً، لأنها كانت -وما زالت- كذلك، ولأنك كنت درة الدرة، وعندما يوصف العقد بجماله، فلأنك كنت واسطة العقد.
البارحة يا أبا وليد، وجدتك كما أنت، ذلك الإنسان الذي لم يكن يتلون بأصباغ زاهية من أجل شيء، الضحكة الأنيقة العابرة كما هي، والتفكير العميق الجاد من أجل الوطن كما هو، بل أكبر وأكثر.
وجدتك نظيف الإهاب والملامح والقلب والضمير، كما عهدتك. وكأنك لم تصنع تأريخاً زاهياً في وطنك من خلال جامعة تختال بكبرياء الجمال والتميز. وهكذا هم الكبار، يقلبون الدنيا رأساً على عقب، ويمضون بصمت، لا يتركون غير بصمة جميلة أبدية غائرة في قلوب الذين يعرفون جيداً ماذا فعلوا.
يا أيها القوم:
أنا أعني مواطناً شامخاً، وإنساناً استثنائياً، ومبدعاً عابراً للأزمنة، اسمه: (محمد آل هيازع).
كان حاضراً ولادة مستقبل مختلف اسمه «جامعة جازان». كان طبيب الولادة، وفيلسوفها، وحاضن الوليد، وراعيه وهو يزاحم الكبار.
غادرها وهي تكتسي جمال الكون، غادرها بصمت المحبين الكبار، والعشّاق الأسطوريين. هو مفتون بها لكنه لا يبيح سر العاشقين، وهي مفتونة به لكنها خجلى من أن تقول له أنت عشقي الأول والوحيد.
يا معالي حبيبنا:
لستُ أنا الذي أكتب، بل جازان هي التي وضعت في يدي القلم، وقالت: اكتب:
أنا جازان الوفاء..
بحرها.
سهولها.
جبالها.
شموخها.
إباؤها.
تأريخها.
وإنسانها.
لن ينساك يا «محمد الهيازع».