-A +A
خالد السليمان
تدخل وزير الثقافة والإعلام د. عواد العواد شخصيا لتوفير وظيفة في مركز الاتصال الحكومي بالوزارة للزميل الصحفي صالح الحسيكي، بعد تقرير نشرته «عكاظ» قبل أيام عن لجوئه لبيع الذرة المشوية على أحد الأرصفة لتأمين نفقات أسرته بعد فقدانه لوظيفته الصحفية !

في الحقيقة أرسلت للوزير رسالة شكر على بادرته النبيلة، مع تعليق: «أخشى أن يكثر باعة الذرة قريبا»، فمهنة الصحافة كانت في أوج ازدهار الصحف من أقل المهن أمانا واستقرارا وظيفيا، وأصبحت اليوم مع ضيق حال الصحف في مهب حتى نسمات الهواء وليس مجرد الريح !


الزميل الحسيكي الذي شكر الوزير، ذكر بأن معاناته الشخصية هي معاناة المئات من الصحفيين الذين فقدوا أعمالهم خلال الأشهر الماضية، وهاجس المئات من الصحفيين الذين يعيشون قلقا متزايدا على مستقبلهم، وبالتالي فإن المبادرات الفردية على نبل مقاصدها لا تحل المشكلات العامة، وهذا يدعو للإسراع في علاج أزمة المؤسسات الصحفية، بتحرير قطاعها من نظام المؤسسات العتيق للسماح بدخول المستثمرين والمطورين القادرين على إنجاز التحول المطلوب، لتستمر هذه الكيانات الصحفية العريقة بما تملكه من تراكم الخبرات والمهنية والمصداقية وإرث التأثير في المساهمة في صناعة المحتوى الإعلامي !

أخيرا ما زلت أتذكر طالبا زارني في مكتبي قبل ٢٠ عاما يطلب مساعدتي لدراسة الصحافة في إحدى الجامعات، فنصحته بأن يبحث عن تخصص آخر إذا كان يريد مستقبلا وظيفيا مستقرا، فمجال العمل الصحفي لا أمان له، ولم يعجبه كلامي ظنا منه أنني أتهرب من الشفاعة له، ولا أعلم أين هو اليوم، إن كان يعمل «قلقا» في إحدى الصحف، أو يبيع الذرة على أحد الأرصفة !