تستهويني كثيراً كتب السيرة ومذكرات الشخصيات المؤثرة في أي مجال، وهذا النوع من الكتابة ليس شائعاً في عالمنا العربي للأسف لأسباب كثيرة، وفي مجال السياسة على وجه الخصوص ربما يندر وجود كتب يعتد بها لشخصيات ما زالت على قيد الحياة، ومن هؤلاء السيد «عمرو موسى» الشخصية الكاريزمية الذي شغل أطول فترة كوزير لخارجية مصر في عهدها الحديث (١٩٩١ ـ ٢٠٠١) تلتها فترة عمله أميناً عاماً لجامعة الدول العربية (٢٠٠١ ـ ٢٠١١)، أي أنه لمدة عشرين عاما من أكثر فترات العالم العربي حساسية كان في قلب المسؤولية السياسية والدبلوماسية العربية، بأدائه الاستثنائي المثير.
كنت قد قابلت السيد عمرو موسى مرتين، الأولى في مناسبة رسمية بالجامعة العربية، والثانية بمحض الصدفة عندما فتح باب المصعد الذي انتظره في فندق فينيسيا ببيروت وإذا به أمامي فسلمت عليه وتحدثنا قليلاً قبل خروجه لموعد رسمي، تيقنت آنذاك أنني أتحدث مع دبلوماسي من طراز خاص. وبعيداً عن هذين اللقاءين فإن شخصية عمرو موسى كانت متميزة الحضور في الساحة السياسية العربية والدولية؛ لذلك كنت حريصاً على اقتناء مذكراته التي تم نشر الجزء الأول منها عن دار الشروق المصرية في سفر ضخم تزيد أوراقه على ٦٠٠ صفحة، أسماه (كتابيَه) لم أستطع الفكاك منه إلا بعد إنهائه في ليلتين متتاليتين.
في هذا الكتاب يستعرض عمرو موسى بسردية بارعة بداياته في العمل الدبلوماسي وتدرجه حتى أصبح وزيراً للخارجية مروراً بمرحلة مهمة أيضا هي عمله مندوباً لمصر في الأمم المتحدة. أهمية الكتاب تتمثل بصورة رئيسية في المواضيع والملفات والقضايا الهامة التي تناولها السيد موسى من خلال عرضه لمسيرته العملية. أحداث مهمة وخبايا وأسرار ومواقف مفصلية في تاريخ العالم العربي والشرق الأوسط سلط عليها الضوء من واقع معايشته لها وانخراطه في تفاصيلها كوزير خارجية لدولة عربية كبرى ومحورية في كل القضايا البارزة عربياً وإقليمياً.
لقد وثق عمرو موسى مرحلته كوزير خارجية في حقبة زمنية دقيقة، وحتماً سيكون الجزء الثاني من مذكراته في فترة الجامعة العربية بنفس الإثارة أو أكثر؛ لأن فترته كانت أكثر حساسية، وموقعه من الأحداث كأمين عام للجامعة العربية يتيح له شمولية المعرفة بأحداث كثيرة والمشاركة في التعامل معها.
كان عمرو موسى مفاوضاً صلباً وصعباً خصوصاً فيما يتعلق بملف القضية الفلسطينية ومفاوضات السلام مع إسرائيل، أحرج الإسرائيليين كثيراً وتعامل مع مكرهم بذكاء ومهارة وشجاعة أيضاً، وربما نتذكر أغنية الفنان الشعبي شعبان عبدالرحيم: «أنا بكره إسرائيل وبحب عمرو موسى»، وهي الأغنية التي أكدت شعبيته الكبيرة وكانت مع عوامل أخرى، منها انزعاج الأمريكان من تعامله مع الطرف الإسرائيلي في عملية السلام، سبباً في إزاحته من منصبه.
ستأتي أجيال عربية ومنها جيل الشباب الآن بحاجة الى معرفة أحداث غيرت مسار تاريخ أوطانهم، وفرق بين معلومات من أرشيفات وسائل الإعلام ومعلومات يكتبها من عاصروا الأحداث وشاركوا فيها.
كنت قد قابلت السيد عمرو موسى مرتين، الأولى في مناسبة رسمية بالجامعة العربية، والثانية بمحض الصدفة عندما فتح باب المصعد الذي انتظره في فندق فينيسيا ببيروت وإذا به أمامي فسلمت عليه وتحدثنا قليلاً قبل خروجه لموعد رسمي، تيقنت آنذاك أنني أتحدث مع دبلوماسي من طراز خاص. وبعيداً عن هذين اللقاءين فإن شخصية عمرو موسى كانت متميزة الحضور في الساحة السياسية العربية والدولية؛ لذلك كنت حريصاً على اقتناء مذكراته التي تم نشر الجزء الأول منها عن دار الشروق المصرية في سفر ضخم تزيد أوراقه على ٦٠٠ صفحة، أسماه (كتابيَه) لم أستطع الفكاك منه إلا بعد إنهائه في ليلتين متتاليتين.
في هذا الكتاب يستعرض عمرو موسى بسردية بارعة بداياته في العمل الدبلوماسي وتدرجه حتى أصبح وزيراً للخارجية مروراً بمرحلة مهمة أيضا هي عمله مندوباً لمصر في الأمم المتحدة. أهمية الكتاب تتمثل بصورة رئيسية في المواضيع والملفات والقضايا الهامة التي تناولها السيد موسى من خلال عرضه لمسيرته العملية. أحداث مهمة وخبايا وأسرار ومواقف مفصلية في تاريخ العالم العربي والشرق الأوسط سلط عليها الضوء من واقع معايشته لها وانخراطه في تفاصيلها كوزير خارجية لدولة عربية كبرى ومحورية في كل القضايا البارزة عربياً وإقليمياً.
لقد وثق عمرو موسى مرحلته كوزير خارجية في حقبة زمنية دقيقة، وحتماً سيكون الجزء الثاني من مذكراته في فترة الجامعة العربية بنفس الإثارة أو أكثر؛ لأن فترته كانت أكثر حساسية، وموقعه من الأحداث كأمين عام للجامعة العربية يتيح له شمولية المعرفة بأحداث كثيرة والمشاركة في التعامل معها.
كان عمرو موسى مفاوضاً صلباً وصعباً خصوصاً فيما يتعلق بملف القضية الفلسطينية ومفاوضات السلام مع إسرائيل، أحرج الإسرائيليين كثيراً وتعامل مع مكرهم بذكاء ومهارة وشجاعة أيضاً، وربما نتذكر أغنية الفنان الشعبي شعبان عبدالرحيم: «أنا بكره إسرائيل وبحب عمرو موسى»، وهي الأغنية التي أكدت شعبيته الكبيرة وكانت مع عوامل أخرى، منها انزعاج الأمريكان من تعامله مع الطرف الإسرائيلي في عملية السلام، سبباً في إزاحته من منصبه.
ستأتي أجيال عربية ومنها جيل الشباب الآن بحاجة الى معرفة أحداث غيرت مسار تاريخ أوطانهم، وفرق بين معلومات من أرشيفات وسائل الإعلام ومعلومات يكتبها من عاصروا الأحداث وشاركوا فيها.