أصدرت حماس أول من أمس بيان «ضرار» تعبر فيه كما تزعم عن امتعاضها من موقف وزير الخارجية السعودي تجاه تنظيم حماس الانقلابي.
الوزير الجبير أكد أكثر من مرة عن موقف الرياض المبدئي وهو دعم السلطة الفلسطينية المعترف بها من جميع دول العالم كممثل وحيد وشرعي، وإن المملكة تدعم وحدة الصف الفلسطيني، وتتعامل مع قناة واحدة فقط، وهي ليست كغيرها ممن يسلم باليمين ويطعن باليد اليسرى.
قبل ذلك دعونا نقترب أكثر من تنظيم حماس لنعرف كيف نشأ ولماذا استمر لليوم، ومن المستفيد الخفي من وجوده رغم كل المسرحيات الدموية وقصف إسرائيل بصواريخ من تنك لترد تل أبيب بحمم من النار على المدنيين العزل، لتنعكس تلك المسرحية إلى أموال ومشاريع ومليونيرات جدد يتضخمون في قطاع غزة مع كل حرب.
كانت الحركات الوطنية الفلسطينية هي من تحمل عبء المقاومة والقضية، سواء بالأعمال العسكرية أو بالنضال السياسي طوال عقود، قد نتفق أو نختلف معها لكنها وللحقيقة قدمت الكثير، وأخفقت في الكثير أيضا.
عانت إسرائيل من تلك الحركات الثورية خاصة منظمة التحرير الفلسطينية التنظيم الأم الذي جمع معظم الفصائل بمختلف أطيافها تحت جناحه وقيادته.
وجدت تل أبيب أن أفضل حل يقف في وجه التنظيمات الوطنية التي ساهمت في تعاظم القضية دوليا، هو وضع يدها بيد جماعة الإخوان المسلمين- المستعدة دائما للتحالف مع الشيطان للسطو على الحكم-، بالطبع تزامن ذلك مع سطوع نجمهم بدءا من العام 1970 إثر انحسار المد القومي العربي وسقوط مشروعه.
كانت أولى خطوات إسرائيل بعد انتصارها في حرب 67 إطلاق سراح نشطاء الإخوان المسلمين من داخل السجون بينما أبقت على المساجين من التيارات الوطنية الأخرى، سمحت إسرائيل للإخوان بمزاحمة التيارات الأخرى داخل الأراضي المحتلة، وغضوا النظر عن تغولها داخل المجتمع الفلسطيني.
خلال عشر سنوات كانت حماس الابن البار للجماعة تقف على قدميها بسبب الرعاية الإسرائيلية والأموال «الحرام» القادمة من إيران، وبعد ذلك من قطر.
وفقا لتصريحات سفير الولايات المتحدة الأسبق لدى السعودية تشارلز فريمان - نشرتها مجلة روز اليوسف - فإن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي الشين بيت كان وراء إنشاء حماس، لقد كان مشروعا للشين بيت فى مسعى لزحزحة منظمة التحرير الفلسطينية عن الساحة والتواجد فى الشارع الفلسطيني.
هذا هو التاريخ الأسود لهذا التنظيم الذي قاد انقلابا على شركائه في السلطة الفلسطينية العام 2007، حين هاجمت حماس في غزة مراكز السلطة ومقرات الأجهزة الأمنية واستولت عليها.
قتل في الانقلاب الدموي وحملة الترهيب العشوائي المئات من الأبرياء، وصل الأمر إلى رمي الأحياء من المباني الشاهقة وربط الآخرين في السيارات والدراجات النارية وسحلهم حتى الموت في شوارع غزة.
لم تقف الرياض أمام مظاهر الانقسام مكتوفة اليدين، فدعت السلطة الفلسطينية وحماس للاجتماع تحت أستار الكعبة لحفظ الدم الفلسطيني، كان هدف الرياض ساميا وسعت بكل ما أوتيت لجمع الكلمة، إلا أن حماس - كما العهد بها - خانت الميثاق المكتوب في الحرم المكي الشريف.
بقيت حماس في الضفة الأخرى المناوئة للرياض، واصطفت مع بشار وحزب الله وإيران وقطر، وتحولت إلى مقاول من الباطن لتهديد أمن مصر، ومسوق للمشروع الإيراني في المنطقة، وأصدرت البيانات تلو البيانات المؤيدة لأعداء السعودية وتتفهم مواقفهم في مقابل جحود مؤسف مع السعودية.
ساهمت حماس عبر شركات ورجال أعمال في تمويل تنظيمات مناوئة للمملكة، بل وأنشأت عبر بعض الخونة مشاريع لتمرير الأموال ضد أمن الرياض.
كان الكثير يتوقع من حماس أن تصدر بيانا ضد السفير القطري لدى السلطة الفلسطينية وهو من اعترف بزيارته المتتالية لتل أبيب أكثر من 20 مرة خلال فترة عمله، أكد فيها أن قطر لا يمكن أن تقوم بأعمال تضر بأمن إسرائيل وأن ما تفعله هو تحت عين ورضا تل أبيب.
كنا نتوقع أن تصدر حماس بيانات سابقة ضد زيارة حمد بن خليفة وحمد بن جاسم وأبنائهم وبناتهم لتل أبيب، أو على أقل تقدير رفض زيارة شيمون بيريز رئيس حكومة تل أبيب، أو وزير الدفاع بنيامين بن إليعازر الملطخة أيديهم بدماء الفلسطينيين للدوحة، أو الاحتجاج على التعامل التجاري و الزيارات الرياضية والثقافية واستضافة الطلاب الصهاينة لقطر، كل ذلك لم يغضب حماس وقيادتها، كل ما يغضبهم هو تصريح عابر لوزير سعودي.
الوزير الجبير أكد أكثر من مرة عن موقف الرياض المبدئي وهو دعم السلطة الفلسطينية المعترف بها من جميع دول العالم كممثل وحيد وشرعي، وإن المملكة تدعم وحدة الصف الفلسطيني، وتتعامل مع قناة واحدة فقط، وهي ليست كغيرها ممن يسلم باليمين ويطعن باليد اليسرى.
قبل ذلك دعونا نقترب أكثر من تنظيم حماس لنعرف كيف نشأ ولماذا استمر لليوم، ومن المستفيد الخفي من وجوده رغم كل المسرحيات الدموية وقصف إسرائيل بصواريخ من تنك لترد تل أبيب بحمم من النار على المدنيين العزل، لتنعكس تلك المسرحية إلى أموال ومشاريع ومليونيرات جدد يتضخمون في قطاع غزة مع كل حرب.
كانت الحركات الوطنية الفلسطينية هي من تحمل عبء المقاومة والقضية، سواء بالأعمال العسكرية أو بالنضال السياسي طوال عقود، قد نتفق أو نختلف معها لكنها وللحقيقة قدمت الكثير، وأخفقت في الكثير أيضا.
عانت إسرائيل من تلك الحركات الثورية خاصة منظمة التحرير الفلسطينية التنظيم الأم الذي جمع معظم الفصائل بمختلف أطيافها تحت جناحه وقيادته.
وجدت تل أبيب أن أفضل حل يقف في وجه التنظيمات الوطنية التي ساهمت في تعاظم القضية دوليا، هو وضع يدها بيد جماعة الإخوان المسلمين- المستعدة دائما للتحالف مع الشيطان للسطو على الحكم-، بالطبع تزامن ذلك مع سطوع نجمهم بدءا من العام 1970 إثر انحسار المد القومي العربي وسقوط مشروعه.
كانت أولى خطوات إسرائيل بعد انتصارها في حرب 67 إطلاق سراح نشطاء الإخوان المسلمين من داخل السجون بينما أبقت على المساجين من التيارات الوطنية الأخرى، سمحت إسرائيل للإخوان بمزاحمة التيارات الأخرى داخل الأراضي المحتلة، وغضوا النظر عن تغولها داخل المجتمع الفلسطيني.
خلال عشر سنوات كانت حماس الابن البار للجماعة تقف على قدميها بسبب الرعاية الإسرائيلية والأموال «الحرام» القادمة من إيران، وبعد ذلك من قطر.
وفقا لتصريحات سفير الولايات المتحدة الأسبق لدى السعودية تشارلز فريمان - نشرتها مجلة روز اليوسف - فإن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي الشين بيت كان وراء إنشاء حماس، لقد كان مشروعا للشين بيت فى مسعى لزحزحة منظمة التحرير الفلسطينية عن الساحة والتواجد فى الشارع الفلسطيني.
هذا هو التاريخ الأسود لهذا التنظيم الذي قاد انقلابا على شركائه في السلطة الفلسطينية العام 2007، حين هاجمت حماس في غزة مراكز السلطة ومقرات الأجهزة الأمنية واستولت عليها.
قتل في الانقلاب الدموي وحملة الترهيب العشوائي المئات من الأبرياء، وصل الأمر إلى رمي الأحياء من المباني الشاهقة وربط الآخرين في السيارات والدراجات النارية وسحلهم حتى الموت في شوارع غزة.
لم تقف الرياض أمام مظاهر الانقسام مكتوفة اليدين، فدعت السلطة الفلسطينية وحماس للاجتماع تحت أستار الكعبة لحفظ الدم الفلسطيني، كان هدف الرياض ساميا وسعت بكل ما أوتيت لجمع الكلمة، إلا أن حماس - كما العهد بها - خانت الميثاق المكتوب في الحرم المكي الشريف.
بقيت حماس في الضفة الأخرى المناوئة للرياض، واصطفت مع بشار وحزب الله وإيران وقطر، وتحولت إلى مقاول من الباطن لتهديد أمن مصر، ومسوق للمشروع الإيراني في المنطقة، وأصدرت البيانات تلو البيانات المؤيدة لأعداء السعودية وتتفهم مواقفهم في مقابل جحود مؤسف مع السعودية.
ساهمت حماس عبر شركات ورجال أعمال في تمويل تنظيمات مناوئة للمملكة، بل وأنشأت عبر بعض الخونة مشاريع لتمرير الأموال ضد أمن الرياض.
كان الكثير يتوقع من حماس أن تصدر بيانا ضد السفير القطري لدى السلطة الفلسطينية وهو من اعترف بزيارته المتتالية لتل أبيب أكثر من 20 مرة خلال فترة عمله، أكد فيها أن قطر لا يمكن أن تقوم بأعمال تضر بأمن إسرائيل وأن ما تفعله هو تحت عين ورضا تل أبيب.
كنا نتوقع أن تصدر حماس بيانات سابقة ضد زيارة حمد بن خليفة وحمد بن جاسم وأبنائهم وبناتهم لتل أبيب، أو على أقل تقدير رفض زيارة شيمون بيريز رئيس حكومة تل أبيب، أو وزير الدفاع بنيامين بن إليعازر الملطخة أيديهم بدماء الفلسطينيين للدوحة، أو الاحتجاج على التعامل التجاري و الزيارات الرياضية والثقافية واستضافة الطلاب الصهاينة لقطر، كل ذلك لم يغضب حماس وقيادتها، كل ما يغضبهم هو تصريح عابر لوزير سعودي.