.. تجرى مناقشات هذه الأيام حول الاهتمام بشارع المتنبي في مدينة الرياض وجعله معلماً ثقافياً مثل شارع المتنبي في بغداد الذي يحفل بالعديد من المكتبات، ومثيله في بيروت باسم المتنبي.
أغرب ما لاحظته أن الأكثرية الساحقة ممن يكتبون عن المتنبي يناقشون حياته وسيرته وأخلاقه ويثنون على أشعاره وما فيها من ينابيع الحكمة ويشيدون بفصاحته، وينتقدون لهفته على الولاية ورغبته في أن يصبح أميراً... إلخ.
لكن الكتاب هؤلاء ومنهم صاحب هذه الملاحظة العجيبة كلما كتبوا عن أبي الطيب لا يتبعون ذكرهم له بالترحم عليه.. فلا أذكر أنني قرأت لهؤلاء النقاد قولهم المتنبي رحمه الله، أو أبو الطيب غفر الله له.
ومهما حاولت من عصف ذهني لمعرفة السبب أو الأسباب التي تجعل الكتاب لا يترحمون عليه فإنني أجد نفسي عاجزاً عن تفسير هذه الظاهرة التي انفرد بها أبو الطيب المتنبي من بين المشاهير العرب قاطبة، ومن بين المسلمين عامة.
وعلى العكس منه أمير الشعراء أحمد شوقي، فكلما ذكره ذاكر قال رحمه الله، وهذه وحدها ظاهرة تستحق التحليل والتأويل والتعليل.
أما تسمية شارع باسم «المتنبي» فلا شك أن ذلك استحقاق جدير بهذا الشاعر الذي ملأ الدنيا وشغل الناس، غير أن تحويل الطريق إلى معلم ثقافي وموقع للمكتبات فإن لكل مدينة شخصيتها وشعراءها، فإذا كنا سنخصص شارعاً للمكتبات فإن هذا الشارع في مدينة الرياض ينبغي أن يسمى باسم «الأعشى».. فهو شاعر اليمامة الشهير في الجاهلية، وقد أراد مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة بقصيدة لا زالت محفوظة لكن قبيلة قريش أغرته بعدم إذاعتها وله جائزة كبيرة، فأي شارع ثقافي في الرياض يكون على غرار الأزبكية في مصر، أو شارع المتنبي في بغداد، فيجب أن يكون باسم الأعشى الشاعر الفطحل، والرحالة.. والصايع المعروف.
أما في جدة فلا بد أن يكون هذا الشارع باسم شاعر جدة الذي لا يبارى وهو «حمزة شحاتة» رحمه الله.
وفي جدة شارع تتركز فيه العديد من المكتبات لكنه باسم يحيى معصوم، وهذا الشارع في حي الثغر.. أو هو في حي الجامعة، وهو قريب جداً من جامعة الملك عبدالعزيز، ومواز للجزء الشرقي من شارع باخشب. فمن المناسب تغيير اسمه إلى شارع «حمزة شحاتة»، ووضع اسم «يحيى معصوم» على الشارع المسمى شارع «حمزة شحاتة» في الخالدية..
فهل تتفضل لجنة تسمية الشوارع بمعالجة هذا الأمر؟
السطر الأخير:
من شعر الأستاذ الكبير حمزة شحاتة:
النُّهى بين شاطئيك غريقُ والهوى فيكِ حالمٌ ما يُفيقُ
aokhayat@yahoo.com
أغرب ما لاحظته أن الأكثرية الساحقة ممن يكتبون عن المتنبي يناقشون حياته وسيرته وأخلاقه ويثنون على أشعاره وما فيها من ينابيع الحكمة ويشيدون بفصاحته، وينتقدون لهفته على الولاية ورغبته في أن يصبح أميراً... إلخ.
لكن الكتاب هؤلاء ومنهم صاحب هذه الملاحظة العجيبة كلما كتبوا عن أبي الطيب لا يتبعون ذكرهم له بالترحم عليه.. فلا أذكر أنني قرأت لهؤلاء النقاد قولهم المتنبي رحمه الله، أو أبو الطيب غفر الله له.
ومهما حاولت من عصف ذهني لمعرفة السبب أو الأسباب التي تجعل الكتاب لا يترحمون عليه فإنني أجد نفسي عاجزاً عن تفسير هذه الظاهرة التي انفرد بها أبو الطيب المتنبي من بين المشاهير العرب قاطبة، ومن بين المسلمين عامة.
وعلى العكس منه أمير الشعراء أحمد شوقي، فكلما ذكره ذاكر قال رحمه الله، وهذه وحدها ظاهرة تستحق التحليل والتأويل والتعليل.
أما تسمية شارع باسم «المتنبي» فلا شك أن ذلك استحقاق جدير بهذا الشاعر الذي ملأ الدنيا وشغل الناس، غير أن تحويل الطريق إلى معلم ثقافي وموقع للمكتبات فإن لكل مدينة شخصيتها وشعراءها، فإذا كنا سنخصص شارعاً للمكتبات فإن هذا الشارع في مدينة الرياض ينبغي أن يسمى باسم «الأعشى».. فهو شاعر اليمامة الشهير في الجاهلية، وقد أراد مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة بقصيدة لا زالت محفوظة لكن قبيلة قريش أغرته بعدم إذاعتها وله جائزة كبيرة، فأي شارع ثقافي في الرياض يكون على غرار الأزبكية في مصر، أو شارع المتنبي في بغداد، فيجب أن يكون باسم الأعشى الشاعر الفطحل، والرحالة.. والصايع المعروف.
أما في جدة فلا بد أن يكون هذا الشارع باسم شاعر جدة الذي لا يبارى وهو «حمزة شحاتة» رحمه الله.
وفي جدة شارع تتركز فيه العديد من المكتبات لكنه باسم يحيى معصوم، وهذا الشارع في حي الثغر.. أو هو في حي الجامعة، وهو قريب جداً من جامعة الملك عبدالعزيز، ومواز للجزء الشرقي من شارع باخشب. فمن المناسب تغيير اسمه إلى شارع «حمزة شحاتة»، ووضع اسم «يحيى معصوم» على الشارع المسمى شارع «حمزة شحاتة» في الخالدية..
فهل تتفضل لجنة تسمية الشوارع بمعالجة هذا الأمر؟
السطر الأخير:
من شعر الأستاذ الكبير حمزة شحاتة:
النُّهى بين شاطئيك غريقُ والهوى فيكِ حالمٌ ما يُفيقُ
aokhayat@yahoo.com