-A +A
سعيد السريحي
توفير خدمة الحافلات للتنقل داخل المدن لا يغني فيها استبدال حافلات قديمة بحافلات جديدة، ولا يرتقي بمستوى أدائها إضافة مسارات جديدة أو زيادة عدد الحافلات على المسارات القديمة، وإنما ينبغي أن يكون ذلك كله مصحوبا بمواعيد محددة لحركة تلك الحافلات تمكن من يستخدمها لغرض التنقل من معرفة موعد تحركها من المحطات المختلفة ووصولها إلى الجهة التي يعتزم الوصول إليها، ولا يمكن أن يتحقق ذلك الأمر إلا بتوفير محطات تتوقف عندها تلك الحافلات وتنطلق منها كذلك تحمل لوائح تكشف عن مساراتها ومواعيدها وتوفر للمنتظرين مقاعد مريحة مظللة تقيهم حرارة الشمس إذا اشتدت حرارتها وتحميهم من المطر حين تمطر السماء.

وإذا كانت الحافلات الجديدة قد ورثت مسارات الحافلات القديمة فإن المأمول ألا ترث عنها تلك العبارة التي تعودنا أن نراها مكتوبة على الحافلات القديمة منذرة ومحذرة (وقوف متكرر) والتي يبرهن على جدية تحذيرها أن سائق الحافلة مستعد للوقوف في أي لحظة يشير إليه راكب واقف على الطريق أو يطلب منه أي من ركاب الحافلة التوقف للنزول حيث يريد، وكثير من الحوادث والاختناقات المرورية نجمت عن هذه الفوضى في التوقف التي تنتهجها الحافلات.


كما لا يتحقق للحافلات الانتظام في مواعيدها وأداء عملها على الوجه الذي يرضي مستخدميها إلا إذا كانت هناك مسارات محددة لها لا تخرج عنها ولا يستخدمها سواها من وسائل النقل.

وإذا ما تحقق ذلك كله كان لنا أن نقول إننا وضعنا خطوتنا على أول الطريق في ثقافة المواصلات العامة التي سيشكل استخدامها تخفيفا من كثرة السيارات على الطرق، ويغري من يمتلكون سيارات خاصة باستخدام النقل العام، والذي من شأنه ترشيد ما بات يثقل كاهل المواطنين من أسعار البترول الذي يملأون به سياراتهم الخاصة.

Suraihi@gmail.com