-A +A
فواز الشريف
علاقتي بكرة القدم أكبر بكثير مما يحيطها من أندية ولاعبين وجماهير، فهي ست الحسن وسيدة البهجة، والارتباط بها يحررك من صرف مشاعرك دون مبرر لأفراد قد لا يحسنون التعاطي معها لأسباب تواضعهم أو لأهداف خاصة بهم تجعلك تفقد أجمل اللحظات على الحزن والقهر والجدل، وهي لعبة بدأ لاعبوها بالركض على الطين والبلل ليبهجوا أنفسهم ومن يشاهدهم دون مراعاة من سيكسب.

طبعا أنا هنا في العراق، والحكاية كرة قدم تمنح الأشقاء شهقة الحياة، وأشرف أن أكون ضمن أول وفد سعودي رياضي يزورها منذ ما يقارب ثلاثين عاما، وفخور بأن أكون مع وطني أينما يكون، وهذا لم يكن ليتحقق على مستوى الإعلام الرياضي لولا دعم ومساندة وثقة الرجل الشجاع وقائد الرياضة العربية معالي المستشار تركي آل الشيخ الذي منحني والعراق هذه الثقة.


لن أتحدث عن القرار السعودي الشجاع في دعم رفع الحظر عن ملاعب العراق، فقد سبق وأن قمنا به مع الأشقاء في الكويت، ولن يتوقف عند هذا الحد، لأن السعودية العظيمة جبلت على تحقيق أعمال خالدة للأمة العربية بشكل عام فما بالكم بكرة القدم.

أصدقائي من الشعب العربي العراقي فتية الرافدين والأسد فيها احتفلوا بِنَا وبالصقور الخضر من أول الفجر حتى مطلع فجر جديد، لأن زيارتنا لهم كانت أكبر من الغذاء وأبلغ من العطاء، كانت بمثابة الغطاء الذي يشعرك بالدفء.

كنّا هناك لنؤكد أننا رجال أفعال وأن الفرحة والبهجة والحياة التي سكنت ملامحكم في يوم مباراة لكرة القدم هي حقيقة كرة القدم، وأن النبض الذي سكن قلوبكم هو نحن، ونحن بالنسبة للأشقاء العراقيين تعني الأكبر، الأهم، الأبلغ بالنسبة لهم.

شكرا معالي المستشار تركي آل الشيخ، جعلت من كرة القدم حياة حب لدى الجميع بما فيهم أنا، ووزعت الفرح على جماهيرها وأشعرتهم بأن لهم شريكا في دعمهم ومساندتهم والأخذ بيدهم، وشكرا للعراق العربية العظيمة التي تزينت بالترحاب قلوبهم قبل شوارعهم، وشكرا لكرة القدم التي احتلت حضارة الدنيا لأنها لعبة بهجة وحب حتى أصبحت متنفس الشعوب.