لا أعرف ما الذي يدفع الزميل عبدالعزيز المريسل دائما للتحدي على حلق شاربه، ففي كل مرة يحتد النقاش بينه وبين زملائه أو الجماهير يطير فورا لشاربه ويهدد بحلقه، وآخرها عندما ربط حضور جماهير الأهلي لمباراة فريقهم أمام التعاون متحديا بشاربه، رغم أنه ليس من هواة تربيتها ولا يملك شاربا مفتولا كالذي نراه في وجوه أبطال مسلسل «باب الحارة»، أو ذلك الذي يعلقه بائع البوظة في شارع تقسيم.
الزميل المريسل دفعني للتفكير بعمق في ذلك التحدي القديم عند بعض العرب، فكلما احتد النقاش توعد كل طرف بحلق شارب الآخر، حتى كان من العار عند البعض أن يظهر للناس بدونه، معتبرين أنه رمز للرجولة والبطولة.
فيما يحكي التاريخ العربي القديم غير ذلك تماما، فلم يعيروه اهتماما في الجاهلية، حتى في تراث الشعر قبل الإسلام أو بعده، فلا أذكر أن قيسا توعد «شنبه» إذا لم يتزوج ليلى، ولم نر في قصائد عنترة بن شداد شعرة واحدة لوح بها لعبلة، ولم تضم معلقته سوى الخيل والفروسية وبطولات السيف. فالعرب قديما ربطوا الرجولة بالسيف والنسب والخيل فقط. أما الإسلام فقد كره الشارب وطالب بحلقه، فيما ذهب بعض أهل العلم إلى قصه.
لذلك أذكر كل من يهددنا بحلق شعر وجهه بتاريخ العرب، فلم يكن في تراثنا يوما ما، فهو دخيل جاء به العثمانيون إلى الدول العربية، حين أطلقوا شرارة «موضة» الشارب المفتول وتسريحه وتزيينه، وظهر الأتراك في الشوارع مستعرضين بطوله وكأنها القوة، لتنتقل العدوى لنا نحن العرب.
رحلت العثمانية بشواربها عزيزي المريسل، فدعونا من الحلف بحلق شوارب الماضي الهزيل، فالشعيرات البازغة في وجوهنا ليست حكرا علينا بل تقاسمتها مخلوقات الله في الأرض، وليست ذات أهمية.
لم أكن أود الإطالة في هذا الموضوع ولكن «شنب» المريسل المهدد بالإزالة بسبب لقاء الأهلي والتعاون هو ما دفعني للعودة لصفحات التاريخ، علّي أجد ما يبرر الحلفان، فلا تستحق شواربنا كل هذا التهديد من أجل كرة قدم.
عزيزي المريسل حفظ الله لك شاربك من الزوال وشنباتنا من الحلق، ولنتركها نحن الإعلاميين بعيدا عن منافسة الأندية والجماهير، فلربما ينجحون يوما ونخسر التحدي الكبير وعندها لا ينفع «الشنب».
وأقول للجيل الجديد دعوا ماضينا جانبا، فالرهان عليكم، فأنتم جيل لا يلتفت للوراء، أزيلوا ظواهرنا البالية واسحقوا خرافاتنا تحت أقدام التقنية والمعرفة.
الزميل المريسل دفعني للتفكير بعمق في ذلك التحدي القديم عند بعض العرب، فكلما احتد النقاش توعد كل طرف بحلق شارب الآخر، حتى كان من العار عند البعض أن يظهر للناس بدونه، معتبرين أنه رمز للرجولة والبطولة.
فيما يحكي التاريخ العربي القديم غير ذلك تماما، فلم يعيروه اهتماما في الجاهلية، حتى في تراث الشعر قبل الإسلام أو بعده، فلا أذكر أن قيسا توعد «شنبه» إذا لم يتزوج ليلى، ولم نر في قصائد عنترة بن شداد شعرة واحدة لوح بها لعبلة، ولم تضم معلقته سوى الخيل والفروسية وبطولات السيف. فالعرب قديما ربطوا الرجولة بالسيف والنسب والخيل فقط. أما الإسلام فقد كره الشارب وطالب بحلقه، فيما ذهب بعض أهل العلم إلى قصه.
لذلك أذكر كل من يهددنا بحلق شعر وجهه بتاريخ العرب، فلم يكن في تراثنا يوما ما، فهو دخيل جاء به العثمانيون إلى الدول العربية، حين أطلقوا شرارة «موضة» الشارب المفتول وتسريحه وتزيينه، وظهر الأتراك في الشوارع مستعرضين بطوله وكأنها القوة، لتنتقل العدوى لنا نحن العرب.
رحلت العثمانية بشواربها عزيزي المريسل، فدعونا من الحلف بحلق شوارب الماضي الهزيل، فالشعيرات البازغة في وجوهنا ليست حكرا علينا بل تقاسمتها مخلوقات الله في الأرض، وليست ذات أهمية.
لم أكن أود الإطالة في هذا الموضوع ولكن «شنب» المريسل المهدد بالإزالة بسبب لقاء الأهلي والتعاون هو ما دفعني للعودة لصفحات التاريخ، علّي أجد ما يبرر الحلفان، فلا تستحق شواربنا كل هذا التهديد من أجل كرة قدم.
عزيزي المريسل حفظ الله لك شاربك من الزوال وشنباتنا من الحلق، ولنتركها نحن الإعلاميين بعيدا عن منافسة الأندية والجماهير، فلربما ينجحون يوما ونخسر التحدي الكبير وعندها لا ينفع «الشنب».
وأقول للجيل الجديد دعوا ماضينا جانبا، فالرهان عليكم، فأنتم جيل لا يلتفت للوراء، أزيلوا ظواهرنا البالية واسحقوا خرافاتنا تحت أقدام التقنية والمعرفة.