-A +A
صالح الفهيد
يوم أمس السبت أكمل معالي المستشار تركي آل الشيخ ستة شهور منذ تسلمه رئاسة هيئة الرياضة، وهو منذ اليوم الأول كان ولا يزال قضية خلافية تثير النقاشات والتساؤلات في الوسط الرياضي، وبقدر ما أثار الإعجاب ونال الثناء في الكثير من القرارات والمواقف والقضايا فهو محل نقد دائم حول قرارات مماثلة، وتثار حوله الكثير من علامات الاستفهام في قضايا ومواقف أخرى.

دعونا أولا نستعيد حالة المشهد الرياضي قبيل دخول آل الشيخ «الرسمي» له، فقد كانت رياضتنا بمختلف مؤسساتها ترزح تحت وطأة ركود ثقيل يلقي بظلاله على مختلف أوجه النشاط الرياضي، وعدا ما كانت تحدثه المباريات من صخب وحراك هامشي، وباستثناء قرارات إقالة المدربين، فقد كان كل شيء في وسطنا الرياضي يسير بسرعة سلحفاة!


ثم جاء تركي آل الشيخ فجأة «كجلمود صخر حطه السيل من علِ» ليسقط بكل عنف في هذه البركة الراكدة محدثا دويا هائلا لم يهدأ حتى اليوم.

ومكينة القرارات التي أطلقها آل الشيخ منذ اليوم الأول له في الوسط الرياضي لا تزال تعمل دون كلل وملل، وما زالت تبتكر القرارات التي لا تخطر على بال أحد، والكثير من هذه القرارات كان ولا يزال موضع ترحيب ودعم من الرياضيين، كل الرياضيين.

لكن.. وضع تحت لكن أكثر من خط.

ما إن دخل آل الشيخ «محميات» الأندية وبدأ «يشيل ويحط».. يبعد هذا ويأتي بذاك.. يقيل زيدا ويعين عبيدا.. يرضي هؤلاء ويزعل أولئك.. «منغمسا» بشكل غير مسبوق في أدق تفاصيل الأندية.. مخاطرا بكل سمعته ومكانته وإنجازاته.. ومقامرا بكل رصيده لدى جماهير الأندية التي لم ترض عن رؤساء أنديتها الذين جلبوا لها البطولات.. فما بالك بغيرهم! حتى بدأت بعض جماهير الأندية «تتململ» وتعترض على ما تعتبره «تدخلات» آل الشيخ في أنديتها، خاصة بعد أن جاءت نتائج «تدخلاته» بغير ما تشتهيه سفن هذه الأندية وجماهيرها، إلى حد أن بعض الجماهير حملت آل الشيخ فشل فرقها وإخفاقاتها في بعض المباريات والبطولات.

أعرف أن آل الشيخ يكاد بديناميكيته المتقدة أن ينسينا كل النمط السائد من العمل في السابق، وهو منهمك في تأسيس وتكريس نمط جديد ومختلف في الوسط الرياضي بكل مكوناته، لكن الجماهير الكروية لا تعرف هذا، ومن المهم مداراتها، والتعاطي معها ومع أنديتها بحذر، وأخذها للمرحلة الجديدة.. برفق وحبة.. حبة!

المحبون لمعالي المستشار آل الشيخ وأنا أحدهم، يخشون عليه من حقول الرمال المتحركة في الأندية، ويتمنون عليه أن يتريث قليلا ليبقى خارج «تفاصيل» الأندية.. وأن يخرج سريعا من مستنقعاتها!